
إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.
شارك عميد كلية الاعلام في جامعة اليرموك الدكتور أمجد القاضي، بفعاليات الدورة الثانية من الكونغرس العالمي للإعلام، الذي استضافته العاصمة الإماراتية ابوظبي الأسبوع الماضي، برعاية نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، نائب رئيس مجلس الوزراء الاماراتي سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.
وعرض القاضي خلال جلسة "الذكاء الاصطناعي وتحول وسائل الاعلام: الفرص والتحديات"، تجربة جامعة اليرموك وتحديدا كلية الاعلام التحديات الاكاديمية وأفضل الحلول والمساعي المقترحة في ظل التحديات التكنولوجية والتحولات الصناعية التي نعيشها في ظل الاعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، مبينا أن كليات الاعلام وبرامج تدريس الصحافة في الأردن تدرك حجم مسؤولياتها في أهمية موائمة برامجها الاكاديمية الحالية وكوادرها التدريسية والفنية الإعلامية وتحديث بنيتها التحتية في ظل التطور التقني وما يشهده سوق صناعة الصحافة والاعلام من تحولات جذرية متسارعة ومنها توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأشار خلال ذات الجلسة التي أدارها عميد كلية الإعلام الأسبق في جامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات، إلى قرار جامعة اليرموك بـ إدخال مفاهيم هذه التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي ضمن متطلباتها الجامعية الاختيارية، فضلا عن إتاحة الفرصة أمام كل برنامج أكاديمي لتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي ما يناسب مخرجاتها التعليمية ويمكنها من مواكبة المستجدات التقنية.
وشارك في هذه الجلسة نخبة من الأكاديميين وعمداء كليات الإعلام في الجامعات العربية والعالمية، منهم الدكتور حسين أمين من الجامعة الامريكية بالقاهرة، والدكتور عبد الله الكندي من جامعة السلطان قابوس، والدكتور احمد الزهراني من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، والدكتور وي لو من جامعة زيجانج الصينية وبحضور الدكتور احمد المنصوري رئيس قسم الاعلام بجامعة الامارات العربية المتحدة.
وضم الكونغرس العالمي للإعلام، والذي جاء تحت شعار" صياغة مستقبل الاعلام" معرضاً كشفت فيه أبرز العلامات التجارية العالمية والمحلية عن أحدث التقنيات والمنتجات والخدمات في القطاع الإعلامي، كما استضاف المؤتمر رواداً إعلاميين عالميين لمناقشة آخر المواضيع والتوجهات في القطاع.
واحتضن الكونغرس العالمي للإعلام مؤتمراً متخصصاً ينظم جلسات تطرح مجموعة من أبرز المواضيع الرئيسية في قطاع الإعلام بمشاركة خبراء رفيعي المستوى من مختلف أنحاء العالم، وتمحورت النقاشات التي تم طرحها حول الاتصالات الرقمية والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة والحلول المبتكرة في قطاع الإعلام.
كما وعقد على هامش المؤتمر جلسات تناولت مواضيع متنوعة بين الصحافة والإذاعة والتلفزيون والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مما جعله فرصة متميزة للإعلاميين للتعرف على أحدث التوجهات والتحديات في القطاع.
يذكر أن كلية الإعلام في جامعة اليرموك هي الوحيدة التي شاركت في هذا الكونغرس بين سائر كليات الإعلام في الجامعات الأردنية.
أكد رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد أن اليرموك تفتح أبوابها على الدوام للتعاون الأكاديمي والبحثي مع المؤسسات الدولية المختلفة مما يتيح الفرص التي تلبي طموح الطلبة لاستكمال دراساتهم العليا في الجامعات الدولية المختلفة من جهة، وتمكن أعضاء الهيئة التدريسية والباحثين في الجامعة من التعاون مع نظرائهم من الجامعات والمؤسسات البحثية في مختلف دول العالم وتبادل الخبرات فيما بينهم.
وأشار مسّاد خلال لقائه المدير الإقليمي لمؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية يورغ دينرت والوفد المرافق له، إلى أن اليرموك تحتضن مركزا لدراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية يعد إحدى نقاط التميز في الجامعة نظرا لما يجريه من دراسات بحثية واستقصائية تُعنى بمختلف جوانب اللجوء، وما ينفذه من مشاريع بحثية تعالج القضايا المتنوعة التي تخص اللاجئين في الأردن وذلك بالتعاون مع جامعات ومؤسسات دولية كمؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية، مؤكدا حرص اليرموك على مواصلة هذا التاريخ من التعاون مع هذه المؤسسة لتنفيذ المزيد من المشاريع والبحوث والدراسات التي تشكل قاعدة رصينة يستفيد منها الباحثين في مجال اللجوء والنزوح، ومرجعية علمية يستند إليها صانعي القرار في هذا المجال.
وأشار إلى ان اليرموك وانطلاقا من حرصها على تمكين طلبتها وإعدادهم الإعداد الأمثل لمواصلة دراساتهم العليا والانخراط بسوق العمل الدولي تقوم بطرح حزم اللغة الألمانية لمجموعة من الكليات في الجامعة بحيث يدرس طلبة هذه الكليات أربعة مستويات من اللغة الألمانية التي تكفل تسليحهم بمختلف المهارات اللغوية اللازمة للاتصال والتواصل بهذه اللغة، داعيا إلى توسيع افق التعاون بين اليرموك والمؤسسة ليشمل استقبال اليرموك لمدرسي اللغة الألمانية وتخصصات كلية الأعمال وغيرها مما يدفع بالمسيرة التعليمية في اليرموك نحو الأفضل.
بدوره أشاد دينرت بالمستوى المتميز لجامعة اليرموك وأعضاء الهيئة التدريسية فيها الذين أثبتوا مدى تميزهم في إجراء البحوث العلمية وتنفيذ المشاريع البحثية خاصة في مجال اللجوء، سيما وأن التجربة الأردنية في استقبال واستضافة اللاجئين تجربة فريدة يجب ان يستفاد منها.
وأكد أن المؤسسة تسعى إلى توسيع أفق التعاون مع اليرموك وتأطيره من خلال مذكرة تفاهم بين الجانبين تشمل مجالات التدريب المهني، والمنح المقدمة لطلبة اليرموك على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا، وإشراك اليرموك في منصة PizzaTalks، وهي منصة يشارك فيها شباب الجامعات لتبادل الأفكار حول موضوعات مختلفة تعنى بالعلوم السياسية والتنمية المستدامة وموضوعات أخرى.
وحضر اللقاء مديرة مركز اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية بالجامعة الدكتورة ربى العكش، وعدد من المسؤولين في مؤسسة فريدريش ناومان من اجل الحرية.
رعى عميد كلية الآداب في جامعة اليرموك الدكتور محمد العناقرة، ندوة نظمها قسم التاريخ والحضارة في الكلية، بمناسبة ذكرى ميلاد جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، في القاعة الدائرية بمبنى المؤتمرات والندوات، حضرها جمع من الطلبة وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية.
وتحدث في الندوة التي ادارها الدكتور رياض الياسين، كل من رئيس قسم الدراسات السياسية والدولية في الكلية الدكتور عماد عياصرة، والدكتور غازي العطنة والدكتور مهند الدعجة من قسم التاريخ والحضارة.
وقال العطنة: أتمَّ جلالته 18 سنة قمرية من عمره في 2 أيار 1953، فتولّى سلطاته الدستورية مدشّناً مرحلة جديدة في تاريخ الأردن الحديث، استمرت سبعة وأربعين عاماً (1952-1999) رافعاً شعار "فلنَبْنِ هذا البلد ولنخدم هذه الأمة" الذي جسّد فلسفته ونهجه في الحكم وشكّل ركيزة أساسية في توجيه الخطط التنموية وتوزيع مكتسبات التنمية لتشمل جميع أرجاء المملكة.
وتابع: قاد الحسين المسيرة بحكمة وحنكةٍ واقتدار في مرحلة تخلّلتها الأحداث الجسام والمنعطفات الخطيرة محلياً وإقليمياً ودولياً، واستطاع جلالته العبور بالأردن إلى برّ الأمان، جاعلاً منه أمثولةً في الاستقرار والنموّ والازدهار؛ وطناً قوياً محكم الدعائم، راسخ الأركان، فقد اتسم منهج الحسين في الحكم باستناده إلى مفاهيم الخدمة والبناء، والبذل والعطاء، والمساوة والإخاء، والوسطية والاعتدال، فحقّق الأردنّ في عهد جلالته نهضةً شاملة، حتى غدا منارةً للتقدم والعلم وذا مكانة دولية مرموقة.
وأضاف العطنة رعى جلالته منذ بدايات حكمه، مسيرة الحياة السياسية وتعزيز نهج الديمقراطية، مبينا أنه وبعد احتلال الضفة الغربية (1967)، وانطلاقاً من أنّ نظامَ الحكم في الدستور الأردني نيابيٌّ ملكيّ وراثيّ ومن أنّ الشعب مصدرَ السلطات، قرّر الحسين تشكيل المجلس الوطني الاستشاري عام 1978، لحماية القيم الدستورية وصيانة الروح الديمقراطية التي قام عليها الأردن الحديث.
وأشار إلى أن جلالته أولى القضيةَ الفلسطينية التي تمثّل للأردن "أمّ القضايا" والقضيةَ المركزية الأولى، جلَّ اهتمامه، حيث أخذ جلالته على عاتقه المطالبة بحلّ هذه القضية في جميع المحافل، وكانت رؤيتُه الحكيمة والثاقبة أساساً لكل مقترَحات الحلول والقرارات التي اتُّخذت تجاهها عربياً ودولياً، ومن أبرزها قرار مجلس الأمن الدولي رقم (242) في عام 1967، والمشاركة في مؤتمر جنيف للسلام عام 1973، وتوقيع اتفاق مبادئ أردني فلسطيني عُرف بـ "اتفاق 11 شباط" عام 1984.
من جهته، قال عياصرة إن رحلة الملك الحسين في عرش الأردن شكلت فصلاً هامًا في تاريخ الشرق الأوسط، ولم تكن مجرد فترة زمنية في تاريخ الأردن، بل كانت سلسلة من التحديات التي واجهها ببراعة وتفانٍ في تحقيق التسوية والتقدم.
وأشار إلى أنه في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، كان الأردن ملتقىً لتنوع فكري معقد، مبينا أن الملك الحسين، أظهر براعة استثنائية في التعامل مع هذا التنوع، كما وابدى جلالته تفهمًا عميقًا للديناميكا الثقافية والسياسية، وجعل الحوار بين التيارات المختلفة جزءًا من رؤيته الحكيمة، وعليه يتجلى دوره في التسوية الإقليمية، من خلال الإنجاز الدبلوماسي الذي يُظهر فطنته السياسية والقدرة على التفاوض دون التخلي عن التزاماته تجاه القضية الفلسطينية، التي أولها جل رعايته واهتمامه وتسخير الطاقات لخدمتها.
ولفت عياصرة إلى أنه في ظل التحديات الاقتصادية والإصلاحات، فقد اعتمد الملك الحسين سياسات اقتصادية رشيدة، وقاد جهودًا لتعزيز القطاع الزراعي والصحي والتعليمي وتنفيذ إصلاحات هيكلية لتحقيق النمو المستدام، كما وقاد جلالته جهودًا لتحقيق التسوية الوطنية، ونجح في تحقيق التوازن وضمان الاستقرار الداخلي، فخاضً هذا التحدي بحكمة وفهم عميق للديناميكا المحلية.
وأكد أن الريادة الأردنية كانت حاضرة في تعزيز حقوق المرأة، من خلال متابعة واهتمام جلالته وتركيزه فيما يخص حقوق المرأة وتعزيزها، والتي كانت من بين أبرز ملامح حكمه الزاهي، حيث قاد جلالته جهودًا لتحسين مشاركة المرأة في مختلف المجالات، فساهم ذلك في بناء مجتمع قائم على تمثيل الجميع.
في ذات السياق، أكد الدعجة أنه في ذكرى الحسين الباني، نُمجد الماضي ونُخلد الحاضر، مبينا أنه في حبّ الحسين بن طلال يقال ما هو أكبر من اللغة، وأفصح من كل الكلمات، وأبلغ من كل المعاني، هو حبّ يحكي تاريخا عريقا نابضا بالعطاء والتميّز والايجابية والبناء لنهضة الأردن الحديث، الذي أصبح اليوم بقيادة جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني الدولة العربية الأكثر حضورا تنمويا وتطوّرا بكافة المجالات، والأكثر استقرارا وأمنا في عالم تعبث به الاضطرابات من كلّ صوب.
وأضاف، جلالته هو باني الأردن الحديث الذي أرسى دعائم نهضته الشاملة في جميع المناحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعمرانية، التي فتحت أعين وقلوب أجيال كاملة على مدى 47 عاما على انجازات وتطورات يومية، سعى لها الحسين، وهذا لم يقف عند حدود جغرافيا المملكة، إنما حضره في المحافل العربية والدولية، وكان مؤثرا ويتمتع بثقة عالية ولأرائه الاحترام والثقة المطلقة، ووضع القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات أجندته وأجندة الأردن، فكان الحسين شخصية العالم الحاضرة في كل ّ يوم وفي كلّ حدث.
وتابع: عندما يحيي الأردن بأبنائه وبناته، ذكرى ميلاد الحسين، نقف على نوافذ الذاكرة نستذكر تاريخ الوطن الذي خرج كزهرة من بين الصخور، فطالما كان محاطا بمنطقة مضطربة سياسيا واقتصاديا وأمنيا وحتى اجتماعيا، ليكون بناء الوطن هاجسه الدائم، لتكون حياته حافلة بالعطاء والإنجاز، وليكون الأردن بصورة أكثر ألقا وبحضور أكثر تميّزا على المستوى العالمي وليس العربي.
وأكد الدعجة في الحاضر يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني المسيرة بحكمة، يبقى الأردن حالة عربية مختلفة تمكّن جلالته من جعل الأردن محطّ إعجاب وتقدير دول العالم نظراً لإصراره على الإنجاز وتوفير الحياة الكريمة لأبنائه، كما يشهد الأردن نقلة نوعية في مختلف مسارات التحديث الشامل، وتجاوز صعوبات وتحديات كبيرة تجاوزها بنجاح لم تعيق حركة تطوره أي صعوبات بل كان دوما يتجاوزها ويشكّل تقدّما دائما في ذلك، كما جعل جلالته الأردن واحة أمان وسلام في اقليم أقل ما يوصف به ملتهب، وفي منطقة مزدحمة بالاضطرابات، ليكمل جلالة الملك عبد الله الثاني المسيرة بكل نجاح واقتدار.
حصلت كلية الطب في جامعة اليرموك على شهادة الاعتمادية الدولية الفيدرالية للتعليم الطبي (WFME) لبرنامج البكالوريوس "دكتور في الطب".
وبموجب هذا الاعتماد الذي حصلت عليه الكلية من قبل هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها في الاردن باعتبارها جهة مخولة دولياً لاعتماد كليات الطب داخل الأردن وخارجه، يمكن لخريجي الكلية مزاولة مهنة الطب في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، بالإضافة إلى تمكين الخرجين من استكمال دراستهم العليا في مختلف المؤسسات التعليمية الدولية المرموقة.
وأعرب رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد عن فخره واعتزازه الدائم بما تحققه جامعة اليرموك من انجازات متتالية في مختلف المجالات الأكاديمية والبحثية، وحصولها على الاعتمادات الدولية، لافتا إلى أن هذه الإنجازات التي تعكس تميز جامعة اليرموك ومكانتها المرموقة على المستويين المحلي والدولي، جاءت نتيجة جهود كبيرة بذلتها كوادر الجامعة الأكاديمية والإدارية، والذين أجزلوا العطاء لتنال اليرموك المكانة المرموقة التي تستحق.
وأكد أن اليرموك ستستمر بالعمل من أجل تطوير وتحديث برامجها الأكاديمية وتحقيق أعلى المعايير الدولية المعتمدة في مختلف المجالات الأكاديمية، وذلك سعيا منها لتحقيق رسالتها السامية في تقديم تعليم جامعي متميز ونوعي ومواكب للتطورات والمعايير الدولية، وبما ينعكس ايجابا على مستوى خريجيها ويعزز تنافسيتهم في سوق العمل الاقليمي والدولي.
وأضاف مسّاد ان حصول كلية الطب في جامعة اليرموك على الاعتماد الدولي ماهو إلا خطوة اولى في طريق تحقيق التميز وتقديم تعليم الطبي عالي المستوى، ويواكب التطورات في مجال التعليم الطبي العالمي، مشددا على حرص الجامعة على توفير البنية التحتية، والمختبرات والأجهزة العلمية الحديثة اللازمة لتمكين الطلبة من تعزيز مهاراتهم التعليمية التطبيقية خلال فترة دراستهم الجامعية، وتوفير فرص التدريب لهم في مختلف المؤسسات الصحية محليا وعربيا ودوليا، من أجل إعداد كفاءات طبية متميزة قادرة على النهوض بالقطاع الصحي في الاردن، والانخراط في اسواق العمل الدولية .
عميدة الكلية الدكتورة منار اللواما اشارت إلى أن الكلية حصلت على هذه الاعتمادية بعد تحقيقها وبشكل متميز لكافة المعايير الدولية المطلوبة لهذه الاعتمادية، و التي تشمل كل ما يتعلق بالعملية التعليمية والبحثية في الكلية ابتداء من المجالات الأكاديمية للبرنامج، والطلبة، و البحث العلمي، والحوكمة، و التخطيط الاستراتيجي، و انتهاء بالتفاعل الدولي و ضمان جودة البرنامج.
وأضافت أن الكلية تسعى على الدوام لتحقيق التطوير المستمر في كافة المجالات بما يثري العملية التعليمية فيها وينعكس ايجابا على طلبتها، حيث عقدت الكلية عدة اتفاقيات مع هيئات و جامعات عالمية في مجالات التدريب الطبي، وأولت اهمية بالغة للبحث العلمي و خدمة المجتمع، وركزت على كل ما يحقق جودة التعليم الطبي والتدريب السريري لطلبتها.
مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك رعى الدكتور موسى ربابعة نائب الرئيس للشؤون الاكاديمية فعاليات ندوة "بشائر النصر والثبات في غزة وأثرها في الأمة"، بحضور عميد الكلية الدكتور محمد طلافحة، وتحدث فيها كل من الدكتور عبدالناصر أبو البصل، والدكتور محمد الجمل، والدكتور سعيد بواعنة، وادارها الدكتور نذير الشرايري.
وقال أبو البصل إن بشائر النصر في غزة واضحة: إنما النصر والغلبة، وإما الشهادة في سبيل الله، مبينا ان أهل غزة لا يهابون ولا يخافون الموت وإنما يحبون الشهادة، مبينا ان اعمال حملة الرسالة لا تقاس وفقا لقواعد الميزانية المالية وإنما تقاس بمقدار ما نقدم في سبيل الله والرسالة.
وأكد ان الحرب على غزة كشفت عورات الغرب الفكرية وكيف ينظرون إلى المسلمين فكرهوا ان تكون للناس في غزة حق في الحياة ورأوا أنهم لا يستحقون المساواة، مشددا ان من كانت إيمانياته صحيحة وحقيقية يتأثر ويصحو قلبه على كل خبر أو حدث يسمعه عن غزة.
واستعرض أبو البصل ما كسبناه من الحرب على غزة، فكسبنا إحياء القضية الفلسطينية، وكسبنا ارتقاء الشهداء في سبيل الله، وان شعوب الامة توحدت في قلوبها، وأن نظرة شعوب دول العالم للقضية الإسلامية والقضية الفلسطينية قد تغيرت وأصبحت أكثر وعيا، كما كسبنا من "طوفان الأقصى" استئناف جديد للحضارة وانبعاث جديد للإنسان من خلال قيم جديدة يتلمس فيها المرء حريته في ظل شيوع قيم التعذيب الإسرائيلية، كما أنه يشكل أفق لقراءة سورة الأحزاب فمنها نأخذ بارقة الأمل.
وأوضح أبو البصل ما هو المطلوب منا كمسلمين: فعلينا نقيم واقعنا في ظل مواقف العالم تجاه هذا الحدث، وعلينا ان نعد العدة والقوة وأن نحذر الفتن الداخلية والخارجية وان نكون صفا واحدا، كما أكد على دور الجامعات في زيادة الوعي العام وتعديل الفهم الخاطئ للقضية وان تكون الجامعات هي الحواضن التي تقوي الأمة، والاستمرار بالمقاطعة وان لا تكون أمرا مؤقتا فعلى رجال الأعمال والصناعيين ان يجدوا ويستنبتوا صناعة وعلما وزراعة لكي تكون قوة لنا في الحاضر والمستقبل.
بدوره أكد الجمل أن هناك مبشرات للنصر في غزة منها شرعية وأخرى واقعية، موضحا أن من المبشرات الشرعية ما ذكر في سورة الإسراء من ان هناك تأديب لبني إسرائيل بعد فسادهم في الأرض مرتين، حيث اتفق العلماء أن ما نعيشه الآن هو الإفساد الثاني لهم مما يؤكد ان هناك تأديبة ثانية وبشرة للنصر في غزة بإذن الله، بالإضافة لما ورد في قصة طالوت وجالوت التي ورد فيها الآية الكريمة "قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ"، والتي تؤكد على ضرورة إعداد العدة والقوة والإيمان بالله تعالى الذي ينصر عباده.
وتابع الجمل: إن المبشرات الواقعية تتجسد في عدة جوانب فمنها العسكري حيث تم قتل ما يزيد عن 2500 من العدو الصهيوني، وأسر ما يزيد عن 250 مستوطن إسرائيلي، وتهجير نصف مليون من المستوطنين من غلاف غزة، وعدد المتقدمين لشراء منازل في أوروبا وأمريكا يزيد عن 350 ألف مواطن إسرائيلي، فيما تتبين بشائر النصر في الجانب الإنساني والديني من خلال تحقيق الوحدة الشعورية بين أبناء الامة، وإعادة الامل للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، اما على الجانب العسكري يتكبد العدو الصهيوني أكثر من 3 مليارات يوميا بسبب الحرب على غزة أي أن 20% من الاقتصاد الإسرائيلي مهدد بالانهيار.
أما على الجانب السياسي فقد تم اسقاط حضارة الغرب التي تدعي الإنسانية، واسقاط مخطط التطبيع أو ما يسمى بالابراهيمية، واسقاط مخطط صفقة القرن وتهجير أهل غزة، وإسقاط الوحدة الداخلية للعدو وإحداث شرخ بينهم.
وأكد الجمل أن دعم القضية الفلسطينية ومناصرتها والمقاطعة والدعاء لأهل غزة هو فرض عين وليس فرض كفاية.
وخلال فعاليات الندوة ألقى الدكتور سعيد بواعنة قصيدة بعنوان "عنوان غزة" كما أكد إننا اليوم نقف لنؤازر غزة العزة، ولنقول كلمة حق في وجه الغاصب، من أجل أن نظهر أن قلوبنا ومشاعرنا تتحرك مع أهلنا في غزة خصوصا ومع فلسطين عموما.
مندوبا عن رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، رعى عميد كلية العلوم التربوية الدكتور أحمد الشريفين، الندوة التي نظمتها الكلية حول الأبعاد النفسية لأحداث غزة، والتي تأتي في إطار التزام جامعة اليرموك بالمسؤولية الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية، وتعكس رؤيتها في دعم القضايا العربية العادلة في مواجهة التحديات الصعبة وبناء مستقبل أفضل.
وأكد الشريفين استعداد الكلية لتقديم الندوات التوعوية انطلاقًا من زوايا علمية متخصصة، مرتبطة بالعلوم التربوية والنفسية، لافتا إلى أهمية تعزيز التوعية بالرعاية النفسية في المدارس والمجتمعات، بهدف تحقيق تحسين مستدام في حياة الأفراد المتأثرين بشكل مباشر أو غير مباشر، مشيرا إلى الدور الريادي المستمر الذي يقوم به الأردن في دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وتحدث في الندوة، التي عقدت في مدرج الكلية، وأدارها الدكتور مؤيد مقدادي، كل من الدكتورة منار بني مصطفى، والدكتور فراس قريطع.
وقالت بني مصطفى، إن صدمة الحرب تتسبب بالعديد من الأعراض النفسية والجسدية للأفراد، أبرزها الإحساس بالخوف والحزن الشديد واليأس أحيانا، والترقب والقلق المستمر من المستقبل، وصعوبة السيطرة على الانفعالات والمشاعر كالبكاء والصراخ والاحساس بالإحباط والغضب والتوتر واليأس والاكتئاب.
وأشارت إلى أن الأحداث التي ترتبط بالحرب تؤدي للصدمات النفسية، من خلال التعرض للقصف وإطلاق النار مباشرة والتهجير القسري والتعرض للضرب والتعذيب وفقدان أحد أفراد الأسرة والاحتجاز في مكان ما، ومشاهدة أحداث العنف وعدم الحصول على موارد الحياة الأساسية كالدواء والغذاء، لافتة إلى أن الصدمات النفسية للحروب تختلف تبعا لعوامل عديدة، أبرزها الجنس والمرحلة العمرية، فمثلا وجدت الدراسات النفسية أن النساء والأطفال هم الأكثر تأثرا والأكثر ضررا، على الرغم من أن الرجال قد يكونون في خط الدفاع الأول، بالإضافة إلى عوامل القرب والبعد من أحداث الحرب.
وتابعت: العالم بدأ ينتبه لعامل هام ومهم في التأثير فيما يخص الصدمات النفسية في ضوء العدوان الدائر على قطاع غزة، وهو عامل الإيمان والثبات، من خلال الإيمان بالله المستمدة من العقيدة الإسلامية، والثبات على الموقف وعدالة القضية الفلسطينية، وهو ما لا يتم الانتباه له في الحروب عادة، فقد لاحظت كل شعوب العالم حجم الإيمان الموجود لدى أهل غزة، رغم ما يقدموه في "لحظة" من شهداء وجرحى، ومع ذلك "يحمدون الله" مباشرة بكل رحابة صدر على ما يتعرضون له من عدوان سافر.
ولفتت بني مصطفى إلى وجود دراسات علمية أُجريت على قطاع غزة خلال العشر سنوات الأخيرة، أظهرت هذه الدراسات أن السكان في القطاع بشكل عام لديهم زيادة واضحة في انتشار الأمراض والاضطرابات النفسية، كما وأن الأطفال والمراهقين من 10-19 عاما تظهر لديهم أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بنسبة 32.7٪
من جهته، قال قريطع إن هناك أثارا نفسية للمشاهد المؤلمة في غزة على الأفراد بشكل عام والأطفال بشكل خاص، مبينا أن هناك اختلافات بين الأفراد في درجة تأثرهم بالأحداث الجارية، فالأطفال والأشخاص الذين يتصفون بالهشاشة النفسية هم أكثر عرضة للتأثر بهذه الأحداث وقد تظهر عليهم بعض الأعراض كالشعور الدائم بالخوف والتوتر والحزن العميق والشعور بالذنب بالإضافة إلى اضطرابات النوم والأكل والانسحاب الاجتماعي
ولفت إلى الآثار النفسية لمشاهد القتل والتدمير القاسية قد تظهر بعد أسابيع أو ربما أشهر ويستمر تأثيرها لفترات طويلة بحسب طبيعة الشخص المتأثر بها وبنيته النفسية، مؤكدا أنه وبالرغم من قسوة ما يجري في غزة إلا أن البعض يمتلك سمات شخصية تساعده في تحسين المناعة النفسية وتجعله أقدر على مواجهة الصدمات.
وأشار قريطع إلى أن هنالك العديد من الاستراتيجيات التي تساهم في الحد من التأثير السلبي لمشاهد العنف على الأشخاص كالتنفيس الانفعالي والابتعاد عن الكبت المستمر للمشاعر والتواصل مع شبكات الدعم الاجتماعي وإعادة تأطير التفكير حيث إن أفكارنا هي التي تصنع مشاعرنا بالإضافة للحفاظ على الإيقاع المعتاد للنشاطات اليومية وتعزيز الجوانب الروحية.
وعن أطفال غزة، أكد أنهم يمرون في مراحل نمائية حرجة تتطلب منا الاهتمام بهم ومنحهم بيئة آمنة تساعدهم على النمو النفسي والعقلي بعيدا عن الصدمات من خلال عدم تعريضهم بشكل مباشر للمشاهد المؤلمة والحديث معهم عما يجري بما يتناسب مع أعمارهم وتشجيعهم على الحديث عن مشاعرهم والمشاركة في النشاطات التعبيرية والترفيهية.
كما وقدمت كل من بني مصطفى وقريطع مجموعة من الاستراتيجيات التكيفية الممكنة للتخفيف من حدّة الآثار النفسية للحرب على الفئات التي تعايشها، وعلى الفئات التي تتابع مشاهدَ من آثارها عبر شاشات التلفزة، ومواقع التواصل الاجتماعي.
في ذات السياق، أشارا إلى العوامل التي تجعل بعض الفئات تعاني من مستويات عالية من التوتر النفسي والصدمة جرّاء الحروب وويلاتها، كفقد الأقارب أو الضرر الجسدي أو الضرر المادّي، لافتين إلى أنهم يقعون ضمن الفئات الأكثر حاجة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وتوفير بيئة تعليمية واجتماعية تساعد في تحسين حالتهم النفسية وتجعلهم أكثر قدرة على التعامل مع التحديات، كما تم التأكيد على الاضطرابات النفسية المحتملة كنتيجة لتلك الأحداث الصادمة.
وفي نهاية الندوة، تم فتح باب النقاش والحوار، الذي شارك فيه مجموعة من الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية، تناول جميع القضايا المطروحة بصورة علمية تربوية.
أكد رئيس جامعة اليرموك الدكتور اسلام مساد فخر اليرموك واعتزازها بوجود نخبة من الطلبة الوافدين المتميزين على مقاعدها الدراسية، وأنهم جميعا محط ترحيب واحترام، وتقدير إدارة وأسرة الجامعة، ضيوفا مكرّمين يحظون بأفضل سبل الرعاية والاهتمام.
وقال مساد، إن وجود نخبة من الطلبة الوافدين المتميزين يشكل إضافة نوعية تسهم في إثراء التنوع الثقافي والحضاري لمجتمع الجامعة.
ولدى حضوره اللقاء التعريفي الذي نظمته عمادة شؤون الطلبة في الجامعة للطلبة الوافدين المستجدين، شدد مساد على أن متابعة الشؤون الدراسية للطلبة الوافدين، ومنحهم تعليم جامعي مميز، وتمكينهم من مواصلة دراستهم بكل يسر أولويات لدى الجامعة حيث توجه كافة الدوائر المعنية إلى تنفيذها وبما يليق بالطلبة الوافدين، والمكانة المرموقة لجامعة اليرموك.
وقال إن الجامعة وضمن رؤيتها لمواكبة التطور العالمي في مختلف حقول العلم والمعرفة، وخدمة الطلبة من حول العالم عملت على استحداث عدد من التخصصات الأكاديمية لمرحلتي البكالوريوس والماجستير، كما قدمت للطلبة الوافدين جملة من التسهيلات التي أثرت إيجابا في إقبال المزيد من الطلبة من الدولة الصديقة والشقيقة للدراسة في اليرموك.
وباسم أسرة الجامعة، أعرب مساد عن أمنياته للطبة الوافدين بالتوفيق والنجاح، وتحقيق أحلامهم بالحصول على الشهادات العلمية والعودة الميمونة إلى بلدانهم وأسرهم، مؤكدا ثقة اليرموك بهم بأنهم سيكونون خير سفراء لها أينما حلوا.
بدوره، أكد عميد شؤون الطلبة في الجامعة الدكتور معتصم الشطناوي، أن عمادة شؤون الطلبة تولي جل اهتمامها لمتابعة شؤون الطلبة الوافدين منذ اللحظات الأولى لوصولهم للأردن حيث تتولى العمادة استكمال إجراءات استقبالهم وإقامتهم وتمكينهم من الانتظام في دراستهم الجامعية بكل يسر وسهولة.
وقال إن العمادة ومن خلال قسم رعاية الطلبة الوافدين في دائرة الرعاية الطلابية لا تدخر جهدا في تقدم كافة الخدمات التي يحتاجها الطلبة الوافدين، ودعمهم في تنفيذ الأنشطة الطلابية الخاصة بهم، كما تسعى لتوفير البيئة الجامعية الجاذبة لهم وتشجيعهم على الانخراط في المجتمع الجامعي.
كما قدم عدد من مدراء الدوائر والمراكز في الجامعة، شرحا حول طبيعة الخدمات التي تقدمها دوائرهم ومراكزهم لخدمة الطلبة الوافدين ودعمهم خلال مسيرتهم الدراسية.
يشار إلى أنه يوجد في جامعة اليرموك أكثر من 3300 طالب وطالبة وافدين من 45 جنسية حول العالم.
أ.د ميشيل سويدان - عميد كلية الأعمال
هناك اتفاق عام على الأثار السلبية للحرب على غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على الاقتصاد الفلسطيني واقتصاديات المنطقة، كغيرها من اقتصاديات العالم، فقد عانت اقتصاديات المنطقة من الصدمات المتتابعة خلال السنوات الأخيرة مُنذُ تفشي جائحة كورونا مروراً بظاهرة التغيُرات المُناخية وإنتهاء بالحرب الروسية الأوكرانية، ولكن على وجه الخصوص، فإن الحصار المفروض على غزة منذ 17 عاما قد دمر اقتصادها، في حين يعاني اقتصاد الضفة الغربية أوضاعا صعبة في ظل العراقيل والإجراءات التي يفرضها الاحتلال.
وقد حذر تقرير صدر منذ 20 عاما وبشكل جماعي من عدد من المنظمات الدولية (البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد") من الخطر الذي يمثله ترك الأراضي الفلسطينية تغرق في الأزمة والفقر. وللأسف، منذ ذلك التاريخ، يسير الوضع المعيشي من سييء إلى أسوأ في كل من الضفة الغربية (3.1 ملايين نسمة بما في ذلك القدس الشرقية) وقطاع غزة (2.2 مليون نسمة). وزادت الأزمة في القطاع عندما فرضت إسرائيل حصارا عليه بعدما أن سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 2007.
لذلك يمكن القول إنه قبل عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل في 7/10/2023 واعلان الحرب على غزة، كان الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية، وعلى وجه الخصوص في قطاع غزة، وضعا صعبا للغاية، فوفقا للبنك الدولي انكمش اقتصاد غزة بنسبة 2.6% في الربع الأول من العام الجاري ويعود ذلك إلى تراجع قطاعات الزراعة والصيد بنسبة 30% وذلك بعد قرار سلطات الاحتلال في آب 2022 تقييد بيع سمك غزة في الضفة الغربية. أما من حيث العمالة في غزة، فجميع المؤشرات هي مدعاة للقلق الشديد، فتشير أرقام البنك الدولي بأنه بلغ معدل البطالة ما نسبته 46.4 (أي 245 ألف فرد عاطل عن العمل)، ويصل إلى 60% بين الشباب. بالإضافة إلى ذلك، يتلقى 83% من العمال في غزة أجرا أقل من الحد الأدنى. ونتيجة لذلك، يعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، وتعاني ثلثا الأسر في هذا الشريط الساحلي من انعدام الأمن الغذائي.
أما في الضفة الغربية فالوضع "أقل سوءاً" منه في غزة، فتبلغ نسبة البطالة 13% ويعاني 23% من انعدام الأمن الغذائي، ويعتمد اقتصادها الذي تخنقه قوات الاحتلال بالكثير من نقاط التفتيش والقوانين المقيدة للناس، على إسرائيل التي تستأثر بـ 70%-80% من صادراتها ووارداتها.
يستطيع القارئ (وبدون عناء) أن يتنبأ بأثر حرب الإبادة والتجويع على غزة على معيشة الناس وعلى واقع الأرقام المذكورة أعلاه الآن. فقد أشار السيد خالد العسيلي وزير الاقتصاد الوطني في الحكومة الفلسطينية بأنه بحسب إحصاءات عام 2022، بلغ عدد المنشآت الصناعية والتجارية في قطاع غزة 50,000 منشأة تتراوح من حيث الحجم بين مصانع ومحال تجارية في الأسواق، وأضاف بأن هذه المنشآت أصبحت هدفا للصواريخ الإسرائيلية، وهذا يمثل خسائر غير مسبوقة في تاريخ العمليات العسكرية على القطاع.
وأشار السيد العسيلي بأنه منذ 7/10/2023 أغلقت المصانع أبوابها، بينما لا تملك وزارة الاقتصاد الفلسطينية أية إحصائيات حول حجم الدمار، لعدم قدرة الطواقم الوزارة على الحركة، وقال العسيلي "لم تعد هناك شوارع، ولا شبكات صرف صحي، وقبل كل ذلك أجهزت إسرائيل على شبكات الكهرباء المتآكلة. (لقد) نفد الغاز والوقود، بينما تجهد الأيدي العاملة في توفير مأوى لعائلاتها".
وتشير آخر حصيلة للعدوان الإسرائيلي على غزة (ظهر الجمعة 27/10/2023) إلى أرقام غير مسبوقة تعكس حجم القتل والدمار، فقد بلغ عدد الشهداء 7028 شهيدا وعدد الجرحى 18484 جريحا، كما بلغ عدد النازحين 1,500,000 نازحا، وقد تضررت 190,000 وحدة سكنية بشكل جزئي و 29,000 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، وتضررت أيضا 189 مدرسة وتم تدمير 38 مسجدا بشكل كامل والحاق الضرر بثلاث كنائس بشكل كبير (المصدر: وزارة الصحة الفلسطينية والمكتب الحكومي في غزة).
أخيرا من المهم أن تتوقف هذه الحرب الهمجية التي يبدو واضحا بأن أهدافها تتجاوز الأهداف العسكرية لتشمل تدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية وجعل قطاع غزة غير صالح للعيش، في هذا الإطار جدد جلالة الملك عبدالله الثاني موقف الأردن الثابت من رفضه لأي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه، واعتبر جلالته أن منع الغذاء والمياه والكهرباء عن المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، "جريمة حرب" يجب أن يدينها العالم ويرفضها، وأكد جلالته على ضرورة فتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية العاجلة إلى القطاع، داعيا إلى وقف الحرب على غزة ومنع امتدادها إلى الضفة الغربية، وتلافي تأثيرها على استقرار المنطقة بأكملها.
إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.