إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.
قال سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، إن الأردن بقيادته الهاشمية يهتم ويحتفل بالمناسبات الدينية بشكل عام، والإسراء والمعراج بشكل خاص، لما لهذه المناسبة العطرة، من ارتباط بالقدس الشريف والمسجد الأقصى، وما يعانيه أهله من ظلم المستعمرين واعداء الدين.
وأضاف خلال المحاضرة التي نظمتها جامعة اليرموك احتفاء بمناسبة الإسراء والمعراج، بحضور رئيس الجامعة بالوكالة الدكتور موفق العموش، أن القدس الشريف له مكانته الخاصة لدى الأردن والأردنيين، لما تمثله الوصاية الهاشمية من أهمية ودور في رعاية المقدسات الدينية الإسلامية منها والمسيحية.
وأشار الخصاونة إلى أن أي حادثة من حوادث الإسلام، وخصوصا تلك التي وقعت في العهد المكي أي في مكة المكرمة، هي عبارة عن دورس في التربية، لتربية الأجيال والتي ستكون القاعدة الأساسية التي ستبنى عليها أجيالنا القادمة، التي ستكون مستقبلا نماذج للبشرية جمعاء، من أجل المحافظة على الهدف الرئيسي للإسلام، ألا وهو الدعوة إلى الله.
وتابع: لذلك جاءت حادثة الإسراء والمعراج، بما فيها من الدروس والعبر والدلالات الكبيرة التي تتميز عن غيرها من المناسبات الدينية، وعليه جاءت هذه الحادثة لتكون تسرية للنبي الكريم بعد عام يسمى بعام الحزن، والإسلام بإطاره العام هو تربية، ويهتم بهذه التربية من أجل الدعوة الإسلامية، والنبي عليه السلام كان يدعو في مكة، وهناك في مكة واجه المآسي والافتراءات الكاذبة، ولكنه كان يثبت ولم يستسلم في سبيل دعوته الشريفة.
ولفت الخصاونة إلى شرح ابن حجر لصحيح البخاري: "إن الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة، في اليقظة بجسده وروحه صلى الله عليه وسلم، وإلى هذا ذهب جمهور من علماء المحدثين والفقهاء والمتكلمين، وتواردت عليه ظواهر الأخبار الصحيحة، ولا ينبغي العدول عن ذلك، إذْ ليس في العقل ما يحيله، حتى يحتاج إلى تأويل"، مبينا أن هذه الحوادث تقربنا إلى الله، وبالتالي نتمسك بديننا وبالقرآن الكريم وبمعجزات النبي عليه السلام، وفي مقدمة هذه المعجزات بالتأكيد القرآن العظيم.
وقال العموش إن جامعة اليرموك تحتفي سنويا بهذه الذكرى الشريفة، لمكانتها الدينية ومعجزتها العظيمة التي جعلها الله تعالى تأييدا لنبيّه الكريم، وهذا معناه أن نقف مع الذكرى لنستخلص العبر، ونستفيد من دروسها، مبينا أن حادثة الإسراء والمعراج جاءت للتأكيد على أن المِنح تأتي بعد المِحَن، وأنّ مع العسر يسرا، ووجوب الثقة المطلقة بالله تعالى.
وأضاف أن هذه الحادثة، جاءت أيضا تقديسا ورفعة لمكانة المسجد الأقصى مسرى رسوله الكريم وأولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، فكانت هذه المناسبة على مدار تاريخ الرسالة الإسلامية إلى يومنا هذا ترسيخا للقيم الجليلة في رحلة رسولنا الكريم بين الأرض والسماء، وعليه فقد شكلت علامة فارقة في حياة الأمة الإسلامية وبداية انطلقت معها دعوة الإسلام لتضىء بنورها آفاق الأرض وتهدي البشرية جمعاء.
في ذات السياق، أكد العموش أننا في هذه المناسبة الجليلة، نستذكر الوصاية الهاشمية من خلال مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الصارمة في المحافل الدولية في الانتصار للمسجد الأقصى المبارك، والذود عنه على الدوام.
على صعيد متصل، أشار عميد شؤون الطلبة الدكتور محمد خلف ذيابات، إلى أن رحلة الاسراء والمعراج كانت معجزة وكرامة من الله جلّ في علاه لنبيه الكريم تثبيتًا من عنده سبحانه خاصة بعد وفاة عمه الذي كان يحميه وزوجته التي كانت تواسيه، بعد الذي أصابه في الطائف ومكة من أذى، ومع ذلك فلم يكن جوهر الرحلة محض تسرية وتسلية لقلب النبي بل كانت رحلة تربية وتهذيب لأمة الإسلام لكي تتبيّن معالم طريقها.
وأضاف أننا في الوطن الحبيب نحتفل بهذه الذكرى بكل ما تعنيه من عمق ورمزية ترتبط بالأرض الأردنية المباركة، وقيادتها الهاشمية المظفّرة التي تستلهم الدروس والعبر من حادثة الاسراء والمعراج، مشيدا بجهود جلالة الملك السياسية والدبلوماسية المكثّفة لحشد الدعم والتأييد لنضال الشعب الفلسطيني في كفاحه لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وصيانة المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وهو الواجب التاريخي الذي لم يتخل عنه الأردن عبر تاريخه الطويل.
وحضر المحاضرة نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الدكتور رياض المومني، فيما تولى إدارتها عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الدكتور محمد طلافحة.
يذكر أن هذه المحاضرة جاءت بتنظيم مشترك ما بين عمادة شؤون الطلبة وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية.