استضافت جامعة اليرموك اليوم الثلاثاء فعاليات اليوم الثالث من المؤتمر الدولي 12 لتاريخ بلاد الشام "الكتابة التاريخية في بلاد الشام في القرون الخمسة الهجرية"، الذي انطلقت فعالياته أول أمس الأحد في الجامعة الأردنية برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، وينظمه مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام في الجامعة الأردنية بالتعاون مع جامعات اليرموك ودمشق، بحضور رئيس مجلس مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام الدكتور عدنان البخيت، ومديرة مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام الدكتورة ندى الروابدة.
وخلال لقائه المشاركين في المؤتمر، قال رئيس جامعة اليرموك بالوكالة الدكتور موسى ربابعة إن هذا يوم استثنائي من أيام اليرموك التي أٌقسمت علينا وأقسمنا عليها بأن نظل أوفيا لتاريخنا ووطننا، مؤكدا أن حركية التاريخ ليست أحادية وإنما هي اندماج مع المنظورات السياسية والثقافية والأدبية والدينية.
وأشار ربابعة إلى أن مؤتمر بلاد الشام الثاني عشر "الكتابة التاريخية في بلاد الشام في القرون الخمسة الأولى" قدم عبر رحلة انعقاده الطويلة إسهامات مهمة وفعالة في الدراسات التي دارت حول تاريخ بلاد الشام، لافتا إلى أن اهتمام سمو الأمير الحسن بهذا المؤتمر وما يقدمه من أفكار نيرة تمثل علامات هداية للباحثين التنويريين في بلاد الشام.
وأكد على أن مؤتمر بلاد الشام أصبح تقليدا راسخا، وحدثا أكاديميا مهما ليس على المستوى المحلي، وإنما على المستوى الإقليمي والعالمي، وأضحى علامة فارقة جعل من بلاد الشام أيقونة تتسلح بالدلالات المتعددة المرتكزة على المنطلقات التاريخية، وهذا يعني أن الكتابة التاريخية تمثل ذاكرة الأمة ومخزونها المعرفي والعلمي والثقافي.
وشدد ربابعة على ان الأمة التي لا تفيد من تاريخها أمة لا تأوي إلى ركن شديد، ولذلك جاء أهمية عنوان المؤتمر الذي يمتد إلى خمسة قرون، ويشتمل على مفردات مهمة، من العنوانات العريضة التي تحمل بين ثناياها ترسيخا لوعي الإنسان بهويته، حيث أنه لا يمكن الوعي بالهوية دون الوعي بالتاريخ.
وتضمنت فعاليات اليوم الثالث للمؤتمر عقد جلستين علميتين، ترأس الأولى الدكتور محمد العناقرة عميد كلية الآداب، ونوقش خلالها مجموعة من الأوراق العلمية بعنوان "كتاب تسمية أمراء دمشق لأبي الحسين الرازي (ت 347هـ / 958م) كمصدر لابن عساكر" قدمتها الدكتورة منيرة القحطاني، و"تاريخ مولد العلماء ووفياتهم لأبي سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر الربعي الدمشقي (ت 379هـ / 990م) دراسة تاريخية منهجية" قدمها كل من الدكتور رياض حاج ياسين والدكتور غازي العطنة، و"أبو الحسن على بن محمد الحنائي (ت 428هـ / 1037م) وكتابة التاريخ" قدمها كل من الدكتور الطواهية والدكتور رؤوف الشريفيين.
كما وقدم الدكتور عمر العمري والدكتورة ميسون عبد الدين ورقة علمية بعنوان "أبو الحسن علي بن محمد الربعي المعروف بابن أبي الهول (ت 444هـ / 1052م) ومنهجه في الكتابة التاريخية – كتاب فضائل الشام ودمشق انموذجا"، وقدم الدكتور محمد خليفات ورقة علمية بعنوان "المؤرخون الوافدون إلى مدينة دمشق في القرنين الرابع والخامس الهجريين/ العاشر والحادي عشر الميلاديين، ودورهم في تنشيط حركة الكتابة التاريخية فيها"،
كما وتضمنت الجلسة الثانية من المؤتمر التي ترأسها الدكتور يوسف البكار، أوراق علمية بعنوان "محمد بن سعيد القشيري مؤرخا (ت 334هـ/945م)" قدمها الدكتور إيهاب زاهر، وورقة علمية بعنوان "وجهات نظر المستشرقين الألمان تجاه مصادر التأريخ الشامية – أبو زرعة الدمشقي أنموذجا" قدمها الدكتور عبدالمجيد الحاج علي، وورقة أخرى بعنوان "المقدسي البشاري أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر (ت 375هـ / 985م) وكتابه: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم دراسة تاريخية منهجية" قدمها الدكتور عدنان ملحم، "أبو المعالي مشرف بن المرجي المقدسي (من أهل القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر ميلادي) ومنهجه في الكتابة التاريخية – كتاب فضائل بيت المقدس انموذجاً" قدمها كل من الدكتور وليد العريض والدكتور محمود جاد الله.
يذكر أن مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام في الجامعة الأردنية، تم إنشاؤه بإرادة ملكية صدرت عام 1972 ويتولى مهام جمع الوثائق والمخطوطات وسجلات المحاكم الشرعية والاوقاف الإسلامية والصحف في بلاد الشام، ونشر الدراسات العلمية في مختلف الجوانب المتعلقة بتاريخ الأردن وفلسطين وسورية ولبنان في مختلف العصور، كما تم في العام 2012 دمج لجنة بلاد الشام مع مركز الوثائق والمخطوطات ليصبح تحت مسمى "مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام".
إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.