إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.
برعاية وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، نظمت منظمة اليونسكو - مكتب عمان وبالتعاون مع جامعة اليرموك فعالية "تعزيز أهداف التنمية المستدامة من خلال الوصول إلى المعلومات" وذلك بمناسبة اليوم الدولي لتعميم الانتفاع بالمعلومات.
وأكدت غنيمات ايمان الحكومة على المستوى الوطني بحق الناس بالمعرفة ما يحفزها على تحسين التشريعات الناظمة لحق الحصول على المعلومات وتكريسه على أرض الواقع.
وقالت ان الحصول على المعلومة الخام قد يكون امرا سهلا لكن استخدامها لإحداث فرق في مستقبلنا وحياتنا هو الامر المهم باعتبار المعلومة تنطوي على قيمة واستثمار مهم، مضيفة ان الحكومة احالت اخيرا لمجلس النواب قانون معدل لقانون حق الحصول على المعلومات لمناقشته واقراره معتبرة ان تعديلاته وان كانت محدودة الا انها تكرس حق الوصول الى المعلومات بشكل ايجابي وميسر بتقليص فترة الشهر الى اسبوعين بالنسبة لإجابة طلب المعلومات وتوسيع عضوية مجلس المعلومات الوطني لتضم نقيبي الصحفيين والمحامين.
ولفتت غنيمات الى أن ما يسمى تسونامي المعلومات الذي يجتاح العالم وبكم هائل بين ان 40 بالمئة مصدره السوشيال ميديا ما استدعى ان تتولى الحكومة اعداد منصة الكترونية لرصد الاخبار وفرزها وتوضيحها في سبيل الحقيقة وفق منهجية الانفتاح على الاخر والتحاور معه ووضعه بصورة الحقائق.
واعتبرت المنصة هدفا حكوميا يمكن الاستفادة منه في تقليص الفجوة التي تعتري العلاقة مع المواطنين الى جانب استعادة الثقة بالإعلام الرسمي كمصدر مهم للمعلومات التي تتمتع بالمصداقية خاصة وان غياب المصداقية من شأنه توفير بيئة خصبة للأخبار الكاذبة التي تضر مناحي الحياة كافة.
بدوره ألقى رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي كلمة قال فيها إننا اليوم ومن منبر اليرموك ومنصّاتها الإعلامية وقاعاتها الأكاديمية نشارك العالم أجمع احتفالاته " باليوم الدولي لتعميم الانتفاع بالمعلومات "، لافتا إلى أن مشاركة اليرموك مع منظمة اليونسكو لتنظيم هذا الاحتفال لم يكن وليد الصدفة، فاليرموك صاحبة التجربة العميقة في إرسال دعائم الحريات الإعلامية، وقدمت للمجتمع المحلي والعالم الإقليمي والدولي كوكبة الإعلاميين الذين أسهموا ولا يزالوا في خدمة الحقيقة وتكريس الحريات عبر مواقعهم الصحفية والإعلامية.
وأشار إلى أن اليرموك تفخر بشراكتها مع منظمة اليونسكو حيث تعتبر شراكة استراتيجية طويلة وثرية في مجال المعرفة والثقافة والإعلام، وخاصة مع كلية الإعلام، لافتا إلى أننا نرى ثمرة هذه الشراكة تجسدت في مشاريع إعلامية انعكس أثرها الكبير على الكلية، حيث ساهمت اليونسكو ومن خلال الاتحاد الأوروبي بالمساعدة على تحديث المنظومة الإعلامية بالكلية عبر تزويدها بأحدث التجهيزات والمعدّات والبرمجيات ومن خلال إنشاء اكبر مختبرات الملتي ميديا في الأردن، وإعادة تأهيل ثاني أكبر استوديو تلفزيوني في الأردن، وتدريب الكوادر الأكاديمية والفنية على أساليب التدريس الحديثة، وتعديل الخطة الدراسية للكلية بما يتناسب والمعايير الدولية في التدريب الصحفي، لافتا إلى أن إدارة الجامعة تولي كلية الإعلام جل اهتمامها لتبقى رائدة في تأهيل الإعلاميين ورفد سوق العمل بالصحفيين القادرين على أداء رسالتهم في دعم حرية التعبير وتنمية الشفافية وتعزيز الديمقراطية.
وقال كفافي إن عصرنا اليوم هو عصر الإعلام الحر غير المقنّن، الأمر الذي يبرز أهمية الحوار الإعلامي وقدرته على إشغال الرأي العام، لافتاً الى أن التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي وفرت مناخاً بسعة أكبر لكافة العاملين في حقول الكتابة والإعلام الجديد ليكونوا إعلاميين بدرجات تأثير متفاوتة وفقاً لأساليب الطرح والقدرة على الإقناع، مشدداً على ضرورة تحلي المنخرط في العمل الإعلامي بالمهنية والأخلاق الصحفية، وأن يكون على دراية بدور المدون والكاتب الصحفي.
وشدد كفافي على أهمية الاتفاق على وثيقة شرف مهنية لا تنحصر على الصحفيين بحسب، وإنما على كل المدونين، تتضمن ضرورة التمسك بلغة الضمير وتغليب روح الإنسانية المتعلقة على المصلحة الفردية والمتعة الذاتية، فالإعلاميين بشكل عام وطلبة كلية الإعلام بشكل خاص مدعوين الى توظيف ما تعلموه أثناء فترة دراستهم وتدريبهم وتوخي الدقة والمهنية في عملهم الإعلامي، ونقل الأحداث بكل موضوعية وأمانه وحيادية ودقة، بعيداً عن التحريف والتهويل، وإعلاء الحقيقة وإبرازها وفق الأصول المهنية المتبعة لتشكيل رأي عام متماسك وواضح يخدم الوطن وينخرط في إشراك المواطنين في عملية صنع القرار وعملية الإصلاح الديمقراطي المنشود.
وقالت ممثلة اليونسكو في الاردن كوستانزا فارينا ان الفعالية التي تأتي احتفاء باليوم الدولي للانتفاع بالمعلومات فرصة لتسليط الضوء على اهمية الوصول للمعلومة بسهولة ويسر خاصة لتحقيق اجندة اليونسكو لعام 2030 في مجالات تحقيق التنمية المستدامة.
واكدت ان اليونسكو تنظر بإيجابية لتعزيز ثقافة الحوار وتنوع وجهات النظر بما يؤدي لتعزيز القيم الايجابية واثراء الحضارة عبر تبادل الخبرات وتنوع الثقافات عموما لافتة الى ان الاردن انضم الى المنظمة بمجال الاحتفال بهذه اليوم الذي يعكس اهمية المعلومات كحق يعزز هذه الثقافة ويدعو لضمان وصول الجميع للمعلومات وحماية الحريات الأساسية.
وتضمنت الفعالية جلسات حوارية، الأولى بعنوان "دور الوصول إلى المعلومات الأساسي في مجتمعنا وتكوين مستقبلنا"، تضمنت مداخلات لكل من سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن السيد أندريا فونتانا الذي تحدث عن "الوصول إلى المعلومات كأداة لإنهاء كل أشكال انعدام المساواة: كيف يمكن ان يقلص الوصول إلى المعلومات من التفاوتات الاقتصادية"، ومداخلة لمقدم البرامج والمعلق الرياضي محمد العلي بعنوان "الوصول إلى المعلومات من أجل التنمية".
والجلسة الثانية بعنوان "أهمية الوصول إلى المعلومات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة"، حيث تضمنت مداخلات لكل من الصحفي الاستقصائي من قناة المملكة علاء شماع الذي تحدث حول "استخدام حق الحصول على المعلومة للصحافة الاستقصائية"، ومداخلة للمدير التنفيذي لمؤسسة دوت الأردن نور الحمود "النساء والانترنت: كيف يمكننا سد الفجوة"، ومداخلة أخرى لرامي زلوم حول "الوصول إلى المعلومات لتحسين قدرات الأشخاص ذوي الاعاقة في الحياة".
وحضر الفعالية عدد من عمداء الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية والمسؤولين من الجامعة والمجتمع المحلي.