
إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.

شارك الطالب حسان أبو سريس من قسم هندسة الحاسوب في كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية في فعاليات مؤتمر IEEE TSYP13 (Tunisian Students and Young Professionals Congress)، والذي أُقيم في مدينة الحمّامات التونسية.
ومثّل أبو سريس المملكة خلال المؤتمر، بصفته المؤسس والأمين العام (Founder & Secretary) لـ IEEE Aerospace and Electronic Systems Society – Jordan Section Chapter (IEEE AESS Jordan Section Chapter).
وتضمّن المؤتمر جناحا لمجتمع IEEE AESS ، قدم خلاله أبو سريس شرحا لأبرز أنشطة وفعاليات IEEE AESS في الجامعات الأردنية، والدور الذي لعبه المجتمع في دعم الطلبة وتنظيم الورش والمؤتمرات والمسابقات التقنية المرتبطة بأنظمة الطيران والفضاء والأنظمة الإلكترونية المتقدمة، معلنا عن المنافسة الإقليمية القادمة التي ستكون تعاونًا مشتركًا بين IEEE AESS الأردن وIEEE AESS تونس، والتي ستُقام على مستوى المنطقة الثامنة (IEEE Region 8)، التي تضم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا.
وخلال المؤتمر، التقى الطالب حسان أبو سريس بفريق القيادة الأساسي لـ IEEE AESS تونس، حيث جرى بحث سبل التعاون المشترك وتطوير الأنشطة المستقبلية على المستوى الإقليمي.
كما التقى برئيس IEEE AESS العالمي البروفيسور Braham Himed، إلى جانب Phillip Markiton، حيث أثنوا على النشاط الملحوظ لمجتمع IEEE AESS الأردن، مشيدين بدوره الفاعل وتأثيره المتنامي على مستوى المنطقة.
يذكر أن هذه المشاركة تأتي ضمن جهود كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية في دعم طلبتها للمشاركة في المؤتمرات العلمية الدولية، وتعزيز حضورهم في المحافل الهندسية والتقنية العالمية، بما يسهم في بناء خبرات علمية ومهنية متميزة.




كتب الطلبة: ساره احمد ياسين، وجنى أيمن المنسي - كلية الصيدلة.
تُعَدّ المضاعفات الجراحية من التحديات الطبية الشائعة التي تُثقل أنظمة الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم، غير أنّ بعض هذه المضاعفات لا يلقى ما يستحقه من اهتمام رغم خطورته السريرية، ومن أبرزها هذيان ما بعد الجراحة.
يتناول هذا المقال تعريف الهذيان وأسبابه، مع تسليط الضوء على العلاقة بين نوع التخدير المستخدم وحدوث الهذيان، بالإضافة إلى الفروقات في نسب الإصابة باختلاف نوع العملية الجراحية، ومناقشة أحدث أساليب الوقاية.
ما هو الهذيان؟
الهذيان متلازمة عصبية إدراكية ناجمة عن اضطراب عصبي عكسي ناتج عن اضطراب جهازي كامن كما وأنه خلل إدراكي كامن معقد متعدد العوامل يتأثر بالعمر، والأدوية، وقصور الكلى، والحرمان من النوم، واضطرابات مثل نقص الأكسجين، والجفاف، أو فرط ثاني أكسيد الكربون.
يحدث الهذيان بعد الجراحة، كما يوحي الاسم، وتعتمد احتمالية حدوثه على شدة الجراحة وإلحاحها؛ حيث تبلغ نسبة حدوثه 2.5-3%. ويزداد إلى 10-20% لدى المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 60-70 عامًا.
يؤثر موقع الجراحة بشكل مباشر على حدوثه من 2.5-3% في جراحات الأطراف الاختيارية إلى 10-20% في الجراحات المتعلقة بالجذع. وترتفع النسبة إلى 20-45% في الجراحات الطارئة، وهي أعلى بمقدار 1.5 مرة مقارنة بالجراحات غير الطارئة.
لماذا يحدث هذيان ما بعد الجراحة؟
على الرغم من أن آلية حدوثه لا تزال غير واضحة، تشير نتائج جديدة إلى أن نوع المخدر المستخدم ومدى تأثر الشخص به يلعبان دورًا كبيرًا.
أذ يبدو أن الغازات المستنشقة مثل سيفوفلوران أو إيزوفلوران تزيد من احتمالية الإصابة بالهذيان بعد الجراحة لدى المرضى المسنين، مقارنةً باستخدام الأدوية الوريدية فقط مثل البروبوفول. تميل عمليات القلب أو الدماغ إلى زيادة حالات الإصابة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى التهاب جهازي في الجسم، وانخفاض تدفق الدم (نقص التروية)، بالإضافة إلى التهاب الدماغ.
كيف نمنع حدوث هذيان ما بعد الجراحة؟
تُقدم الدراسات المحدودة نظريات، ولكن لا توجد حلول عملية قابلة للتطبيق لهذه المشكلة.
تشير مراجعة منهجية إلى أن التدريب المعرفي قبل الجراحة، هو برنامج يهدف إلى تنشيط القدرات الإدراكية للمرضى قبل إجراء العملية، عبر تمارين الذاكرة والانتباه وحل المشكلات، كما يُقلل من أعراض ما بعد الجراحة لدى المرضى الذين يخضعون لجراحات اختيارية. على الرغم من أن التدريب المعرفي طويل الأمد لكبار السن له آثار مثبتة، إلا أن الأدلة غير كافية لاستخلاص استنتاجات حول فوائده.
الخلاصة
يظل الهذيان بعد الجراحة من المضاعفات الخطيرة، ولذلك يُعدّ إجراء المزيد من البحوث أمرًا بالغ الأهمية للكشف عن استراتيجيات وقائية مُحددة وتوضيح العلاقة الآلية بين التخدير والتهاب الأعصاب والتدهور المعرفي. إن فهم الهذيان بعد الجراحة ليس مجرد جانب سريري، بل هو خطوة نحو حماية الدماغ نفسه وتخفيف العبء عن أنظمة الرعاية الصحية.

ترجمة لحرص الجامعة على ربط المعرفة العلمية للطلبة بالتطبيق، نظم قسم إدارة الأعمال في كلية الأعمال، زيارة علمية ميدانية لطلبة تخصص إدارة سلاسل التوريد والعلوم اللوجستية إلى شركة الدرة للصناعات الغذائية في مدينة الحسن الصناعية بإشراف الدكتورة لبنى بقله.
وهدفت الزيارة إلى ربط الجانب النظري لمساق المشتريات وإدارة سلاسل التوريد بالجانب التطبيقي، حيث شارك الطلبة بجولة داخل الأقسام الإنتاجية في المصنع، تعرفوا خلالها على المراحل الإنتاجية المختلفة، كما وزاروا قسم ضبط الجودة والسلامة الغذائية، وشاركوا بندوة تعريفية استمعوا خلالها لشرح حول سلسلة التوريد في الشركة، وأهداف المشتريات ودورها الاستراتيجي في ادارة سلاسل التوريد، كما وتعرفوا إلى بعض آليات عملية الشراء.
وخلال الزيارة، التقى الطلبة بمدير عام المصنع محمد خير، الذي رحب بهم وقدم لهم مجموعة من الإرشادات ذات العلاقة بالجانب العملي في تخصصهم.

في إطار حرص كلية الأعمال على ربط الجانب الأكاديمي بالتطبيق العملي، نظم قسم المالية والمصرفية زيارة علمية ميدانية إلى هيئة الأوراق المالية.
وخلال الزيارة، قدّم المختصون في الهيئة عرضاً شاملاً حول مهام الهيئة ودورها في تنظيم الأسواق المالية، وآليات الرقابة والإشراف على الشركات المدرجة، إضافة إلى شرح حول إجراءات حماية المستثمرين وتعزيز الشفافية في التعاملات المالية.
كما تعرف الطلبة على الإطار القانوني للهيئة، والخدمات الإلكترونية المقدمة، وآليات الترخيص والإفصاح.
وأتاحت الزيارة للطلبة فرصة طرح الأسئلة والنقاش المباشر مع مسؤولي الهيئة، ما ساهم في توسيع معرفتهم العملية بالأسواق المالية، وربط المفاهيم النظرية التي يتم دراستها في القاعات الدراسية بالتطبيقات الفعلية في بيئة العمل.
وتأتي هذه الزيارة والتي أشرف على تنظيمها كل من الدكتورة لارا الحداد والدكتور أنس القضاة، ضمن سلسلة من الأنشطة الميدانية التي ينفذها القسم لتعزيز مهارات الطلبة، وتنمية فهمهم للقطاع المالي، وتمكينهم من الاطلاع على أفضل الممارسات المهنية في مؤسسات السوق المالي الأردني.



إعداد خريجة كلية الصيدلة: بشرى الصيني
المراجعة العلمية: الدكتورة إسلام بردويل
ﺑﺎتَ أﻣرُ ﺳوء اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺿﺎدات اﻟﺣﯾوﯾﺔ ﻣﺣطّ اھﺗﻣﺎم ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺳؤوﻟﻲ اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾّﺔ اﻷوﻟﯾﺔ واﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﻣن ﯾﮭﺗﻣون ﺑﺿﻣﺎن ﺳﻼﻣﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟدواء ﻗﺑل أي اﻋﺗﺑﺎر، وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺛورة اﻟﮭﺎﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ أﺣدﺛﮭﺎ اﻟﻌﻠم ﻓﻲ ﺑداﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺣﯾﻧﻣﺎ دﺧﻠت أُﻋﺟوﺑﺔ اﻟﻣﺿﺎد اﻟﺣﯾوي وقدرتها ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﻓﺗﻛت ﺑﺣﯾﺎة ﻛﺛﯾرٍﻣن اﻟﻧﺎس ﻗﺑل ذﻟك اﻟوﻗت، إﻻ أن ﺳوء استخدامها ﻋﺎد عليها ﺑﺷﻛل ﻣﻌﺎﻛس ﺗﻣﺎﻣﺎً.
وﺳﻧﺗﻛﻠم ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﻘﺎل ﺑﺈﯾﺟﺎزٍ وإﯾﺿﺎح ﻋﻣﺎ ﻧﺟم ﻣن ﺳوء اﺳﺗﺧدامٍ ﻟﮭذه اﻷدوﯾﺔ، ﺳﻌﯾﺎً ﺑﺄﻻّ ﯾُﺣﻘق ﺧوف ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺄن ﯾﺻﺑﺢ ﺳﺑب ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺑﻛﺗﯾرﯾﺎ ﻟﻠﻣﺿﺎدات اﻟﺣﯾوﯾﺔ أﻛﺑر ﻣﺳﺑب ﻟﻠﻣوت ﺳﻧوﯾﺎً ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﻏﺿون ٢٠٥٠ ﻣﺗﺟﺎوزاً ﺑذﻟك أﻣراض اﻟﺳرطﺎن، لأنها ﻛﻣﺎ أﺷﺎرت اﻟدراﺳﺎت أنه ﻓﻲ ﻛل ﻋﺎم ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة أﻛﺛر ﻣن 2.8 ﻣﻠﯾون ﺣﺎﻟﺔ ﻋدوى ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺑﻛﺗﯾرﯾﺎ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻣﺿﺎدات اﻟﺣﯾوﯾﺔ ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺣدوث 35 أﻟف ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة، ﻛﻣﺎ ﻗدرت ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ أنه ﯾﻣوت ﺛﻼﺛﺔ ﻣن ﻛل 10 أطﻔﺎل ﺣدﯾﺛﻲ اﻟوﻻدة ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺻﺎﺑون ﺑﻌدوى ﻓﻲ اﻟدم ﻷن اﻟﻣﺿﺎدات اﻟﺣﯾوﯾﺔ.
ﺗﻧﺷﺄ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺑﻛﺗﯾرﯾﺎ ﻟﻸدوﯾﺔ اﻟﻣﺿﺎدة إﻣﺎ ﻋن طرﯾق طﻔرات ﺟﯾﻧﯾﺔ، أو اﻧﺗﻘﺎل ﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﺟﯾﻧﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻼﻻت، وﺗزداد ھذه اﻟظﺎھرة ﻋﻧد اﻟﺗﻌرض ﻟﺟرﻋﺎت ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ أو اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺿﺎدات ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻏﯾر حالات العدوى البكتيرية.
وﻟﻔﮭم ﺟذور اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ، ﻻ ﺑد ﻣن ﺗوﺿﯾﺢ أن ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑـ "اﻟﻣﺿﺎدات اﻟﺣﯾوﯾﺔ" ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﺷﺎﺋﻊ ﯾﺷﯾر ﻓﻌﻠﯾﺎً إﻟﻰ اﻟﻣﺿﺎدات اﻟﺑﻛﺗﯾرﯾﺔ ﻓﻘط، إذ ﺗﻌﻣل ھذه اﻷدوﯾﺔ ﺑﺂﻟﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺳﺗﮭدف اﻟﺑﻛﺗﯾرﯾﺎ ﺗﺣدﯾداً دون ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت الحية اﻟدﻗﯾﻘﺔ. أﻣﺎ ﻣﺻطﻠﺢ "ﻣﺿﺎدات اﻟﻣﯾﻛروﺑﺎت" ﻓﯾﺷﻣل اﻟﻔﯾروﺳﺎت واﻟﻔطرﯾﺎت أﯾﺿﺎً. وھذه اﻟﺗﻔرﻗﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ، إذ إن ﺳوء اﻟﻔﮭم ﺣول ﻣﺎھﯾﺔ اﻟﻣرض وﻧوع اﻟﻣﺳﺑب ﺑﻛﺗﯾري أم ﻓﯾروﺳﻲ ﯾﻣﺛل أﺣد أھم أﺳﺑﺎب اﻻﺳﺗﺧدام ﻏﯾر اﻟﺻﺣﯾﺢ.
وﻣن أھم ﻣﺎ ﯾﺟب ذﻛره أنه رﻏم ﺷﯾوع اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺿﺎدات ﻟﻌﻼج ﻣﻌظم أﻋراض اﻟﻌدوى، إﻻ أن ﻛﺛﯾراً ﻣن اﻟﺣﺎﻻت ﻣﺛل ﻧزﻻت اﻟﺑرد، أو اﻻﻟﺗﮭﺎب اﻟﻔﯾروﺳﻲ واﻟﺗﮭﺎﺑﺎت اﻟﺟﯾوب، ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﺗﺧطﺎھﺎ ﺑﻔﻌل ﺟﮭﺎزﻧﺎ اﻟﻣﻧﺎﻋﻲ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إطﻼﻗﺎً ﻟﻠﻣﺿﺎدات،
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﻔﺗرة اﻟﻣراﻗﺑﺔ period) (watchful وھو ﻧﮭﺞ طﺑﻲ ﯾﺗﺿﻣن ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣرض ﻗﺑل اﻟﺑدء ﺑﺄي ﻋﻼج ﻣدة ﻣن ٤٨إﻟﻰ ٧٢ ﺳﺎﻋﺔ ﺑﮭدف ﺗﻘﯾﯾم ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻷﻋراض ﺳﺗﺗﺣﺳن ﺗﻠﻘﺎﺋﯾًﺎ ﺑﺗﻌزﯾز اﻟﻣﻧﺎﻋﺔ ﻓﻘط؛ وذﻟك ﯾﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﺟﺳم اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻌدوى ﺑﺷﻛل طﺑﯾﻌﻲ ويجعله أﻛﺛر ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻدي ﻟﻼﻟﺗﮭﺎﺑﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﺑﺗﻛوﯾن ذاﻛرة ﻟﻸﺟﺳﺎم اﻟﻣﺿﺎدة ﺿﻣن ﺧﻼﯾﺎ اﻟﻣﻧﺎﻋﺔ.
وﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ، ﺗﺷﯾرُ اﻟدراﺳﺎت إﻟﻰ أن اﻻﻟﺗزام ﺑﻣﺑﺎدئ اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﯾﺷﻛل رﻛﻧﺎً أﺳﺎﺳﯾﺎً ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ، وﯾﺷﻣل ذﻟك اﻟﺗﺷﺧﯾص اﻟدﻗﯾق، اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺿﺎد اﻷﻧﺳب واﻷﺿﯾق طﯾﻔﺎً، اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺟرﻋﺔ واﻟﻣدة اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﮭﺎ، وإﻋﺎدة ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺧﻼل ٧٢-٤٨ ﺳﺎﻋﺔ، ﻛﻣﺎ أن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﻟﺗﮭﺎﺑﺎت اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﺗﻛون ذاﺗﯾﺔ اﻟﺷﻔﺎء، ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﮭﺎ ﺗﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺗﺣﺳن ﺗﻠﻘﺎﺋﯾًﺎ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻋﻼج طﺑﻲ ﻣﻛﺛف، ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻧﮭﺞ اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﺧﯾﺎراً ﻓﻌﺎﻻً وآﻣﻧﺎً.
وﻣﻌﻠومٌ أن دور اﻟﺻﯾدﻻﻧﻲ ھﻧﺎ ﻣﺣوري لأنه أﻛﺛر ﻣن ﯾﻠﺗﻘﻲ اﻟﻣرﯾض ﻣﺑﺎﺷرة وﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺗﻘدﯾم ﻛل اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﻼزﻣﺔ له ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟدواء. فيقوم ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻷﺳﺎﺳﻲ بأخذ ﺳﯾرة اﻟﻣرض ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺗﻔﺎﺻﯾل مع تحديد اﻟوﻗت اﻟذي ﻣﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﺑداﯾﺔ اﻟﻣرض وﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋراض اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ، وأﯾﺿﺎً ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻌدوى اﻟﺑﻛﺗﯾرﯾﺔ واﻟﻔﯾروﺳﯾﺔ، واﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻷدوﯾﺔ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن او اﺳﺗﺧدام ﺑﻘﺎﯾﺎ وﺻﻔﺎت ﺳﺎﺑﻘﺔ.
وﻛﻣﺛﺎلٍ ﻣﺧﺻص وﺷﺎﺋﻊ ﺧﺻوﺻﺎً ﻓﻲ ھذا اﻟوﻗت ﻣن اﻟﺳﻧﺔ ھو ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺗﮭﺎب اﻟﺣﻠق اﻟﻔﯾروﺳﻲ أو اﻟﺑﻛﺗﯾري، وذﻟك ﻣﺎ ﯾﺟﻌل أﺧذ اﻟﻣﺿﺎدات ﻋﺎدةً ﺳرﯾﻌﺔ وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣﺗﻛررة ﻣﻊ ﻛل أﻋراض ﻣﺷﺎﺑﮭﺔ ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ.
وﺑذﻟك ﺗم وﺿﻊ ﻋدة ﻧﻘﺎط وُﺟدت أﻧﮭﺎ أﺳﺎﺳﺎً ﻓﻌﺎﻻً إﻟﻰ حدٍ ﻛﺑﯾر ﻟﻠﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺗﮭﺎب اﻟﺣﻠق اﻟﻔﯾروﺳﻲ واﻟﺑﻛﺗﯾري وھﻲ ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎل) criteria (centor وھﻲ ﻋدة ﻋﻼﻣﺎت وأﻋراض ﺗدلّ ﺑﺎﻟﻐﺎﻟب ﻋﻠﻰ أن اﻹﻟﺗﮭﺎب ﺑﻛﺗﯾري، وھﻲ أرﺑﻊ ﻧﻘﺎط أﺳﺎﺳﯾﺔ:
أوﻻً : وﺟود ﺣرارة ﺗﺗﺟﺎوز ٣٨ درﺟﺔ ﻣﺋوﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎً: ﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﻠوزﺗﯾن أو إﺣداھﻣﺎ ووﺟود إﻓرازات ﺑﯾﺿﺎء أو ﺻﻔراء ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ. ﺛﺎﻟﺛﺎً: ﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﻠﻣﻔﺎوﯾﺔ ﺣذو اﻟﺑﻠﻌوم ﻋﻧد اﻟرﻗﺑﺔ وﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﮭﺎ وﺣسّ اﻧﺗﻔﺎﺧﮭﺎ.
راﺑﻌﺎً: غالباً لا يصحب اﻷﻟم أي ﺳُﻌﺎل أو ﻋطﺎس إﻻ ﻟو ﻛﺎن ﻣﺻﺎﺣﺑﺎً ﻷﻋراض ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
وإن ﻛﺎﻧت ھﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻧﺻﺎﺋﺢ ﻟو ﺗﻛﻠﻣﻧﺎ ﻋن ﻧزﻟﺔ اﻟﺑرد او اﻹﻧﻔﻠوﻧزا أو اﻟرﺷﺢ، ﻓﻧﻧﺻﺢ ﺑﺎﻻﻧﺗظﺎر ﻋﻠﻰ أﻋراض اﻟﻣرض اﻟﺣﺎﺻل ﻣدة ﻣن ﯾوﻣﯾن إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم، ﻣﻊ ﺿرورة ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺣرارة وﺗﻘدم اﻷﻋراض ﺑﺳوء أو ﺗﺣﺳن، ﺛم ﻧﻧﺻﺢ ﺑﺎﻹﻛﺛﺎر ﻣن اﻟﻣﺷروﺑﺎت اﻟﺳﺎﺧﻧﺔ ﺑﻣﻌدل ﻣن أرﺑﻊ إﻟﻰ ﺧﻣس ﻛؤوسٍ ﻣن اﻷﻋﺷﺎب اﻟﻧﺎﻓﻌﺔ، واﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺳﻛﻧﺎت الألم وخافضات الحرارة اﻵﻣﻧﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﺟرﻋﺎت اﻟﻘﺻوى ﻣﻧﮭﺎ.
وبذلك، يصبح من الواضح أن الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية ليس مجرد خيار علاجي، بل ضرورة صحية عالمية تحمي الأجيال القادمة من مخاطر المقاومة البكتيرية. إن الالتزام بالإرشادات الطبية الدقيقة، والمراقبة الدقيقة للحالات قبل أي تدخل علاجي، واعتماد نهج المراقبة الطبية الصائب، يمثل حجر الزاوية للحفاظ على صحة المجتمع وضمان فاعلية العلاج في المستقبل.
وﻧرﺟو اﻟﺳﻼﻣﺔ واﻟﻌﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ﻣن ﻛل ﺷر.

وقعت كلية السياحة والفنادق في جامعة اليرموك مذكرة تفاهم مع فندق جراند حياة عمّان، وقعها عن الجامعة مندوبا عن رئيسها الأستاذ الدكتور مالك الشرايري، عميد كلية السياحة والفنادق الأستاذ الدكتور سعد السعد، وعن الفندق مديره العام وائل دلاهمة.
وتهدف المذكرة إلى تطوير برامج تدريبية عملية لطلبة الكلية وتأهيلهم لسوق العمل الفندقي والسياحي بفعالية، وتوفير بيئة تدريبية شاملة لطلبة برنامجي إدارة الضيافة وإدارة الفعاليات، وتمكنهم من اكتساب خبرة عملية في مختلف أقسام الفنادق وفقًا للمعايير الدولية في قطاع الضيافة، وتعزز جاهزيتهم لمسارهم المهني المستقبلي من خلال تطوير مهارات التواصل مع الضيوف وإدارة العمليات الفندقية.
وتعكس هذه المذكرة التزام الجامعة بصقل مهارات الطلبة العملية والتطبيقية وسد الفجوة بين الدراسة الأكاديمية والتدريب الميداني في المؤسسات الفندقية الرائدة، بما يضمن تخريج كوادر مؤهلة قادرة على تلبية احتياجات قطاع السياحة في المملكة والمنطقة.
وأكد السعد على أن توقيع هذه المذكرة يتماشى مع استراتيجية الجامعة في بناء شراكات فعّالة مع القطاع الخاص، وتوفير فرص تدريب عالية الجودة لطلبة الكلية، بما يدعم رؤية الجامعة والكلية في رفع مستوى التعليم التطبيقي وتعزيز تنافسية الطلبة محليًا وإقليميًا.
من جانبه، أعرب دلاهمة عن اعتزاز الفندق بهذه الشراكة، مؤكدًا التزام الفندق بدعم وتطوير الكفاءات الشابة وتوفير بيئة تدريبية تُمكّنهم من اكتساب الخبرة العملية اللازمة للعمل في قطاع الضيافة، مشيراً إلى أن هذه المذكرة ستسهم في تعزيز الكوادر البشرية المؤهلة في قطاع السياحة الأردني.



شاركت لجنة التدريب والتأهيل في قسم المحاسبة بكلية الأعمال، في فعاليات إطلاق سلسلة من الدورات التدريبية المتخصصة في مجال الضرائب لطلبة الجامعات الأردنية، والتي أُقيمت في جمعية المحاسبين القانونيين الأردنيين في عمّان
وخلال الفعالية، تم اعتماد خطة مبدئية لتنفيذ برنامج تدريبي بواقع 15 ساعة تدريبية متخصصة في الضرائب، موزعة على 6 ساعات في ضريبة الدخل و9 ساعات في ضريبة المبيعات.
ويهدف البرنامج إلى تعزيز الجانب العملي لدى الطلبة وربط المخرجات الأكاديمية بالمهارات المهنية المطلوبة في سوق العمل. وقد بدأت الدورة الأولى، بمشاركة 49 طالبًا وطالبة من قسم المحاسبة في الجامعة.
وقد مثّل قسم المحاسبة في هذه الفعالية، الدكتورة صفاء الصمادي التي حضرت وجاهيًا ممثلةً عن الجامعة، فيما شارك عبر تقنية "الاتصال المرئي عن بُعد" نخبة من أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية.
يذكر أن هذا النشاط يأتي في إطار حرص قسم المحاسبة على تطوير مهارات الطلبة وتوسيع آفاق معرفتهم في مجالي ضريبة الدخل وضريبة المبيعات، بما يسهم في إعداد كوادر مؤهلة تلبي احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي.



إعداد: الطالبة رغد الخشاشنة والطالبة دعاء المشاعلة
المراجعة العلمية: الدكتورة دنيز طوالبة
الصحة النفسية هي حالة من الرفاهية يتمكّن فيها الفرد من إدراك قدراته وإدارة عواطفه بوعي واتزان ، وتشمل
قدرة الإنسان على التعرف على مشاعره والتعبير عنها وتنظيمها ضمن إطار صحيّ، بحيث لا تكون العاطفة قوة خارجة عن السيطرة، بل جزءًا متكاملًا من اتزانه الداخلي. وتنعكس هذه الحالة من الاتزان في سلوكيات الفرد اليومية: في طريقة تفاعله مع الآخرين، وفي اختياراته الحياتية، وفي قدرته على العمل والإنتاج والمشاركة المجتمعية بفاعلية.
فالسلوك ليس نتيجةً للعاطفة فحسب، بل هو جزء أساسي من منظومة التوازن النفسي، وتتجلّى الصحة النفسية أيضًا في القدرة على التعامل مع الضغوط اليومية، لا تلك الكبرى فحسب، بل حتى "الضغوط العادية للحياة “من خلال التكيّف الإيجابي مع المتغيّرات المستمرة، والمرونة في مواجهة التحديات، والقدرة على الاستمرار في أداء الدور الإنساني والاجتماعي بشكل منتج ومتكامل.
لماذا تتأثر الصحة النفسية في الخريف والشتاء؟
يتزامن دخول فصلي الخريف والشتاء مع انخفاض ملحوظ في شدة الإضاءة الطبيعية وعدد ساعات النهار، وهو عامل بيئي إذ أظهرت دراسة منشورة في American Journal of Psychiatry أن له تأثيرًا مباشرًا في تنظيم المزاج ووظائف الدماغ المرتبطة بالعاطفة والطاقة الذهنية.
بينت الأبحاث الحديثة أن هذه التغيّرات الموسمية تؤثر بشكل أساسي على نظام السير وتونين (Serotonin)، وهو أحد أهم النواقل العصبية المسؤولة عن الشعور بالاستقرار العاطفي.
وبحسب دراسة تصوير دماغي أُجريت في جامعة كوبنهاغن ونُشرت في مجلة Brain، وُجد أن نشاط ناقل السير وتونين(5-HTT) يزداد خلال فصل الشتاء مقارنةً بالصيف، مما يؤدي إلى انخفاض كمية السيروتونين الحرة في المشابك العصبية المسؤولة عن تحسين المزاج وتنظيمه.
كما أشارت دراسة نُشرت في The Lancet، إلى أن معدل تصنيع السيروتونين في الدماغ يرتبط طرديًا بكمية ضوء الشمس الساطع؛ فكلما ازداد التعرض للضوء الطبيعي، ارتفع معدل إنتاج السيروتونين، والعكس صحيح عند نقص الإضاءة.
في المقابل، أظهرت دراسة في Journal of Clinical Endocrinology and Metabolism أن امتداد ساعات الظلام في الشتاء يرفع إفراز هرمون الميلاتونين (Melatonin)، وهو المنظم الرئيسي لدورات النوم والاستيقاظ، مما يؤدي إلى الشعور بالخمول والنقص في النشاط الحيوي.
هذا التزامن بين انخفاض السيروتونين وارتفاع الميلاتونين يُحدث خللاً في التوازن العصبي الهرموني، وهو ما وصفته دراسة نُشرت في Archives of General Psychiatry بأنه الآلية الجوهرية لما يُعرف بـ الاضطراب العاطفي الموسمي (Seasonal Affective Disorder – SAD).
سريريًا، تشير تقارير المعهد الوطني للصحة النفسية (NIMH, 2024) إلى أن أبرز مظاهر هذا الاضطراب تتمثل في انخفاض المزاج، ضعف التركيز، اضطرابات النوم والشهية، وفقدان الطاقة.
وعليه، توضّح هذه الدراسات أن الانخفاض الموسمي في ضوء الشمس يطلق سلسلة من الاستجابات العصبية والهرمونية يمكن تلخيصها في المعادلة التالية:
قلة الضوء ← اضطراب في توازن السيروتونين والميلاتونين ← خلل في الساعة البيولوجية ← تغيّر في المزاج والسلوك.
كيف نحافظ على صحتنا النفسية في مواسم البرد؟
1. الحرص على التعرض للضوء الطبيعي أو العلاج الضوئي: قضاء وقت في ضوء النهار، خاصة في الصباح الباكر، يساعد في إعادة ضبط الساعة البيولوجية «circadian rhythm» وتحسين المزاج.
2. المحافظة على نشاط بدني منتظم: التمارين الرياضية ترفع مستويات الإندورفين وتحسّن المزاج، حتى لو كان الجو بارداً. ينصح بالخروج ولو لفترات قصيرة للمشي أو النشاط في الهواء الطلق للاستفادة من الضوء والحركة معاً.
3. تنظيم النوم والعادات اليومية: من المهم الالتزام بروتين نوم واستيقاظ ثابت، وتجنّب التغيّرات الكبيرة في ساعات النوم، لأن انخفاض ضوء النهار قد يشوّش الساعة البيولوجية.
4. التغذية الجيدة والعناية بالصحة الجسدية: تناول غذاء غني بالخضروات والفواكه والبروتين الصحي، والحدّ من الأطعمة المعالجة والسكر الزائد له تأثير إيجابي على المزاج. كما أن مراقبة مستويات فيتامين D تعتبر ذات أهمية عالية لأن نقصه في الأشهر الباردة قد يرتبط بتغيّرات في المزاج.
5. الاحتفاظ بالتواصل الاجتماعي ودعم العلاقات: العزلة تزيد من مخاطر الشعور بالاكتئاب أو التدهور النفسي في الشتاء. لذا، الحفاظ على التواصل مع الأصدقاء والعائلة أو مجموعات الدعم مهم. حتى لو كان الخروج أقل أو النشاط في الخارج أقل، يمكن عمل لقاءات داخلية، مكالمات فيديو، أو أنشطة جماعية بسيطة.
6. ممارسة اليقظة الذهنية، وتقنيات الاسترخاء والتأقلم مع الحالة: التأمل، التنفّس العميق، أو ممارسة نشاط هادئ يمكن أن يقلّل التوتر ويحسّن المزاج. أيضًا، الاعتراف بأن فصل الشتاء قد يكون تحديًا— وضبط التوقعات وتقنيات التأقلم تساعد على تجاوز هذه الفترة بشكل اسهل وهذا ما ورد في دراسة أجريت بعام 2024 Suburban Research Institute (2024) – “Managing Mental Health in the Winter Months.”
كيف يمكن للأعشاب أن تدعم الصحة النفسية؟
إلى جانب التدخّلات السلوكية والبيئية، هناك اهتمام متزايد بدور الأعشاب والمكوّنات النباتية في دعم الصحة النفسية، لا كبديل للعلاج ولكن كمكمّل. في مراجعة منهجية بعنوان Herbal Medicine for Depression and Anxiety: A Systematic Review وُجد أن أعشاباً مثل الخزامى (lavender)، البابونج (chamomile)، المِلِيّسا (lemon balm)، والزعفران (saffron) أظهرت احتمالاً في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق، مع ملف آثار جانبية أقل مقارنة ببعض الأدوية النفسية.
توضيحٌ مبسّط للمكيّفات:
هذه الأعشاب تحتوي على مركّبات فعّالة مثل موسّعات تأثير GABA، أو تعديل السيروتونين/الدوبامين، أو مضادات الأكسدة – بمعنى أنها تتفاعل مع الجهاز العصبي المركزي بطرق قد تساهم في تنظيم المزاج أو القلق. لكنها ليست علاجاً دوائياً رئيسياً للاكتئاب الموسمي أو الاضطرابات النفسية الخطيرة، بل يمكن اعتبارها جزءاً من استراتيجية شاملة للدعم النفسي.
على سبيل المثال، في مراجعة أخرى بعنوان Medicinal Plants and Herbal Medicines for Managing Anxiety, Depression and Insomnia تم بحث فعالية البابونج والمِلِيّسا في تجارب سريرية، ووجدت أدلة واعدة لكن النتائج متباينة وتتطلب تجارب أكبر وأطول مدّة.
هل تُعتبر الأعشاب بديلاً عن الطب النفسي
من المهم التأكيد في هذا الجزء أن الأعشاب لا تُعد بديلاً للعلاج النفسي أو الادوية الموصى بها في حالات الاكتئاب الموسمي أو الاضطرابات النفسية المركّبة.
الأدب العلمي يشير بوضوح إلى أن مثل حالات Seasonal Affective Disorder تُعالج بوسائل متعددة تشمل العلاج الضوئي (light therapy)، والعلاج السلوكي-المعرفي (CBT)، وربّما مضادات الاكتئاب في الحالات الشديدة.
في المقابل يمكن للأعشاب أن تكون “مساندة” — أي عنصر إضافي ضمن نمط حياة متوازن: ضوء كافٍ، نشاط بدني، نمط نوم مناسب، دعم نفسي واجتماعي — لكنها لا تحل محل التقييم الطبي أو النفسي في حال وجود أعراض شديدة أو خطر.
يجب أيضاً مراعاة التفاعلات الممكنة للأعشاب مع الأدوية، وضبط الجرعات ومراعاة السلامة (مثال: بعض الأعشاب قد تؤثّر على أيض الأدوية أو تزيد النعاس). بالتالي، يمكن القول: الأعشاب داعم وليس بديل.
الخاتمة
في ختام هذا المقال، يجدر التأكيد بأن العناية النفسية أمر لا غنى عنه، وليس رفاهية يمكن تأجيلها. فقد أكّدت دراسات علمية أنّ الصحة النفسية تشكّل جزءًا أساسياً من الصحة العامة، حيث يُشار إلى أن الصحة النفسية تؤثر على كيفية تفكيرنا، شعورنا، وتصرفنا، وتلعب دوراً حيوياً في قدرتنا على التكيّف مع الضغوطات وبناء علاقات صحية.
علاوة على ذلك، تُظهر مراجعات بحثية أنه من الضروري الاستثمار في أنظمة دعم الصحة النفسية لضمان وصول الخدمات المناسبة، والتعامل مع التبعات الاقتصادية والاجتماعية لإهمال هذا الجانب.
ومن هذا المنطلق، يصبح لزاماً علينا أن ننظر إلى الصحة النفسية باعتبارها استثماراً في قدرة الفرد على العيش بشكل متوازن ومُنتج. ليس فقط لأننا نستحق ذلك، بل لأن صحة النفس تبني أساساً متيناً لصحة الجسد، والعلاقات، والمجتمع.

قام طلبة قسم هندسة النظم والمعلوماتية الطبية في كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية، في زيارة علمية ميدانية إلى ملتقى الصناع الذي أقامته مؤسسة ولي العهد.
واطلع الطلبة خلال الزيارة على فعاليات الملتقى المتنوعة، وتجولوا بين الأجنحة المختلفة التي عرضت أحدث الابتكارات والمشاريع الوطنية في مجالات التكنولوجيا والصناعة الرقمية والطباعة ثلاثية الأبعاد والروبوتات والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مشاريع ريادية ناشئة أسسها شباب أردنيون يترجمون مهاراتهم إلى منتجات وفرص عمل حقيقية.
وركزت الزيارة على تعريف الطلبة بالفرص التي تتيحها مؤسسة ولي العهد، في دعم المبادرات التقنية وريادة الأعمال، وتمكين الشباب في تحويل أفكارهم إلى مشاريع منتجة تخدم الاقتصاد الوطني، كما وأتاحت لهم التفاعل المباشر مع ممثلي الشركات ورواد الأعمال، وطرح الأسئلة حول مراحل تطوير المشاريع، وآليات التمويل، والتحديات التي تواجه المبتكرين في سوق العمل الأردني.
وتميّزت الجولة بتفاعل كبير من الطلبة، الذين وجدوا في الملتقى مساحة لتجسيد ما يتعلمونه في القاعات الدراسية من مفاهيم هندسية وطبية وتقنية.
واطلع الطلبة عن قرب كيف توظَّف البرمجة، والأنظمة الذكية، وتحليل البيانات الحيوية في تطوير الحلول الطبية والصناعية الحديثة، مما عمّق وعيهم بدور تخصصهم في بناء المستقبل القائم على التحول الرقمي والصناعة الذكية.
وأكد الدكتور أمجد الفاهوم، الذي تولى الإشراف الأكاديمي على هذه الزيارة على أهمية مثل هذه النشاطات التطبيقية في صقل مهارات الطلبة، وتعزيز قدرتهم على التفكير الريادي والابتكار العملي، مؤكدًا أن جامعة اليرموك تسعى دوماً إلى ربط مخرجاتها التعليمية بمتطلبات سوق العمل، وتنمية روح المبادرة لدى طلبتها.
وثمّن الفاهوم الجهود الوطنية لمؤسسة ولي العهد في رعاية مثل هذه الفعاليات التي تجمع بين الإبداع الشبابي والفرص الاقتصادية، وتعكس ثقة الدولة بقدرات جيلها الجديد.
من جانبها، شددت المهندسة آلاء الزيوت، من قسم هندسة النظم والمعلوماتية الطبية، على أهمية هذه الرحلات في بناء شخصية المهندس الواعي بدوره الوطني، والمرتبط ببيئة الابتكار والإنتاج.
وتابعت إن هذه الزيارة تمثل نموذجاً حياً للتعليم التطبيقي الذي تؤمن به جامعة اليرموك، حيث يتحول الطالب من متلقٍ للمعرفة إلى شريك في إنتاجها، ومن مراقب للمستقبل إلى مساهم في صناعته، وهي في جوهرها ترجمة عملية لرؤية الجامعة في إعداد جيل من المهندسين القادرين على قيادة التحول الصناعي والرقمي في الأردن، بروح علمية، وفكر ريادي، وإيمان عميق بأن المعرفة لا تكتمل إلا حين تتحول إلى أثر.
من جانبهم، عبّر الطلبة المرافقون عن سعادتهم بالمشاركة في هذه التجربة التي منحتهم رؤية واقعية عن الصناعة الأردنية الحديثة، وألهمتهم أفكاراً لمشاريع مستقبلية يمكن أن تمزج بين التكنولوجيا والهندسة والخدمة المجتمعية.
وشارك في الزيارة، ممثل اتحاد الطلبة الطالب بشار العلاونة، ونحو 38 طالبًا وطالبة من مختلف المراحل الدراسية في القسم.