إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.
قرر مجلس العمداء في جامعة اليرموك برئاسة رئيس الجامعة الدكتور إسلام مساد، ترقية كل من الدكتور واصف السخاينة من قسم صيانة المصادر التراثية وادارتها من كلية الاثار والانثروبولوجيا إلى رتبة أستاذ.
كما وقرر المجلس ترقية كل من الدكتور زياد الزيود من قسم التربية البدنية في كلية التربية الرياضية، و الدكتورة عائشة السوالمة من قسم علم النفس الارشادي والتربوي في كلية التربية، و الدكتورة حنين عماوي من قسم الصيدلة السريرية والممارسة الصيدلانية في كلية الصيدلة، إلى رتبة استاذ مشارك.
و السخاينة حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة دويسبورغ إيسن في ألمانيا، فيما حصل كل من الزيود والسوالمة على درجة الدكتوراه من الجامعة الأردنية، والعماوي من جامعة توليدو الأمريكية.
من جهة أخرى، قرر مساد تعيين خالد الحموري مديرا لدائرة القبول والتسجيل.
أكد رئيس الجامعة الدكتور إسلام مساد، على أن الجامعة مقبلة على استثمارات بشراكات ممتدة مع القطاع الخاص، في العديد من المجالات ترتكز على الاستثمار المولد للتنمية والموارد والقادر على خدمة مصالح جميع الاطراف، بما يصب في النهاية بخدمة الوطن والمجتمعات المحلية اتساقا مع الرؤية الملكية للتطوير والتحديث.
وأضاف في حوار له مع وكالة الأنباء الأردنية – بترا، أن خطة الجامعة الاستراتيجية تتضمن العديد من المحاور ذات الصلة بالشأن الاكاديمي والاداري والتوجه المستقبلي للبرامج العلمية المطروحة في كلياتها التأسيسية والحديثة بما يعكس ثورة في مخرجاتها للتكيف مع حالة التطور والتقدم التي يشهدها العالم ويحتاجها سوق العمل والقائمة على الابداع والابتكار والريادة.
وتاليا نص الحوار:
قال رئيس جامعة اليرموك الدكتور اسلام مساد إن الجامعة مقبلة على عقد شراكات ممتدة مع القطاع الخاص بالعديد من المجالات ترتكز على الاستثمار المولد للتنمية والموارد والقادر على خدمة مصالح جميع الاطراف، بما يصب في النهاية بخدمة الوطن والمجتمعات المحلية اتساقا مع الرؤية الملكية للتطوير والتحديث.
وكشف مساد في لقاء مع وكالة الانباء الاردنية (بترا) ان الاستثمار سيشكل عصب خطة الجامعة الاستراتيجية في المرحلة المقبلة لتكون اكثر اعتمادا في مواردها المالية على الاستثمار وعدم اقتصارها على الرسوم الجامعية، موضحا ان الرسوم الجامعية يجب ان لا تشكل قوة المركز المالي للجامعة بما يتيح مرونة اكبر بالتعامل مع الرسوم الجامعية سواء البرامج الموازية الوطنية او الدولية او حتى قبولات التنافس لتخفيف كلف التعليم على اولياء الامور.
ولفت الى ان هناك دراسة قائمة مع القطاع الخاص لإنشاء مستشفى في الحرم الجنوبي للجامعة لاحقا يديره القطاع الخاص بالشراكة مع كلية الطب حتى لا يكون عبئا في المستقبل على الجامعة، مؤكدا ان ذلك التوجه سيأخذ وقتا طويلا حتى يتبلور بصيغة نهائية وان التركيز ينصب راهنا على عقد اتفاقيات مع مستشفيات القطاعين العام والخاص لمرحلة التدريب السريري لطلبة كلية الطب وفق منهجية وآلية جديدة تتيح للأساتذة متابعة الطلبة وتدريبهم في الميدان.
ولم يستبعد مساد دخول الجامعة كمساهم في مستشفيات القطاع الخاص لتعزيز فرص التدريب لطلبتها من جهة والاستفادة من العوائد المادية لمثل هذا النوع من الاستثمارات برفد صندوق الجامعة.
واكد ان الخطة الاستراتيجية والتحولات التي تتضمنها تهدف بمجملها الى تطوير قدرات الجامعة والبناء على انجازاتها دون المساس بجودة ونوعية العملية الاكاديمية او المساس بحقوق العاملين بل على العكس فان الخطة تتضمن مجموعة من الحوافز التي من شأنها تعزيز انتاجية العاملين بمختلف مستوياتهم ومسمياتهم.
وأوضح أن الجامعة وضعت في خطتها الاستراتيجية امكانية انشاء فندق تصنيف اربعة او خمسة نجوم بالتشارك مع القطاع الخاص يكون للجامعة نسبة معقولة من الاسهم فيه ويكون حاضنة لخبرات وكفاءات كلية السياحة والفندقة وخريجيها، بما يسهم برفع مستوى الخدمات الفندقية ويشكل رافدا للسياحة العلاجية بعد انشاء المستشفى الجامعي واستحداث تخصصات طبية مهنية وتقنية مساندة متكاملة الى جانب وجود كلية الصيدلة.
ولفت الى ان الجامعة ستعيد النظر بالية تشغيل المدرسة النموذجية سواء بقيت داخل الحرم الجامعي او خارجه بإدخال مستثمرين من القطاع الخاص فيها ضمن أسس وتفاهمات تعطي ميزات نسبية لأبناء العاملين وتدار بعقلية القطاع الخاص.
واكد مساد ان البحث العلمي في الجامعة مقبل على تحولات جديدة لربطه باحتياجات القطاعات والمدن والمجتمعات المحلية واعطاء الاولوية للبحث المتخصص في حل الاشكاليات والقضايا المختلفة التي تعاني منها محافظة اربد تحديدا والافادة منها على المستوى الوطني عموما لتأتي ثماره وموارده افضل وان لا يكون من اجل الترقيات والحصول على الرتب الجامعية فقط.
واشار الى ان خطة الجامعة الاستراتيجية تتضمن العديد من المحاور ذات الصلة بالشأن الاكاديمي والاداري والتوجه المستقبلي للبرامج العلمية المطروحة في كلياتها التأسيسية والحديثة بما يعكس ثورة في مخرجاتها للتكيف مع حالة التطور والتقدم التي يشهدها العالم ويحتاجها سوق العمل والقائمة على الابداع والابتكار والريادة.
وفي هذا السياق، اوضح مساد انه سيصار الى مراجعة كاملة لخطط ومساقات ومناهج الكليات التأسيسية التي رافقت نشأة الجامعة وخرجت العديد من القيادات والكفاءات لتوائم خطة التحديث بما يجعلها مراكز اشعاع علمي متقدم بالتركيز على الدراسات العليا والتخصصات الفرعية الدقيقة وبما يراعي عملية التحول من التعليم الى التعلم في ظل الركود والاشباع التي تعاني منها العديد من التخصصات.
ونوه الى ان الجامعة بصدد طرح العديد من الدبلومات المهنية والتقنية بالشراكة مع القطاع الخاص لإتاحة فرص اوسع لخريجيها بالالتحاق بسوق العمل بعيدا عن المنافسة مع تخصصات مماثلة سبقت اليها جامعات وكليات ومراكز اخرى كدبلوم المسؤولية الطبية والاعلام الطبي وغيرها.
وقال ان عملية الابتعاث للدراسات العليا ستشهد تنافسية عالية وستكون موجهة نحو الجامعات العالمية المرموقة، لافتا الى ان الجامعة لن تتوانى عن ابتعاث اي طالب يخدم عملية التطوير والتحديث والبناء على السمعة المرموقة لليرموك، اضافة الى التشبيك مع الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية والبحثية الدولية المتميزة.
وحول الوضع المالي للجامعة، بين مساد ان مديونتها حتى نهاية عام 2021 بلغت 46 مليون دينار بنسبة عجز وصلت الى مليون ونصف المليون دينار، حيث لم يتم استغلال اي مبالغ من صندوق الاستثمار في الجامعة لجهة سد العجز او المديونية، مشددا على ان صندوق الاستثمار سيكون نقطة التحول التي تراهن عليها اليرموك في تعزيز مركزها وقدراتها المالية بشراكات ومساهمات فاعلة مع القطاع الخاص.
وحول مطالب عاملين وإداريين في الجامعة تأخرت صرف مستحقات نهاية الخدمة لهم، اكد مساد ان جميع المتقاعدين حتى نهاية عام 2020 تم صرف مستحقات نهاية الخدمة لهم والبالغة ستة ملايين دينار، مشيرا الى ان المتقاعدين لعام 2021 سيتم صرف مستحقات نهاية الخدمة لهم خلال العام الحالي.
واعتبر مساد ان تصنيفات الجامعات غير واقعية وتفتقر للدقة والموضوعية في العديد من المعايير، مبينا ان الجامعة تعمل بوتيرة متسارعة لمعالجة نقاط الاختلال في معايير التصنيف، حيث ستشهد تقدما ملحوظا ومتسارعا.
وبين ان جامعة اليرموك تحتضن 43 الف طالب وطالبة منهم سبعة الاف من الطلبة العرب والاجانب، عدد محدود منهم يدرس على نظام الموازي الدولي، لافتا الى ان من خطط الجامعة على المديين القصير والمتوسط تخفيض رسوم الموازي الدولي الذي تم تخفيضه من 500 الى 450 دولارا للساعة الواحدة بشكل اكبر، ما يتيح استقطاب طلبة عرب واجانب كباعث للتنمية على مستوى المدينة والمحافظة والقطاعات التجارية.
فاز عضو هيئة التدريس في قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية في جامعة اليرموك الأستاذ الدكتور علي البركات، والمُعار إلى جامعة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، بجائزة حمدان بن راشد – الألكسو / المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، للبحث التربوي المتميز، عن دراسته العلمية التي حملت عنوان "ممارسات التربية الوالدية في غرس قيم العمل التطوعي لدى أطفال إمارة الشارقة".
وشارك في هذه الجائزة التي أعلنت عنها مؤسسة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز في عام 2021، عدد كبير من الباحثين الذين يمثلون مختلف الجامعات العربية من (13) دولة، وذلك في إطار شراكتها الاستراتيجية مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).
وتهدف الجائزة إلى الكشف عن الباحثين المتميزين في الوطن العربي، والإفادة من أبحاثهم والتعريف بهم عربياً، كما و تسعى الجائزة إلى التعريف بأرقى الممارسات التربوية التي توصلت إليها أبحاثهم من خلال إثراء وإغناء المكتبة التربوية العربية بالبحوث الأصيلة التي تحاكي المعايير العالمية للبحث التربوي، بحيث تحتل هذه الجائزة مكانتها بين الجوائز العالمية.
قرر رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مساد، إجراء تشكيلات إدارية على النحو التالي:
قرر مجلس إدارة مركز الملكة رانيا للدراسات الأردنية وخدمة المجتمع في جامعة اليرموك، استحداث برنامجين للدبلوم التدريبي الأول في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بالتعاون مع مركز اللغات في الجامعة، والثاني في مجال الترجمة التطبيقية بالتعاون مع كلية الآداب.
وقال مدير المركز الدكتور يزن الشبول، إن إطلاق هذه البرامج يأتي تماشيا مع سياسة الجامعة وضمن رؤى المركز الرامية إلى استثمار قدرات الجامعة العلمية والعملية لخدمة المجتمع المحلي، وطلبة الجامعة، وتنمية الموارد البشرية ورفع مستوى كفاءة الفرد وإنتاجيته بالعمل، ورفد القطاعين العام والخاص بالكوادر المؤهلة والمدربة علميا وعمليا.
وأضاف أن هذه البرامج تسعى إلى تدريب المشاركين تدريباً عمليا مكثّفاً على مختلف الجوانب المتعلّقة بميدان تعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها والترجمة التطبيقية، عبر إكسابهم المعارف والمهارات العمليّة اللّازمة للنّجاح في هذا المجال، مشيرا إلى أن دبلوم تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها يهدف إلى تأهيل كوادر علميّة مدرَّبة تدريباً عمليّاً جيّداً على مهارات وأساليب تعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها، وتدريب المشاركين على إعداد وتطوير الموادّ التّعليميّة في هذا المجال.
وفيما يتعلق بدبلوم الترجمة التطبيقية، أشار أوضح الشبول انه يهدف الى تمكين الطالب ليكون قادراً على الترجمة الاحترافية من خلال التدريب بحيث يكون أكثر استعداداً للانضمام الى مهنة الترجمة وتخريج طلبة مؤهلين ومدربين في الترجمة بشقيها العربي والإنجليزي يملكون مهارات لغوية عالية وخبرة في مجال الترجمة التحريرية والشفوية.
وأشار الشبول إلى أن استحداث هذه البرامج يأتي ضمن خطط المركز وتماشياً مع توجيهات إدارة الجامعة باستحداث برامج دبلوم تدريبية تواكب حاجة سوق العمل المتصاعدة الأمر الذي يساهم في تقليل نسب البطالة في المملكة، مؤكدا أهمية برامج الدبلوم التدريبي والدورات التدريبية بشكل عام في تطوير القدرات البشرية باستمرار في مختلف المجالات، لافتا إلى أنه سيتم منح الخريج بعد اجتيازه الامتحانات المقررة شهادة صادرة عن جامعة اليرموك ومعتمدة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، علماً بانه سيتم قبول الطلبة في هذا الدبلوم من حملة شهادة الثانوية العامة ومن لم يحالفهم الحظ والراغبون بالعمل في هذا المجال.
من جانبه، أكد عميد كلية الآداب الدكتور موسى ربابعة أنه تم تصميم برنامج دبلوم الترجمة التطبيقية من خلال مختصين في قسم الترجمة في الكلية، وأن ما يميز هذا البرنامج هو التركيز على الجانب التطبيقي في مساقاته الأمر الذي يسهم في إكساب الطالب مهارات عملية تؤهله لدخول سوق العمل وإيجاد فرصة عمل مناسبة.
بدورها أكدت مديرة مركز اللغات الدكتورة لمياء حماد على أن برنامج الدبلوم التدريبي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها تم تصميمه من قبل مختصين في هذا المجال بالتعاون مع كوادر مركز اللغات في الجامعة اليرموك، لافتتة إلى ان البرنامج الذي سيتم تنفيذه على مدة تسعة شهور يتميز بالتركيز على الجانب العملي في المساقات التي يطرحها، والتي تتضمن عدة موضوعات منها ،اللّغويّات، واللّغويّات التّطبيقيّة، وجوانب لغويّة تربويّة في تعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها، واللّغة العربيّة لأغراض خاصّة.
التقى رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مساد، وفدا من كلية ترينتي دبلن الايرلندية ضم كل من نائب رئيس الكلية الدكتورة إيما ستوك، والدكتورة زليكة رودقيرز من كلية اللغويات، وليو ماكنامي مدير مكتب التعاون الدولي، حيث تم خلال اللقاء بحث سبل التعاون الأكاديمي الممكنة بين الجانبين.
وفي بداية اللقاء أكد مساد حرص اليرموك على فتح أبواب التعاون العلمي والأكاديمي مع الجامعات الدولية المرموقة، مما يوفر الفرصة للطلبة لاستكمال دراستهم في مختلف التخصصات، بالإضافة إلى ما يتيحه التعاون من فرص لأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة للاطلاع على خبرات ومعارف وثقافات الدول الأخرى.
وأكد استعداد اليرموك لاستقبال طلبة ترينتي الراغبين بتعلم اللغة العربية وذلك من خلال التحاقهم ببرنامج اللغة العربية للناطقين بغيرها في مركز اللغات بالجامعة الذي يطرح البرنامج ضمن عدة مستويات تتناسب مع المستوى اللغوي للطلبة الملتحقين بالبرنامج، مضيفا أن مجتمع مدينة اربد يعد بيئة تعليمية خصبة خاصة للراغبين بتعلم اللغة العربية نظرا للتنوع الثقافي في المدينة وطبيعة سكانها التي ستشجع الطلبة للاندماج والتعايش مع المجتمع بسهولة.
ودعا مساد إلى تأطير التعاون بين الجانبين من خلال ابرام اتفاقية تعاون تعنى بالتبادل الطلابي وتعزيز البحث العلمي في مختلف المجالات العلمية.
من جانبها قالت ستوكس إن اليرموك تعد الوجهة التعليمية الأفضل للطلبة الراغبين بتعلم اللغة العربية، لاسيما وأن كلية ترينتي تطرح برنامج في الدراسات الشرق أوسطية يشمل اللغة العربية، موضحة طبيعة البرنامج ومدة تدريب الطلبة في اليرموك.
وأكدت استعداد ترينتي لمزيد من التعاون المستقبلي في مختلف المجالات الأكاديمية والبحثية المستقبلية، داعية إلى تبادل الزيارات العلمية بين الجانبين والمشاركة في الندوات والمؤتمرات التي ينضمها كلا الجانبين.
وحضر اللقاء نائبا رئيس الجامعة الدكتور موفق العموش والدكتور رياض المومني، وعميد كلية الآداب الدكتور موسى الربابعة، وعميد كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية مدير دائرة العلاقات والمشاريع الدولية الدكتور موفق العتوم.
رعى رئيس الوزراء السابق الدكتور عمر الرزاز، بحضور رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، الحفل الذي نظمته مكتبة الحسين بن طلال في جامعة اليرموك بالتعاون مع مديرية ثقافة اربد لمناقشة رواية "متاهة الأعراب في ناطحات السراب" للروائي مؤنس الرزاز، وذلك بمناسبة الذكرى العشرين لوفاته.
وشكر الرزاز في بداية حديثه جامعة اليرموك على تنظيمها لهذا اللقاء لمناقشة رواية "متاهة الاعراب في ناطحات السراب" للأديب "مؤنس الرزاز" الأخ والصديق الذي عاش في محيط عربي عجيب ليس من السهل فهمه، ولم يكتب الروايات التقليدية بل كتب ليعبر عن ألمه ويعري الواقع حتى نراه كما هو ولا نقول أنه واقع حتمي ومصيري.
وقال إن عنوان الرواية مكون من أربع كلمات، حيث تعبر كلمة المتاهة عن التيه والضياع في تضاريس ليس لها معالم، فيما تعبر كلمة الأعراب عن العرب الذين اعتادوا تقفي الأثر في أبسط التضاريس وأصعبها، وفيما يتعلق بناطحات السراب أشار الرزاز ان ناطحات السحاب تعتبر دخيلة بعلوها وتكنولوجيتها على منطقة الجزيرة العربية وأنها تعتبر متاهة لا تمت إلى الثقافة العربية بصلة.
ولفت الرزاز إلى ان مؤنس لم يوصف لنا هذه المعاناة في الرواية لنتعاد عليها تدريجيا وإنما أرادنا أن نقفز من هذا الواقع ونتجاوزه، لافتا إلى أن الروائي كان يعيش الأمل رغم كل السوداوية الساخرة في كتاباته.
واستذكر الرزاز بعض ما جاء في مذكرات "مؤنس" عندما كتب "بعد اعتقالات الجفر عام 1957، وثم عام 1963، ثم انقلاب الضباط في سوريا عام 1966، ثم التصفيات الداخلية في العراق 1979، تراكمت أحزاني وبالتدريج وتحولت إلى حالة من الفجيعة، لكن ما ان تتحول هذه الفجيعة إلى نمط حياة حتى تصبح الحياة كلها أشبه ما تكون بحلقات متتالية من برنامج تلفزيوني "الكاميرا الخفية" وأن يضحك الإنسان من جراحه، وأن يحول قلمه إلى كاميرا خفية تزيل الستائر"، مشيرا إلى أن مؤنس كان يضحك من ألمه ويستخدم قلمة لإزاحة الستائر.
وثمن الرزاز دور جامعة اليرموك من خلال مكتبة الحسين بن طلال في الانفتاح على المجتمع المحلي، مشيرا إلى أن المجتمعات الحية هكذا تحتفل بمبدعيها، مشيدا في الوقت ذاته بدور وأهمية نادي الكتاب في جامعة اليرموك، داعيا إلى تعميم فكرته على مختلف المؤسسات على امتداد الوطن.
وخلال الحفل الذي أداره رئيس نادي الكتاب الذي تنظمه مكتبة الحسين بن طلال بالتعاون مع مديرية ثقافة اربد الروائي هاشم غرايبة، عقب عدد من المشاركين على رواية مؤنس الرزاز "متاهة الأعراب في ناطحات السراب".
ولفت الغرايبة إلى أن نادي الكتاب في شباط من كل عام يستذكر رواية من روايات مؤنس لذلك أصبح هذا الجيل على دراية بمؤلفاته، وقال إن "مؤنس" كان روائيا ساخرا باطنيا.
وبدوره أشار شاغل كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية الدكتور نبيل حداد إن روايات "مؤنس" لا تقرأ من البداية إلى النهاية، وإنما تقرأ كفصول مجزأة.
ويرى حداد أن روايات "مؤنس" تقرأ من خلال أن كل عمل هو عبارة عن نسق ايقاعي يبدأ بنقطة وينتهي بنقطة، وهذا لا يمكن استشفافه إلا من خلال هذا النسق الإبداعي، وقال ان الروائي مؤنس عبارة عن مشهد روائي عربي وعالمي، لم يكتب الرواية، وإنما كتب الرواية الجديدة التي من أهم سماتها ما يسمى التذويت، أي صعوبة انتزاع نفس المؤلف وتجربته وظل الكاتب وحضوره، كما أنه امتداد لجيل الستينات من كتاب الرواية العربية.
رئيس فرع رابطة الكتاب في اربد عبدالمجيد جرادات قال إن رحلة مؤنس اتسمت بالقلق والشعور الذي كنا نلمسه في كتاباته ويومياته، حيث استشرف في روايته "متاهة الأعراب في ناطحات السراب" مخاطر المتاهة لأنه كان يرى حجم السراب وفنون الخداع في نهاية النفق، لكنه استمر بمحاولاته بهمة المثقف الذي يمتلك القدرة على إيضاح الحقائق حتى ةإن كانت موجعة، تجنبا للمزيد من التراخي الذي يحول دون اللحاق في ركب التطور الحضاري والانتاج المعرفي.
من جانبها قالت الطالبة ريناد أبو زيتون أن عنوان الرواية الذي يتضمن كلمات "المتاهة" التي تؤكد ان هناك أطرافا عديدية في هذه الرواية لتشكل المتاهة، ثم كلمة "الأعراب" التي تشير إلى ان هناك احداثا تاريخية لها صلة بالقومية والعربية، و"ناطحات السراب" التي تأتي كنوع من الخيال والفنتازيا.
كما ناقشت الطالبة رؤى الحوامدة أن الكاتب "مؤنس" في الرواية حاول الإجابة على سؤال لماذا انفصم الإنسان العربي والمجتمع العربي هذا الانفصام الحاد الذي خلف مجتمع مأزوم؟، وبشكل عام كانت كتاباته بمثابة مفاتيح التابوت العربي حيث أنه لم يترك هزيمه في الجسد العربي إلا وتحدث عنها، ولا جرح وإلا ضغط عليه، ولا ندبه وإلا ركض ورائها ليجعلها تلتهب من جديد، لافتة إلى أنه من الكتاب الذين شخصو الواقع تشخيص فكري.
وعبر تطبيق زووم شارك سالم غراب حيث قال عن "شخصية البطل" الذي قال عن هويته أنه ربع فلاح، وربع بدوي، وربع مدني، وربع أردني، وانتاج سلالات من التهجير من الشركس والشوام والعراقيين والدروز، كما استعرض شخصيات الرواية ومدلولاتها.
ومن كلية الآداب أشار الطالب نزار الربابعة إلى التقنيات اللغوية والتعبيرية التي وصفها "مؤنس" في روايته، موضحا بعض التناصات القرآنية في الرواية وجماليات التعبيرية فيها.
كما تم خلال حفل المناقشة عرض فيلم من إعداد مكتبة الحسين بن طلال في جامعة اليرموك بعنوان "هكذا قرأت مؤنس الرزاز"، وضمّ شهادات قدّمها كتّاب شباب وقراء اللذين اقتبسوا بعضاً من مقولاته.
وفي نهاية الحفل الذي حضره مدير ثقافة اربد عاقل الخوالدة، ونائبا رئيس الجامعة الدكتور موفق العموش، والدكتور رياض المومني، وعدد من عمداء الكليات، والمسؤولين في الجامعة، والمهتمين من المجتمع المحلي، قدم رئيس الجامعة الدروع التقديرية لدولة الدكتور الرزاز، وللروائي الغرايبة.
إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.