ضمن احتفالات كلية الصيدلة في جامعة اليرموك بتخرج فوجها الثالث، والذي يأتي في ظروف استثنائية يشهدها التعليم العالي بسبب جائحة كورونا، وحرصا من الكلية على متابعة نهجها في تقديم الدعم والتحفيز لطلبتها الذين اظهروا التزاما كبيرا واصرار جليا في المواظبة على التعلم والدراسة عن بعد، قامت الكلية بالتعاون مع الطالب ربيع السليمان بإعداد فيديو احتفالي لطلبتها الخريجين بهدف الاحتفال المعنوي بطلبتها الخريجين غياب الاحتفالات المعتادة للخريجين.
حيث تزف الكلية من خلال الفيديو باقة من طلابها المتميزين الذي سيرفدون القطاع الصحي في الأردن بكوادر صيدلانية مؤهلة ومهنية وملتزمة بأخلاقيات وأسس المهنة الصيدلانية والممارسة الصيدلانية المبنية على المعرفة والدليل العلمي.
بعد خروج الصليبيين من جنوبي بلاد الشام بعد هزيمتهم في معركة حطين التي وقعت يوم السبت 25 ربيع الثاني من عام 583 للهجرة الموافق للرابع من تموز من عام 1187 ميلادية استمر الغربيون على تواصل مع الأرض المقدسة عن طريق الرحالة والمستكشفين الذين قدموا تقاريرهم للمؤسسات الدينية التي مولت رحلاتهم، بل وأشرفت عليها.
وتطور الأمر خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر من مجرد بعثات استكشافية متفرقة إلى إجراء تنقيبات أثرية عشوائية. رافقها في الوقت نفسه قيام القناصل الأوروبيين، خاصة في العراق ومصر، بشحن كثير من آثار هذين البلدين إلى بلدانهم لعرضها في متاحفهم هناك. إضافة لهذا، قررت الكنيسة الأنجليكانية في بريطانيا إنشاء صندوق لدعم الحفريات الأثرية في الأرض المقدسة في عام 1860م هدف لإثبات صحة المعلومات التوراتية، فكانت "جمعية صندوق اسكتشاف فلسطين Palestine Exploration Fund، تبعها تأسيس جمعيات أثرية مشابهة في أمريكا، وألمانيا وفرنسا.
هذا يقودنا للقول إن التراث الحضاري في جنوبي بلاد الشام - وأقصد هنا في فلسطين والأردن- خضع منذ نهاية القرن التاسع عشر لامتحان هويته وتجييرها لغير أهلها، اعتمادًا على ما ورد من معلومات في الأسفار التوراتية ومحاولة إثبات صحتها بالآثار المكتشفة في هذه المنطقة، وذلك لتحقيق أهداف سياسية. وبرأينا فإن الموروث الأثري هو وثائق الهوية السياسية والتراثية لأي أمة من الأمم.
ولا شك بأن موروثنا الأثري العربي، بمجمله، غني بالمخلفات الأثرية على اختلاف أنواعها وتنوعها، وهي تتعدد بين المنقول والمكتوب والمخطوط. وعند تأسيس إمارة شرقي الأردن في عام 1921م، فإن أول ما تنبه له جلالة المرحوم الملك المؤسس عبدالله رحمه الله وأدخله جنته، هو تأسيس دائرة للآثار في عام 1923م، حتى وإن كانت فرعاً يتبع لدائرة آثار فلسطين تهدف للمحافظة على التراث الأثري ودراسته.
لكن هذا الأمر لم يطل طويلاً؛ إذ انفصلت إدارتها عن حكومة الانتداب البريطاني على فلسطين في عام 1928م، وأصبحت دائرة مستقلة برئاسة المرحوم رضا توفيق، تبعه وحتى الوقت الحاضر 21 مديراً.
كما وصدر في عام 1934م أول قانون تشريعي أردني للآثار، أُدخلت فيه تعديلات خلال السنوات اللاحقة، ثم صدر قانون آثار في عام 1988م لا يزال ساري المفعول، على الرغم من أن دائرة الآثار العامة عملت منذ سنتين على إصدار قانون جديد لم يصدر حتى الآن. لقد كان الهدف من إصدار قانون الآثار الأول، وكما ورد فيه، "أن تقي آثار البلاد من الإندثار وتجميع ما تبعثر منها في جوانب البلاد وأيدي الأهليين". يستمد مدير عام دائرة الآثار العامة الأردنية رسالة الدائرة من قانون دائرة الآثار العامة الأردنية، والذي حددها في الفقرة (أ) من المادة (3) من قانون الآثار رقم(21) لسنة 1988م، بما يأتي: - تنفيذ السياسة الأثرية للدولة. - تقدير أثرية الأشياء والمواقع الأثرية وتقدير أهمية كل أثر.
- إدارة الآثار في المملكة والإشراف عليها وحمايتها وصيانتها والمحافظة عليها وتسجيلها وتجميل ما حولها وعرضها.
- نشر الثقافة الأثرية وتأسيس المعاهد والمتاحف الأثرية.
- التنقيب عن الآثار في المملكة.
- المساعدة في تنظيم المتاحف التابعة للنشاطات الحكومية في المملكة، بما في ذلك المتاحف التاريخية والفنية والشعبية.
- التعاون مع الجهات الأثرية المحلية والعربية والأجنبية بما يخدم التراث القومي ونشر الوعي الأثري وفقاً للقوانين والأنظمة المعمول بها.
- مراقبة حيازة الآثار والتصرف بها وفقاً لأحكام هذا القانون والأنظمة والقرارات والتعليمات التي تصدر بموجب قانون الآثار. ومن المعروف أن الأردن غني بالمواقع الأثرية والتي تنتشر فوق جميع أراضي الأردن من الأغوار في الغرب وحتى البادية الأردنية في الشرق، وتعدّ بمئات الآلاف.
ونستطيع القول إن التراث الأثري هم وطني عام يخص مؤسسات الدولة والشعب، وعلى الجميع تحمل مسؤولية الحفاظ عليه، لأنه ليس بضاعة سياحية فقط، بل لأنه هو الهوية الوطنية.
ومن هنا، فلا بد قبل تقديمه للناس من دراسته لكتابة قصته التاريخية، ومن ثم صيانته وترميمه والمحافظة عليه، وتأهيل المواقع الأثرية للأغراض السياحية.
وهذه المهام جميعها هي مهام دائرة لآثار العامة. إن المتابع لما يجري في البلدان المحيطة في الأردن بخصوص الآثار يجد أنها تولي هذا التراث أهمية بالغة، فنجد أن مصر أنشأت "المجلس الأعلى للآثار"، كما أن سوريا أنشات "مديرية الآثار والمتاحف" ، وعلى هذا المنوال قس.
خارطة تبين أهم المواقع الأثرية في الأردن إن دراسة الآثار لم تعدّ معرفة Discipline وحسب، لكن، وبعد دخول الأبحاث والدراسات المخبرية في دراسة الآثار، فإنها أصبحت علماً Science. ولاستنباط المعرفة من القطع الأثرية، ينبغي على دوائر الآثار في العالم، إضافة لوجود المكتبات المتخصصة، إنشاء المختبرات لتحليل القطع الأثرية وصيانتها والمحافظة عليها، وكذلك المتاحف.
والمطلع على ما يجري في دائرة الآثار الأردنية، وعلى الرغم من محدودية الدعم المالي لها، إلاّ أنها تحاول دوماً أن تكون منافسة لدوائر الآثار في الأقطار المجاورة.
فها هي تصدر المطبوعات الأثرية والتي تعرف المتخصصين وغيرهم بالتراث الأثري الأردني، ويكفي الدائرة أنها ومنذ عام 1980 تعقد كل ثلاث سنوات مؤتمراً دولياً جاب معظم العواصم العالمية، وصدر عنه مئات الأبحاث والمقالات العلمية.
ولا يفوتني في هذا المقام القول بأن الدائرة وبالمشاركة مع المؤسسات المحلية والدولية تقيم معارض أثرية تعرف بالأردن وتاريخه، وتدعو الناس لزيارة الأردن.
خاتمة القول، نتمنى على المسؤولين في الأردن الأخذ بيد دائرة الآثار العامة الأردنية والحفاظ على استقلاليتها دائرة حكومية. وكم كنت أتمنى أن نرى في الأردن مجلساً أعلى للآثار برعاية ملكية سامية. والله من وراء القصد.
قرر رئيس جامعه اليرموك الدكتور زيدان كفافي تكليف الدكتور يزن الشبول من كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب القيام بأعمال مدير مركز الملكة رانيا للدراسات الأردنية وخدمة المجتمع.
ويذكر أن الشبول حاصل على درجة الدكتوراة في نظم المعلومات / أمن وحماية المعلومات من جامعة ولاية داكوتا في الولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠١٧.
قرر رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي، واستنادا إلى نص المادة (6) من تعليمات مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية رقم (1) لسنة 2011، تشكيل مجلس المركز برئاسته، وعلى النحو التالي:
الدكتور أنيس الخصاونة / نائب الرئيس للشؤون الإدارية/ عضوا.
معالي الدكتورة رويده المعايطة/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية / عضوا.
عطوفة الدكتورة سوسن المجالي/ عضو مجلس الأعيان/ عضوا.
سعادة الدكتورة سلمى النمس/ أمين عام اللجنة الوطنية لشؤون المرأة/ عضوا.
عطوفة الدكتورة عبلة عماوي/ أمين عام المجلس الأعلى للسكان/ عضوا.
الدكتورة ربا البطاينة/ قسم المناهج وطرق التدريس/ كلية التربية / عضوا.
عميد كلية الآداب/ عضوا.
عميد البحث العلمي والدراسات العليا/ عضوا.
الدكتورة حنان ملكاوي/ كلية العلوم/ عضوا.
الدكتورة بتول المحيسن/ كلية الآداب/ عضوا.
الدكتورة ناديا حياصات/ كلية الآداب/ عضوا.
الدكتورة امنه الخصاونة/ مديرة مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية/ عضوا وأمينا للسر.
قرر رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي، واستنادا إلى أحكام المادة رقم (6/أ) من تعليمات المدرسة النموذجية في جامعة اليرموك، رقم (5) لسنة 2016، تشكيل مجلس إدارة المدرسة برئاسته، و على النحو التالي:
الدكتور أنيس الخصاونة/ نائب الرئيس للشؤون الإدارية/ عضوا.
الدكتور رئيس قسم المناهج والتدريس/ كلية التربية/ عضوا.
الدكتور مدير المدرسة النموذجية/ عضوا وأمنيا للسر.
الدكتور خالد الزعبي/ كلية العلوم/ عضوا.
الدكتور سامي الصمادي/ كلية الإقتصاد والعلوم الإدارية/ عضوا.
الدكتور عبد الرؤوف الرجوب/ ممثل أولياء أمور الطلبة من غير العاملين في الجامعة/ عضوا.
الدكتور أحمد الشوحه/ ممثل المعلمين في المجلس/ عضوا.
السيدة غدير سمردلي/ ممثل المعلمين في المجلس/ عضوا.
كما وقرر كفافي و في ضوء تشكيل مجلس إدارة المدرسة النموذجية، تفويض الدكتور أنيس الخصاونة نائب الرئيس للشؤون الإدارية، برئاسة مجلس الإدارة نيابة عنه.
بدأت في جامعة اليرموك عملية تسجيل المساقات الدراسية للفصل الدراسي الصيفي المقبل لطلبة الجامعة من العام الجامعي 2019/2020، والتي بدأت يوم الجمعة الموافق 19/6/2020، حيث بلغ عدد الطلبة المسجلين إلى الآن 16630، لمختلف المساقات العلمية المطروحة لكافة الدرجات العلمية.
وأوضح نائب رئيس جامعة اليرموك للشؤون الأكاديمية الدكتور أحمد العجلوني أن الجامعة طرحت للفصل الدراسي الصيفي المقبل 1278 مساقا دراسيا، بواقع 1877 شعبة دراسية لمختلف الدرجات العلمية، وذلك بما يتيح المجال لأكبر عدد من الطلبة لتسجيل المواد التي تتناسب مع خططهم الدراسية ومراحلهم التعليمية، لاسيما بعد قرار رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي بالسماح لجميع طلبة الجامعة التسجيل للفصل الدراسي الصيفي بدون الحاجة للدفع المسبق للرسوم الجامعية، بما فيهم طلبة سنوات 2017/2018/2019، ممن كان لا يمكنهم التسجيل دون دفعهم للرسوم، وذلك بهدف التخفيف على الطلبة وذويهم في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم أجمع بسبب جائحة كورونا، بالإضافة إلى منح الطلبة فرصة الالتحاق بالفصل الدراسي والعملية الدراسية بالوقت المحدد.
وأضاف العجلوني أن الجامعة وخلال الأيام القليلة المقبلة ستنتهي من عقد كافة الامتحانات النهائية لطلبة الكليات، حيث سيتم خلال الاسبوع الحالي عقد الامتحانات السريرية لطلبة الطب، وامتحانات بعض المختبرات العلمية في كلية العلوم في الجامعة، لافتا إلى أنه تم عقد 150 ألف حركة امتحان للطلبة المسجلين للفصل الدراسي الثاني 2019/20210 والبالغ عددهم حوالي 36 الف طالب وطالبة لمختلف الدرجات العلمية، مشيرا إلى أن نسبة الطلبة الذين اجتازوا الامتحانات في المواعيد المحددة بلغ 97%.
قرر مجلس عمداء جامعة اليرموك ترقية كل من الدكتور محمد القادري، والدكتور محمد الطالب من قسم الاحصاء، والدكتور محمد العتوم من قسم نظم المعلومات، والدكتور علي المقبل من قسم الجغر افيا، الى رتبة أستاذ مشارك.
ويذكر ان القادري حاصل على درجة الدكتوراه في الاحصاء من الجامعة الفيدرالية الاسترالية عام ٢٠١٢، والطالب حاصل على درجة الدكتوراه في الرياضيات والاحصاء من جامعة جنوب إلينوي في كاربونديل الولايات وامتحدة الأمريكية عام ٢٠١٤، والدكتور العتوم حاصل على درجة الدكتوراه في هندسة نظم الحاسوب من جامعة كانبيرا في استراليا عام ٢٠١٤، والمقبل حاصل على درجة الدكتوراه في نظم المعلومات المكانية والمسح من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية عام 2013.
ومن جهة اخرى قرر رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي تعيين الدكتور موفق العتوم قائما باعمال رئيس قسم نقل المعرفة والتكنولوجيا، بالإضافة الى عمله الحالي مديرا لدائرة العلاقات والمشاريع الدولية.
قال مدير مركز الإعتماد والجودة الدكتور عبد الله الخطايبة، ان المركز وبمتابعة وتوجيه من رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي، مستمر في عقد الورش التدريبية لأعضاء الهيئة التدريسية حتى نهاية الشهر الجاري، مبينا أن المركز عقد لغاية الآن ١٩ ورشة تدريبية، حضرها ٢٢٨ استاذا بواقع ٥٣ ساعة تدريبية، تم فيها تغطية المرحلة الاولى والمتمثلة بأساسيات التعلم الإلكتروني واستخدام منصة Moodle للمستويين الاول والثاني.
وأشار إلى أن هذه الورش تشمل محاضرات تتصل بموضوعات تهم العملية الاكاديمية والتدريسية، كـ استخدام منصة التعلم الإلكتروني في مستواها الأول، والتي تهدف للتعرف على المنصة وتقسيم محتوياتها على أسابيع تتناسب مع الفصل الدراسي.
وأضاف ان هذه الورشة تهدف ايضا إلى التعرف على آلية تحميل ملفات المساق، و إضافة روابط للفيديوهات والمحاضرات المسجلة وتحميل الكتب، و التعرف على آلية التواصل مع الطلبة عبر الرسائل أو من خلال إنشاء منتديات (Forum) والتصويت (Choice)، و آلية عمل نسخ احتياطي للملفات واستردادها للشعب المتعددة بنفس الفصل أو بالفصول الأخرى.
وأشار الخطايبة إلى ان هذه الورشة في مستواها الثاني تهدف إلى التعرف على آلية إعداد بنك للأسئلة، و كيفية إعداد الإمتحانات والواجبات القصيرة والمهام البيتية للطلبة ومواعيد تسليمها ونوعية الملفات المسموحة بها، و عمل نماذج من الامتحانات والواجبات وتحديد مجموعات الطلبة، و التعرف على آلية عمل النسخ الاحتياطي للنماذج واستردادها للشعب المتعددة بنفس الفصل أو بالفصول الأخرى، و آلية التعامل مع علامات الطلبة من تصديرها وتخزينها.
وتابع، الورشة الثالثة يتصل موضوعها في استخدام منصة Zoom ، وتهدف للتعرف على منصة اللقاء ZOOM وآلية إعداد اللقاء وإرسال الدعوة للمشاركين، و آلية التحكم بالحضور وآلية تسجيل اللقاء والتفاعل معه والكتابة على الشاشة وعلى الــWhite Board، و آلية تحميل الفيديو على قناة اليوتيوب.
ولفت الخطايبة إلى ان الورشة الرابعة، والتي يتناول موضوعها استخدام منصة التعلم الإلكتروني Moodle وتطبيقات جوجل ( المستوى المتقدم )، تهدف إلى التعرف على زيادة فاعلية الطلبة للتعلم عبر منصة التعلم الإلكتروني وذلك بإستخدام ( H5P Interactive Content)، و التعرف على آلية مشاركة الطلبة والقسم للأعمال الفصلية من خلال ال Google Drive.
وأشار الخطايبة إلى أن المركز مستمر في هذه الورش خلال الفصل الدارسي الصيفي، و ستبدأ المرحلة المتقدمة من هذه الدورات باستخدام الامتحانات وإدخالها وكيفية رفع المادة التعليمية وغيرها بحيث تشمل الدورات جميع أعضاء هيئة التدريس في الجامعة من اجل تفعيل عملية التعلم الإلكتروني بشكل يخدم عمليتي التعلم والتعليم وتحقيق رؤية الجامعة ورسالتها.
صدر في عدد 7 تشرين أول 2018 من مجلة Global Journal of Archaeology and Anthropology مقالة بعنوان :
When Map Becomes Territory: Finding Ancient Israel in the Modern Age
وبعد قراءتها والتمعن بمضمونها، وجدت أن ما فيها من معلومات ينسحب على ما تفعله إسرائيل حالياً من ضم بغير حق لأراضي فلسطين التاريخية، وذلك اعتماداً على قوتها العسكرية، وضعفنا وتمزقنا العربي. وكيف أنها، من أجل تحقيق أهدافها، تطوُّع الحقائق التاريخية والدلائل الأثرية لتحقيق مآربها السياسية، باستخدام تفسيرات يقدمها باحثون يرتكزون في تفسيراتهم على النصوص التوراتية، وإن هم أنكروا ذلك وعلى الملأ. وبناء عليه، قررت أن أقدم بعض الأفكار التي وردت في هذه المقالة للقارئ الكريم.
منذ تأسيس المدارس الأثرية التوراتية، وكان أولها في عام 1860 ميلادية، جاء الآثاريون الغربيون إلى بلادنا يحملون التوراة بيد والمعول بالأخرى Bible and Spade لإثبات صحة ما جاء فيها من معلومات عن إسرائيل وأهلها القدماء. أي بكلمة أخرى، البحث عن مواقع وبقايا أثرية يمكن نسبتها للإسرائيليين القدماء منذ خروجهم من مصر في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، حتى يبنى فوق هذه الآثار إسرائيل جديدة، ترفع علم الأجداد، واستمر هذا الحال في البحث الأثري التوراتي طيلة القرن العشرين، وكان مؤسس هذه المدرسة التوراتية الأميركي وليم فوكسويل أولبرايت William Foxwell Albright الذي نشر كتابه Archaeology of Palestine، وتبعه باحثون أميركيون وأوروبيون وإسرائيليون.
وبعد أن تحققت مآرب التوراتيين بإنشاء دولة إسرائيل بفلسطين التاريخية، وجب عليهم الآن تثبيت حدود هذه الدولة، ولتحقيق هذا المأرب غيروا منهجهم البحثي في القرن الحادي والعشرين، فانتقلوا من البحث عن المواقع الأثرية (التي يعدونها إسرائيلية) وتثبيتها على الخرائط، إلى رسم الحدود السياسية، أي وضع الخريطة السياسية، وحتى يتحقق لهم هذا وضعوا التوراة جانباً/ وذهبوا للبحث عن مكان يثبّتون فيه عَلَم إسرائيل القديمة، أي انتقلوا من التوراة والمعول (Bible and Spade) إلى العَلَم والمعول(Flag and Spade) . لكن وبنظرنا، كان من الأولى على الباحثين المتصهينين قبل أن يرسموا حدود إسرائيل الحالية، أن يعرّفوا لنا أولاً اسمي العلم والمكان "إسرائيل" حيثما ورد، فعلى الرغم من وجود هذا الاسم وكثرة تردده في الكتابات المعاصرة، إلاّ أن أحداً من الباحثين لم يقدم لنا حتى الآن تعريفاً مقنعاً Substantive definition.
نعم، لقد قدم الآثاريون الإسرائيليون، من أمثال "أهاروني" و"فاوست" و"فنكلشتاين"، تعريفات للمكان معتمدين فيها على دراسة المادة الأثرية المكتشفة في المكان ونسبتها بغير حق إلى الإسرائيليين الأوائل Given lip service to archaeological findings. بل الأسوأ من هذا، أنهم يجترون نفس التفسيرات، وبشكل ممجوج، اعتماداً على أيدولوجيتهم الخاصة المتمثلة بأن حدود "إسرائيل" في العصور القديمة هي نفسها حدود "إسرائيل" المعاصرة.
وبرأي العارف بالأمر، أن بعض هؤلاء الآثاريين التوراتيين يتعمدون عدم تقديم المعلومات الصحيحة، إذ إن أية مشكلة بحثية وعلمية يجب أن تبدأ بتفكير ناقد يعتمد على نظريات علمية صادقة وموثوقة، وليس على نصوص دينية مشكوك في صحتها. وبناء عليه، فإننا نرى أن دراسة آثار بلاد الشام، عامة، تعرضت لتفسيرات كثيرة اختلفت في دقتها وصحتها. وعلى هذا الأساس، فإننا نجزم أنه لا بد من مراجعة النظريات التي قامت عليها دراسة آثار بلاد الشام خلال القرن الحادي والعشرين، وفحص التفسيرات التي قدمها الباحثون التوراتيون اعتماداً على حفرياتهم في كثير من المواقع الأثرية، وبناء عليه، سأبدأ بتقديم بعض المعلومات التي نشرها عدد من الباحثين المهتمين بالنظرية النقدية، من أمثال Jonathan Z. Smith لدراسة الأديان، والذي يذكر فيها أن التوراتيين هم خدام للدين والأيديولوجيا، وأن كل بحث أثري أو أنثروبولوجي يجب أن تسبقه مناقشة ومن بعدها يُطبق على الأرض. ومن هنا، فإننا نؤكد أن من أولى الأولويات للطلبة والباحثين هو التوعية الذاتية، وثانيها هو الحيادية عند تحديد أهداف أبحاثهم العلمية، وفي استخدام المنهجيات والطرق والوسائل البحثية. وعلى أية حال، نعتقد أن تعريف المصطلح ليس بالأمر السهل، خاصة إذا ما علمنا أن تطبيقه على الواقع يُعد تفسيراً مستبَقًاPre-interpretative . فعلى سبيل المثال، لو أطلقنا اسم "إسرائيل" في كل مرة على نفس المنطقة الجغرافية فإن هذا سيصبح أمرا واقعاً، لكن هذا التفسير لا يعتمد على أية أسس علمية أثرية، وإنما على أيديولوجيا، أو حتى أسوأ من هذا، على نص ديني. ولكي نثبت صواب ما ذهبنا إليه، نضرب مثالاً من كتاب الباحث الإسرائيلي إسرائيل فنكلشتاين The Archaeology of the Israelite Settlements.
إذ يقدم الباحث في هذا الكتاب الأمنيات والوعود بوجود المستقرات البشرية الإسرائيلية دون الاعتماد على دراسة اللقى الأثرية في هذه المواقع، فهو يستند في استنتاجاته إلى طبيعة المكان وليس المعثورات التي وجدت فيه.
لقد ركز الباحثون التوراتيون جلّ اهتمامهم في دراسة الآثار الإسرائيلية على أمرين، هما:
1. العثور على مواقع تؤرخ للقرنين الثاني عشر والحادي عشر قبل الميلاد.
2. تحول المجتمع الإسرائيلي من مجتمع قَبَلي إلى آخر متحضر ومتمدن.
وكما نعلم فإن هذين الأمرين هما من أهم المسائل التي يحاول الباحثون فك عقدتهما، لخدمة تاريخ وأرض إسرائيل التوراتية. وحتى نخرج من هذا المأزق، فإنه لا بد لنا من تغيير منهج بحثنا وتفكيرنا حول هذا الموضوع خاصة، ودراسة آثار بلاد الشام، عامة، ويؤكد هذا أيضاً الباحث الإسرائيلي إسرائيل فنكلشتاين، إذ يرى أن منهجية دراسة الآثار في الوقت الحالي أفضل بكثير منها مما مضى، خاصة في طريقته التي اتبعها في مسوحاته الأثرية للمرتفعات الجبلية الوسطى في فلسطين بعد احتلالها في عام 1967م، ويعزو السبب في ذلك لغناها بالمواقع الأثرية المليئة بالمخلفات الأثرية، مما يساعده بالحصول على الكثير من المعلومات.
وبناء على هذه الملاحظة، نجد فنكلشتاين يحدد حدود إسرائيل بناء على أبحاثة ودراساته الشخصية، وهو ما يفعله في الفصل الثاني من كتابه المذكور أعلاه. لكننا يجب أن نتوقف هنا لنعود لنهاية الفصل الأول من الكتاب نفسه حيث يقول إن اهتمامه منصب على وجود شواهد أثرية مباشرة من مناطق وأماكن سكنى الإسرائيليين، لكن ما هذه الشواهد الأثرية المباشرة direct evidence؟ وكيف ستحدد هذه الشواهد فترة استقرار "سكنى" الإسرائيليين؟ وفي نظرنا أن الأهم من هذا كله، هو، ما هي الطرق العلمية والأساليب التي اتبعها فنكلشتاين في تفسير الشواهد الأثرية؟ ما هي نظريته وتساؤلاته؟
لقد بدأ فنكشتاين دراسته بتعريف "إسرائيل" وكذلك طبيعة المستقرات الإسرائيلية. وبناء على ما تقدم، فهو يرى أن الإسرائيلي هو الذي عاش خلال العصر الحديدي الأول (حوالي 1200 – 1000 ق.م)، وهو الذي ينحدر من سلالة سكان موقع Shiloh، الواقع شمالي رام الله، الذين سكنوا البلدة في النصف الأول من القرن الحادي عشر قبل الميلاد، أو هم من الذين عاشوا في زمن الدولة الإسرائيلية الموحدة. لكن المشكلة المهمة التي تبرز هنا أننا لم نعثر على أية بقايا يمكننا وصفها بالإسرائيلية من هذه المرحلة، ومن هذا المكان بالذات، وبناء عليه، فإن جل اعتماد فنكلشتاين على دراسة هذه الفترة كان بالعودة الروايات التوراتية علماً أنها كُتبت بعد حوالي 700 عام من نزولها على موسى (عليه السلام). وكلنا يعلم أن أول ذكر لكلمة "إسرائيل" كأرض وليس شعب كان في مسلة الفرعون المصري مرنبتاح (حوالي 1206 ق.م)، تبعها ذكرها في مسلة ميشع، الملك المؤابي (حوالي 850 ق.م)، وسوى هذا، فإن جميع المصادر المكتوبة تمنعت عن ذكر إسرائيل، كما أنه لا توجد أية مخلفات أثرية تخصهم من هذه الفترة الزمنية. وأما خلال القرن العاشر ق.م وما تلاه، فقد وُجد نقش في كونتلة عجرود بجنوبي فلسطين، على حدود سيناء، يعتقد أنه إسرائيلي، وأما المصادر الأشورية المكتوبة فقد أشارت إلى منطقة شمالي فلسطين الجغرافية باسم بيت عَمري أو (السامرة)، وليس إسرائيل.
يلي فصول تعريف إسرائيل وأماكن الاستيطان الإسرائيلية في كتاب فنكلشتاين عرض لمواد أثرية وبقايا معمارية يفسرها بشكل مسهب، وغير دقيق في بعض الأحيان. وبالإضافة إلى هذا، فإنه يعتني بدراسة أماكن الاستقرار في المرتفعات الجبلية الفلسطينية خلال الفترة الممتدة بين القرنين الثاني عشر والعاشر قبل الميلاد، على نحو يدفعنا إلى التساؤل هل كانت هذه المستقرات فردية وذات ثقافة متعددة الأشكال Polymorphous؟ وبرأينا أن هناك خطأ فادح في وضع فنكلشتاين لهذه التفسيرات والنظريات لأنها تعتمد في أساسها على أيديولوجيات وعقائد دينية. ويتبيَّن لنا أن فنكلشتاين لم يمانع في استخدام هذا المنهج، خلافاً لما هو معروف عنه، من أنه يرفضه؛ إذ من الواضح أن فنكلشتاين اعتمد النص التوراتي في تفسيره وتعريفه للمستوطَن الإسرائيلي، خاصة في تحديد تموضع الإسرائيليين خلال نهاية فترة القضاة وبداية حكم الدولة الموحدة "مملكة داود وسليمان". وهذا نص ديني لا يمكننا اعتباره مصدراً تاريخياً. لقد حاول إسرائيل فنكلشتاين تحديد الهوية الإسرائيلية اعتماداً على نسبة بعض المواد الأثرية والطرز العمائرية "للإسرائيليين"، ومنها جرار كبيرة لها حافة على شكل الياقة collared-rim jars والبيوت التي تحمل سقوفها أعمدة، ويبلغ عدد غرفها أربعاً four room house. وقد تبين حديثاً أن مثل هذه الجرار قد وُجدت في مناطق أخرى ومن فترات غير نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، فلا ندري ما هي الدوافع التي دفعت فنكلشتاين إلى تحديد نسب سكان المرتفعات الجبلية الفلسطينية ووصفهم بالإسرائيليين على الرغم من غياب الشواهد الأثرية، لماذا؟
برأينا إن الاعتماد على ما ورد في الكتاب المقدس من معلومات فقط يسبب إشكالية علمية كبيرة، تتجاوز مجرد التفسير الخاطئ لبعض الآثار المكتشفة. وبرأينا أن مثل هذه الدراسة يجب أن لا توصف بأنها أثرية أو أنثروبولوجية، وإنما عقائدية مشتقة من أجندة دينية. وينبغي أن نؤكد أن هذا المنهج في تفسير الآثار لا يساعد على الإجابة على الأسئلة التي يطرحها الباحثون، بل على تحقيق الأجندات. إن من واجبنا كآثاريين، ودارسي ثقافات عالمية، ومفسرين لما كانت عليه الحياة في العصور القديمة، أن نعتمد على شواهد حقيقية وليست على أمنيات أيديولوجية، وتفسيرات دينية، يكتشف بها إسرائيل فنكلشتاين موقع إسرائيل على الأرض قبل أن يرسمها على الخارطة.
إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.