إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.
أكد الدكتور عبدالرؤوف الروابدة رئيس الوزراء الأسبق أن القدس في عين الهواشم، يرعونها ويحمون تاريخها وآثارها، وأن جلالة الملك عبدالله الثاني وارث النهضة، ينهد بشرف للدفاع عن القدس في كل محفل وميدان، لا يتواكل ولا يتخاذل، وحوله كل الأردنيون يحفظون العهد مهما غلا الثمن .
وقال الروابدة خلال رعايته لافتتاح فعاليات المؤتمر الدولي التاسع "القدس مكانة شرعية ورعاية هاشمية"، الذي نظمته كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة اليرموك، بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور خالد العمري، إن جامعة اليرموك اليوم ومن خلال مؤتمرها هذا تؤكد على مكانة القدس وشرعيتها، كما انها تنتخي للقدس التي تعتبر عنوان القضية الفلسطينية، القضية التي لا تتقدم عليها قضية في الأردن، وسنبقى معها إلى أن نرى على أرضها دولة مستقلة.
وأشار إلى أن القدس واحدة لا ثاني لها، ولا بديل عنها او لها، فهي زهرة المدائن، وقبلتنا الأولى، وأرض إسراء محمد عليه الصلاة والسلام، وقيامة المسيح عليه السلام، فالقدس صميم عقيدتنا، وستبقى مهوى أفئدة المؤمنين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مهما تآمر عليها معتد أثيم، وتخاذل عن نصرتها جبان لئيم، مشيرا إلى أن القدس وعلى مدى التاريخ طمع بها كل الغزاة، ينتصرون فتنتفض ويخيبون، فتنمحي آثارهم إلا من كتب التاريخ، وتبقى صامدة مجلوة تروي للأجيال مآل الظلم ومصائر الظلمة، مشيدا بجهود المشاركين في فعاليات هذا المؤتمر الذين يثبتون تاريخ القدس وواقعها ومستقبلها.
من جانبه أكد رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي في كلمة ألقاها خلال افتتاح المؤتمر أن جامعة اليرموك ستبقى واقفة، حيث يقف سيد البلاد رافعاً علم القدس عالياً في الحفاظ على قدسيتها وعروبتها وهاشميتها، مشيرا إلى أن للقدسِ مكانةً شرعيةً ورعاية هاشمية، حيث تنبع شرعية القدس من أنها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومعراج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذِكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم هو ما أعطى المكان شرعية ومكانة دينية، مشددا على أن الرعاية الهاشمية موصولة عبر التاريخ، فالمكان هو الذي شهد مسرى النبي محمد المصطفوي الهاشمي.
وأضاف أن الشريف الهاشمي الحسين بن علي أبى ألا يكُن مدفنه في نفس المكان الذي عرج منه النبي إلى السماء، إضافة إلى أن الجيش العربي الهاشمي هو من دافع عن حرمها واستشهد أفراده على أسوارها في عام 1948م.
وقال كفافي إنه وبعد سقوط فلسطين وإعلان إسرائيل دولة محتلة في عام 1948م أبت القدس وغيرها من أخواتها من المدن الفلسطينية إلاّ أن تكون تحت العباءة الأردنية الهاشمية، فحفظها الهاشميون خير أمانة ووديعة، فعلى أرض حرمها استشهد الملك عبد الله المؤسس وهو يدافع وينافح عن عروس هاشمية، وكان ما كان نتيجة لحرب اشتد أزارها يوم 5 حزيران من عام 1967م، فما كان من المغفور له الملك الباني الحسين بن طلال رحمه الله وغفر له إلاّ أن أصرَّ أن تبقى القدس تستدفئ بعباءة الهاشميين، وهكذا كان، رغم أنف المحتل، مستعرضا تاريخ مدينة القدس منذ أن سكنها مجموعة بشرية بالقرب من عين سلوان في الألف الرابع قبل الميلاد، تبعهم سكان أمويّيون وكنعانيون، مشيرا إلى أنه وعلى مر العصور تعرضت القدس للاحتلال من قبل قوات من داخل المنطقة وخارجها، وكانت وفي كل مرة تخرج من احتلالها فتستنهض قواها وتطرد الغازي المحتل، مؤكدا على أنه في نهاية كل نفق مظلم يسطع نور، وإننا نرى أن الهاشميين سيحملون مشاعل القدس ويسيرون في شوارعها وحاراتها في نصر مؤزّر بحول الله، وما ذلك على الله ببعيد.
والقى الدكتور الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس، وإمام وخطيب المسجد المبارك سابقا، كلمة في الافتتاح اشاد فيها بدور الهاشميين في رعاية المقدسات الاسلامية في فلسطين وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك منذ عهد الشريف حسين بن علي واستمر حتى استلم الراية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، مثمنا جهود اللجنة التحضيرية التي قلمت بإعداد هذا المؤتمر الحافل بالجلسات المتنوعة والشاملة والتي تحيط بمدينة القدس إحاطة السوار بالمعصم، لافتا إلى أن فلسطين، والقدس، والأقصى ألفاظ متداخلة في مدلولاتها وابعادها، لأن الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة المتعلقة بهذه الألفاظ لم تفصل بين مدلولاتها فكلها تصب في إطار واحد، موضحا أن الله عز وجل حبا مدينة القدس بمنزلة عالية رفيعة، فقد ربطها بمكة المكرمة وبالمدينة المنورة حيث الاسراء، وربطها بالسماء بالمعراج فهي بوابة الارض إلى السماء، كما انها بوابة السماء إلى الأرض فقد نزل فيها الانبياء والمرسلون، وبارك بالمسجد الأقصى وما حوله.
وبدوره ألقى عميد الكلية الدكتور أسامة الفقير كلمة قال فيها إن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة اليرموك دأبت على اختيار عناوين مؤتمراتها ونشاطاتها بدقة وعناية، حيث جاء مؤتمر الدولي التاسع بعنوان "القدس مكانة شرعية ورعاية هاشمية"، وقال: إن هذا المؤتمر وغيره ما هو إلا تذكير وتبصير، فحالنا حال من سبقنا من العلماء والدعاة والكتاب والشعراء في استنهاض الهمم نحو القدس والمقدسات.
وأشار الفقير إلى أن فعاليات المؤتمر التي تستمر لمدة ثلاثة أيام، ستتضمن مناقشة 26 ورقة علمية وبحثية، سيقدمها نخبة من الباحثين والعلماء من دول إسلامية وعربية، وذلك ضمن أربعة محاور رئيسية وهي البعد الحضاري، والمكانة الشرعية، والرعاية والوصاية الهاشمية، والرؤية المستقبلية، مثمنا الدعم الذي توليه رئاسة الجامعة لمختلف الانشطة التي تنفذها الكلية، ومشيدا بجهود كل من اسهم في انجاح افتتاح وفعاليات هذا المؤتمر.
وألقت الدكتورة عفاف جعواني من تونس كلمة المشاركين شكرت فيها الاردن ممثلا بقيادته الهاشمية لما يقدمه من دعم علمي في المجالات العلمية بشكل عام، وما يتعلق بالقضية الفلسطينية بشكل خاص، مشيرة الى الدور الرائد والمميز للأردن قيادة وحكومة وشعبا في الاعتناء الفريد بقضية القدس الشريف بحكم التوأمة التاريخية بين الأردن وفلسطين، مشددة على الواجب الكبير الدي يقع على عاتق الأمة جمعاء تجاه قضية القدس خصوصا، وفلسطين عموما، فالمسؤولية كبيرة ولا تقتصر على السياسيين فقط، بل تتعدى الى كل المسلمين، لافتة الى ان هذا المؤتمر يعد لبنة أساسية في النصرة الاعلامية والعلمية للقضية الفلسطينية ومناصرة القدس والاقصى الشريف.
وخلال فعاليات الافتتاح ألقى الدكتور سعيد البواعنة استاذ الحديث الشريف في الكلية قصيدة بعنوان "القدس فينا"، كما تم عرض فيديو عن الكلية وانجازاتها ومكانة القدس وشرعيتها.
وحضر فعاليات الافتتاح نواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، وعدد من المسؤولين من داخل الجامعة وخارجها، وأعضاء الهيئة التدريسية في الكلية، وحشد من طلبتها.
وتضمن برنامج المؤتمر في يومه الأول عقد ثلاث جلسات علمية الأولى بعنوان "البعد الحضاريّ للقدس"، ترأسها مفتي عام المملكة الدكتور محمد الخلايلة، وقدمها الدكتور رائد بني عبد الرحمن، نوقش خلالها موضوعات "القدس وأسماؤها في المصادر القديمة قبل الإسلام: المصريّة، العبريّة، الكلاسيكيّة، العربيّة القديمة" للدكتور إبراهيم صدقة، و"ارتباط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام" للدكتور محمّد عيد الصاحب، و"رثاء المكان في الشعر العربيّ المعاصر: القدس وسؤال الهُوِيّة" للدكتور حامد الله الخلايلة، و"المدرسة الصلاحيّة المقدسيّة، وأثر العلماء المحدثين فيها" للدكتور ثامر حتاملة، و"مزاعم اليهود حول الهيكل" للدكتور رائد الشوابكة.
فيما تضمنت الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان "المكانة الشرعيّة للقدس في الكتاب والسنة" وترأسها الشيخ عبدالرحيم العكور، وقدمها الدكتور محمّد ربابعة، موضوعات "القدس في القرآن الكريم" للدكتورة فاطمة حمونيّ، و"القدس في الكتاب والسنة" للدكتور عبدالله ربابعة، و"فضائل بيت المقدس، في القران الكريم" للدكتور علي علان، و"أحاديث دلائل النبوّة الصحيحة، المتعلّقة ببيت المقدس، ودور المسلمين في التعامل معها" للدكتور خالد محمّد الشرمان، كما تضمنت الجلسة الثالثة "المكانة الشرعية للقدس" التي ترأسها الدكتور هايل داود، وقدمها الدكتور نذير الشرايري، موضوعات "بركة بيت المقدس في ضوء السنة النبويّة" للدكتورة أسماء بني عامر، و"جهود المرأة المقدسيّة في خدمة الحديث وعلومه" للدكتور سعيد بواعنة، و"النبوءات العقَديّة، حول مكانة القدس، في السنة النبويّة المطهّرة" للدكتور ياسر ربابعة، و"منهج المفسرين، في التعامل مع الآيات، التي تحدثت عن القدس، في القرآن الكريم" للدكتور عبد الرزاق رجب والدكتور رياض الشرعة.