الحسبان: المحاكاة الطبية ركيزة للتطوير في التعليم الطبي وبيئة تعليمية آمنة وتفاعلية
مسّاد: هذا المؤتمر يعكسُ اهتمام "اليرموك" العميق بتطوير التعليم الطبي
الشطناوي: دمج المحاكاة في المناهج الطبية خطوة استراتيجية للمساهمة برفع كفاءة الخريجين وتحسين مستوى الرعاية الصحية
السليمان: المحاكاة في التعليم الطبي لم تعد ترفاً تعليمياً وإنما ركيزة لإعداد الكفاءات الطبية
رعى رئيس لجنة الصحة والبيئة والسكان في مجلس الأعيان العين الدكتور ياسين الحسبان، افتتاح فعاليات "المؤتمر الدولي للمحاكاة في التعليم الطبي"، الذي تنظمه كلية الطب في جامعة اليرموك، بحضور رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد.
وقال الحسبان إن تنظيم جامعة اليرموك لهذا المؤتمر الدولي، إنما هو تجسيدٌ حيٌ لالتزام الأردن الراسخ، بقيادته الهاشمية بتطوير قطاعاته الحيوية، وعلى رأسها قطاع التعليم الطبي، لإن الاستثمار في الإنسان هو استثمار في المستقبل، وعليه يأتي حرص القيادة الهاشمية في بناء منظومة تعليمية صحية حديثة، تعتمد على الكفاءة، والابتكار، والتكنولوجيا، وترسخ المهارات السريرية، والبحث العلمي كأدوات أساسية في النهوض بجودة التعليم والرعاية الصحية.
وأضاف في هذا الإطار، تأتي المحاكاة الطبية اليوم بوصفها إحدى أبرز ركائز التطوير في التعليم الطبي؛ فهي ليست مجرد أداة تدريب تقني، وإنما بيئة تعليمية آمنة وتفاعلية تتيح للمتدربين خوض تجارب واقعية، واتخاذ قرارات حاسمة، ومواجهة مواقف حرجة دون تعريض المرضى لأي مخاطر، مما يسهم بشكل مباشر في رفع كفاءة الكوادر الصحية وجودة الخدمات المقدمة.
ورأى الحسبان أن تنظيم هذا المؤتمر، بمبادرة من كلية الطب في جامعة اليرموك، يأتي ليؤكد مجددًا على الدور الريادي الذي تلعبه "اليرموك" في تحديث التعليم الطبي، والتزامها المستمر بالتميز الأكاديمي، والابتكار في أساليب التعلم والتدريب، وخصوصا ما يشهده المؤتمر من مشاركة لنخبة من الخبراء والأكاديميين من مختلف دول العالم، الأمر الذي يوفر منصة متميزة لتبادل المعرفة وتعزيز التعاون البحثي والتدريبي، وبناء شراكات استراتيجية مستدامة ترتقي بجودة التعليم الطبي محليا وإقليميا ودوليا.
وقال مسّاد إن هذا المؤتمر العلمي الدولي يعكس اهتمام جامعة اليرموك العميق بتطوير التعليم الطبي، وتعزيز موقع الأردن في هذا المجال الحيوي، مشددا على أن استخدام المحاكاة في التعليم الطبي اليوم بات ضرورةً لا غنى عنها، وأداةً أساسية للارتقاء بجودة التدريب والمخرجات التعليمية في جميع مراحل التعليم الطبي، وهو ما ينعكس بصورة مباشرة على جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
وتابع: تُعد المحاكاة خطوة جوهرية في مرحلة التعليم السريري قبل التعامل مع المرضى، كونها تُتيح للطلبة والممارسين بيئةً آمنةً ومثاليةً لتعلم المهارات الطبية، وصقل الأداء، واتخاذ القرارات السليمة، دون تعريض حياة المرضى لأي خطر.
وأضاف مسّاد أن "المحاكاة" تُوفر إمكانية التعامل مع الحالات النادرة والحرجة، مما يرسّخ الجاهزية المهنية والسريرية في الميدان.
ولفت إلى أنه وفي ظل الثورة العالمية في أساليب التعليم الطبي، تبرز المحاكاة كأحد أبرز أدوات التحول التعليمي، وعليه يأتي هذا المؤتمر كخطوة رائدة في هذا الاتجاه، تفخر جامعة اليرموك بأنها الحاضنة له، متطلعا إلى المساهمة من خلاله في صياغة مستقبل التعليم الطبي في الأردن والمنطقة.
وأكد مسّاد على أن هذا المؤتمر يُشكل منصة نوعية لتبادل الخبرات، واستعراض التجارب المحلية والعالمية، ومناقشة التحديات ووضع الحلول، بما يعزّز تبني المحاكاة كأداة تعليمية ممنهجة ومعتمدة.
وبيّن مسّاد أن جامعة اليرموك تسعى إلى مدّ جسور التعاون مع الكليات والمراكز المحلية والدولية، لتطوير مركز المحاكاة في كلية الطب، والاستفادة من التجارب الرائدة للإفادة منها والبناء عليها، بما يواكب التوجهات العالمية ويرفع من جاهزية مؤسساتنا التعليمية.
بدوره، قال رئيس اللجنة الصحة النيابية النائب الدكتور شاهر شطناوي، إن هذا المؤتمر يعكسُ روح التقدم والانفتاح على أحدث أساليب التعليم الطبي في جامعاتنا الأردنية، وفي مقدمتها جامعة اليرموك.
وأشار إلى أن التعليم الطبي يشكل أحد الأعمدة الأساسية في بناء نظام صحي متطور، مبينا أن دمج المحاكاة في مناهجنا الطبية هو خطوة استراتيجية تسهم في رفع كفاءة الخريجين وتحسين مستوى السلامة وجودة الرعاية الصحية في مؤسساتنا.
وأكد الشطناوي دعم لجنة الصحة النيابية للمبادرات الهادفة إلى تطوير التعليم الطبي والتدريب السريري، مؤكدا سعي اللجنة إلى تعزيز التشريعات والسياسات التي تسهل هذا التطور وتوفر الدعم المؤسسي له.
وقالت عميدة كلية الطب الدكتورة جمانة السليمان، إن "اليرموك" كانت وما زالت منارةً للعلم، ومقصداً للنخبة من الباحثين والمفكرين، وميداناً خصباً للحوار والابتكار، مشيرة إلى أن هذه الجامعة أُسست على مبادئ الانفتاح والمعرفة، والتفاعل مع المجتمع، والريادة في تطوير التعليم، وما هذا المؤتمر إلا تجسيدٌ حي لهذه القيم.
وأضافت يأتي هذا المؤتمر بمشاركة نخبة من أصحاب الفكر والخبرة والعطاء، مؤكدة أن المحاكاة في التعليم الطبي لم تعد ترفاً تعليمياً، بل أصبحت ركيزة أساسية في إعداد الكفاءات الطبية، وهي تجسيد للتعلم القائم على الواقع، كما وأنها توفر بيئة آمنة للطلبة لاكتساب المهارات السريرية والقرارات الطبية قبل مواجهة المريض الحقيقي.
ولفتت السليمان إلى أنه وفي ظل تسارع التطورات في التعليم الطبي عالمياً، فإن انعقاد هذا المؤتمر يأتي انسجاماً مع رؤية جامعة اليرموك في مواكبة المستجدات، وبناء جسور التواصل بين العلم والتطبيق، وتوفير مساحة لتبادل الخبرات واستعراض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال الحيوي، مبينة أن الطموح من هذا المؤتمر هو تأسيسُ منصة علمية دائمة، تعزز من جودة التعليم الطبي في منطقتنا، وتُلهم الأجيال القادمة لممارسة الطب بأعلى المعايير الإنسانية والمهنية.
وخلال فعاليات حفل الافتتاح، ألقى رئيس الجمعية الأوروبية للمحاكاة الدكتور بيير انغراسييا المحاضرة الرئيسية في المؤتمر حول "إمكانات الذكاء الاصطناعي في تطوير ممارسات المحاكاة الطبية"، موضحا مفهوم الذكاء الاصطناعي، واستخدامه في المحاكاة في الرعاية الصحية، وكيفية ادماج المحاكاة في الخطط الدراسية، والاعتبارات الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المحاكاة بالتعليم الطبي.
كما وألقت السليمان محاضرة حول "المحاكاة في التعليم الطبي الأردني"، استعرضت فيها معدلات استخدام المحاكاة في كليات الطب بالجامعات الأردنية، ومدى مواكبة التطورات في مجال المحاكاة، ونسبة ادماج المحاكاة في المناهج الدراسية لتخصصات الطبية، ومدى توافق أنشطة المحاكاة مع أهداف التعليم.
وتضمنت فعاليات المؤتمر، عقد جلستي عمل، الأولى بعنوان "المحاكاة في التعليم الطبي الأردني: التحديات، والتطلعات، والاستعداد المؤسسي"، ترأستها الدكتورة جمانة السليمان، وشارك فيها كل من نائب رئيس جامعة البلقاء التطبيقية لشؤون الكليات الطبية - وعميد كلية الطب الدكتور شادي الحموري ، وعميد كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الدكتور فراس قرقز، وعميد كلية الطب بالجامعة الهاشمية الدكتور محمد القضاة ، وعميد كلية الطب في جامعة مؤتة الدكتور فادي سواقد، وعميد كلية الطب في العقبة الخاصة للعلوم الطبية الدكتور عبدالرحمن شديفات.
كما وتضمنت الجلسة مناقشة ورقتين علميتين بعنوان " مستقبل المحاكاة في التعليم الطبي في الدول العربية" قدمها مدير المستشفى الملك عبد العزيز الجامعي في المملكة العربية السعودية الدكتور عبدالعزيز بوكر، والثانية بعنوان "تاريخ وتطور المحاكاة، وتطبيقات الأشعة السينية" قدمها رئيس مركز المحاكاة في جامعة LMU في المانيا الدكتور مارك لزروفيشي.
وتضمنت الجلسة الثانية مناقشة أوراق علمية بعنوان "أدوات مناهج المحاكاة" قدمها رئيس مركز المحاكاة في مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي الدكتور براء الطيب من المملكة العربية السعودية، و"الخبرة في مختبرات المحاكاة" قدمها الدكتور محمد المطلق من كلية التمريض بالجامعة الهاشمية، و "إمكانات المحاكاة في التعليم الطبي" قدمتها رئيس البرامج الأكاديمية في جامعتي موناش وملبورن في استراليا الدكتورة ديبرا نيستل ، و"المحاكاة المترجمة" قدمتها مسؤولة مختبر المحاكاة في جامعة برتو البرتغالية الدكتورة كارلا كوتو.