رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، حفل اشهار كتاب "الأوراق النقاشية الملكية بين الدراسية والتنفيذ: خارطة طريق لمستقبل الدولة الأردنية"، الصادر عن كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية في جامعة اليرموك، والمنتدى الثقافي /إربد، وبدعم من وزارة الثقافة، في مبنى المؤتمرات والندوات.وقال مسّاد إن حفل الاشهار هذا، يأتي ونحن نستنشقُ عبق ذكرى الاستقلال الثامن والسبعين، مبينا أن الاستقلال مُنجزٌ عَظيمٌ وكبيرٌ يحتاج منّا جميعاً الحفاظ عليه وعلى مكتسباته، لأنه يروي قصة وطن بناه الهاشميون بإرادة وعزم وشجاعة، وشيّده الأردنيون وحافظوا عليه بانتمائِهم وسعيهم والتفافهِم حول قيادتهم الهاشمية.وأضاف أنه ومنذ تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني لسلطاته الدستورية في العام 1999، فقد عمل على إرساء رؤية واضحة للإصلاح الشامل والتطوير ودعم الديمقراطية في الدولة الأردنية، من خلالِ سلسلة من الأوراق النقاشية التي تناولت مواضيع التطوير والإصلاح وتحفيز الحوار الوطني والتحول الديمقراطي، سعيًا لبناء أُسس المُشاركة الشَعبية في صنع القرار، وتعزيز المجتمع المدني ودوره في مراقبة الأداء السياسي وتطويره نحو الأفضل، عبر ترسيخ ثقافة الديمقراطية في المجتمع.وشدد مسّاد على أن الأوراق النقاشية تحظى باهتمام متزايد من النخب وأهل الخبرة من أجل إبرازها وبلورة أبعادها وترجمتها على أرض الواقع وتعظيم الإفادة منها، لتُصبح خارطةً للطريق نحو المستقبل بوصفها نِبراسًا يحملُ في طياته خارطة طريقٍ لأفكار ورؤى شَاملة لعملية التطوير والبناء والإصلاح السياسي، والأدوارِ المُنتظرة من كُل جهة ومن كل القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.
وتابع: لقد وقف جلالته من خلال هذه الأوراق على أبرز التحديات الاقتصادية والحياة الحزبية والسياسية، ودور مجلس النواب والأعيان والشباب والمرأة، والنُهوض بأدوارهم وبناءِ الدولة المدنية المعززة لقيم الولاء والانتماءِ والروح الوطنية، وبناء الحاضر والمستقبل، وصون حقوق الجميع وغيرها الكثير من طروحات جلالته، لتأتي اللجنة الملكية لتحديثِ المنظومة السياسية بمخرجاتها لتعود إلى الأوراق النقاشية الملكية كخارطة طريق وبوصلة لمستقبل الدولة الأردنية بما تزخر به من مضامين عاليّة وقيّمة وفاعلة.
من جهته، أكد شاغل الكرسي الدكتور محمد العناقرة، أن هذه الأوراق النقاشية تُمثلُ حكمة جلالة الملك في معاينة الواقع بعين البصر والبصيرة، فرأى أن يشارك شعبَه رؤيتَه ورأيَه فكانت هذه الأوراق وصفا للواقع واستشرافا للمستقبل الذي يرنو جلالته، ويطمحُ أن يرتقيَ بوطنه إليه، معتبرا أنها دستور ديموقراطي ينظم الحياةَ السياسية، يبديه جلالته بمحاورة شعبه ومصارحتهم بالتحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية.
وشدد على أهمية هذه الأوراق كخارطة طريق لبناء أردن قوي بعزيمة قيادته وهمةِ أبنائه الأوفياء المحافظين على الحقوق والواجبات الملتزمين بمبدأ سيادة القانون كركيزة لكل مؤسسات الدولة وحقوق أبنائها وبنائها بناء صحيحًا، مبينا أن هذه الأوراق السبعْ التي بدأ جلالتُه بإطلاقها منذ عامِ 2012م جاءت مشتملةً على جملةٍ من المضامينْ التي شكلتْ خارطةَ طريقٍ يهتدي بها الشعبْ أفرادًا ومؤسساتْ وتسترشدُ بها الحكوماتُ المتعاقبةْ في كافةِ فعالياتها.
ورأى العناقرة إنه لفخر كبير أن يتّم تدارس هذه الأوراق في رحاب جامعة اليرموك بتنظيم من كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية والمنتدى الثقافي/ اربد والتي ضمت بين جنباتها مشاركين من كافة الجامعات الأردنية والعربية والمؤسسات والهيئات لنسطر أيقونة أردنية نفاخر بها العالم هذه الأيقونة الجميلة من الحب والانتماء والولاء والمواطنة ليعيش الأردن شامخًا عزيزًا.
وفي جلسة حفل الاشهار، التي تحدث فيها كل من الوزير الأسبق الدكتور صالح ارشيدات، والوزير الأسبق الدكتور محمد طالب عبيدات، والوزيرة السابقة ريم أبو حسان، والدكتور محمد كنوش الشرعة من قسم الدراسات السياسية والدولية في كلية الآداب / جامعة اليرموك، والدكتور محمد المقداد من كلية بيت الحكمة العلوم السياسية والدراسات الدولية / جامعة آل البيت، فيما أدارها الدكتور وصفي عقيل من قسم الدراسات السياسية والدولية.
وأكد ارشيدات أن الأوراق النقاشية الملكية السبعة، تُمثل رؤية شاملة ومتكاملة لمستقبل الأردن السياسي والاجتماعي، بوصفها مشروع الأردن النهضوي، ودعوتها إلى بناء نظام سياسي برلماني ديمقراطي يتسم بالشفافية والمساءلة، ويعزز قيم العدالة والمساواة بمشاركة الجميع، بالاعتماد على سيادة القانون وتمكين الشباب والمرأة، ويعزز التنمية المحلية من خلال اللامركزية، مع التركيز على التعليم والابتكار كسبيل لتحقيق التقدم والازدهار. إن تبني هذه الرؤية والعمل على تحقيقها يتطلب تعاونًا وجهودًا مشتركة من جميع فئات المجتمع الأردني لتحقيق مستقبل أفضل للجميع.
وشدد على أن "اليرموك" سجلت سبقا مؤسسيا أردنيا في تبني مبادرة للتعريف القريب والشامل لأهم مبادرات جلالة الملك الاجتماعية والسياسية والاستراتيجية والتي عبرت عن إرادة جلالته السامية في وضع مشروع فلسفة ومستقبل الأردن السياسي للحوار الوطني والذي استمر لسنوات إلى أن اصبح اليوم حقيقة ملموسة مرت بمراحلها الحوارية والنقاشية والصياغة من لجنة ملكية للتحديث السياسي ضمت ممثلين من مختلف الشرائح المجتمعية والمفكرين والسياسيين والشباب شكلت بعد شهرين من العمل البناء توافقا وطنيا على مخرجاتها التي مرت أيضا بمراحل التشريع والحوار والاقرار في مجلس الأمة الأردني، وأصبحت جزءا من الدستور والقوانين الأردنية.
من جانبه، شدد عبيدات على أن الهدف الرئيس لهذه "الأوراق" هو تحفيز حوار وطني مسؤول حول مسيرة الإصلاح وعملية التحول الديموقراطي والتحديث السياسي التي يمر بها الأردن، سعياً للتوافق الوطني وتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار، وإدامة عملية الإصلاح والتنمية المستدامة بديناميكية وزخم بنّاء، وإدامة التكاتف لتحقيق مستقبل مشرق للوطن.
وأثنى عبيدات على الجهود الوطنية المخلصة التي قامت بإعداد وتحرير وتبويب وإخراج وإظهار جزئي للكتاب، ففيهما بحوث وأفكار ورؤى وخطط تنفيذية قيمة جداً تصل في سموها لتشكّل بداية لخريطة طريق وطنية شاملة في مفصلي التحديث السياسي والتعليمي على وجه الخصوص، معتبرا أن الجزئيين اللذين تم تأليفهما يجب أن يشكّلا حلقة في سلسلة من الأجزاء المتواترة لهذه الغاية.
في ذات السياق، رأت أبو حسان أن إعادة نشر هذه "الأوراق"، وطرحها بين الدراسة والتنفيذ في هذا التوقيت يمثلُ قضية في غاية الأهمية، خصوصاً ونحن نأتي على تطبيق مخرجات اللجنة الملكية للتحديث السياسي، التي أضحت رؤية الدولة الأردنية في المئوية الثانية، لهو توقيت مناسب للارتباط الوثيق بينها وبين الأوراق النقاشية، التي نجد فيها أفكاراً ملكية سامية أثبتت الأيام أنها لم ولن تكون حبراً على ورق.
وتابعت: من هنا تأتي أهمية هذا اللقاء في مناقشة خارطة طريق ضمن منهج علمي محكم ومسارٍ ينطلق من الحاضر وأديباته إلى المستقبل، كما وتكشف عن الفكر الراقي والروح السامية التي صاغتها لمستقبل الأردن، قيادته الهاشمية التي أوضحت فلسفتها السياسية والعامة في الأردن ومنهجها للتحول الديمقراطي.
في المقابل، أكد الشرعة أهمية الرؤية الملكية الواضحة والشاملة للإصلاح السياسي ومستقبل الديمقراطية الأردنية من خلال هذه "الأوراق"، التي دعت إلى ضرورة تحفيز الحوار الوطني حول مسيرة الإصلاح وعملية التحول الديمقراطي بهدف بناء توافق وطني يعزز المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار.
وأكد على أن هذه "الأوراق" تشكل الإطار العام والبوصلة التوجيهية للجنة التحديث السياسي، بوصفها وثيقة مهمة لتحديد مسار العمل ورسم خارطة لمستقبل الأردن الحديث والمعاصر، كما وتشكل أداة هامة في عملية صياغة وتطوير الرؤى الاستراتيجية تساعد على تنظيم الأفكار العميقة حول مختلف القضايا، معتبرا أن هذه "الأوراق" ترسخ الديمقراطية كأسلوب حياة للأردنيين، وتدعم المواطنة الفاعلة وتعزز المشاركة الشعبية، وترسخ الهوية الوطنية للقيام بدور نشط اجتماعياً وسياسياً.
وأوضح أن الأوراق جاءت كجزء رئيسي في عملية الإصلاح السياسي التي يقودها جلالة الملك لجعل الأردن نموذجاً للأمن والأمان والاستقرار والعدالة والتقدم
على صعيد متصل، اعتبر المقداد أن الكتاب متميز نوعا وجهدا من حيث المحتوى والمضمون والتحرير والتبويب لكل محور من محاور الأوراق النقاشية، مما يؤكد تتبع نوعية الأبحاث والمشاركين من الباحثين المتخصصين في كل مجال معرفي ذو علاقة بكافة مفردات هذه "الأوراق"، مشددا على أن الكتاب سيبقى مرجعا تاريخيا وسياسيا في تناول أدبيات السياسة العامة الأردنية.
ودعا إلى متابعة وتقييم الأداء الحكومي والتشريعي لمعطيات هذه "الأوراق"، بوصفها وثيقة وطنية يتم الانطلاق منها نحو التغيير والتطوير والتقدم في جميع المجالات، بحيث تكون هذه الرؤى نقطة انطلاق وحسم في معالجة جميع القضايا المطروحة على الصعيد المحلي.
وفي نهاية الجلسة، دار نقاش موسع بين الطلبة والحضور حول مضامينها وما تضمنته من محاور وأوراق عمل.