مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، رعى عميد كلية الإعلام الدكتور أمجد القاضي، في مدرج كليتي الإعلام والأعمال، الندوة التي نظمتها الكلية، بعنوان "الإعلام الأردني: الواقع والتطلعات – حالة طوفان الأقصى"، تحدث فيها كل من وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة ورئيس التحرير المسؤول لجريدة الرأي الدكتور خالد الشقران، وادارها الدكتور زهير الطاهات من قسم الصحافة والإعلام الرقمي.
وقال القاضي إن كلية الإعلام بوصفها رائدة كليات الإعلام في المملكة، تُعد رافدا أساسيا في مسيرة الإعلام الأردني، كما وتضطلعُ بدورها الهام والرئيس في صياغة وتشكيل الرسالة الإعلامية للدولة الأردنية في إطار الرؤية الملكية السامية للإعلام، القائمة على المهنية والمساهمة الفاعلة والمؤثرة في تحقيق التنمية بمفهومها الشامل.
وأضاف يأتي تنظيم هذه الندوة الإعلامية المتخصصة، في ظل ما تشهده الأمة من ظروف صعبة، انطلاقا من فلسفة جامعة اليرموك ورسالة كلية الإعلام، إذ لا نستطيع تناول الإعلام الأردني، دون أن يكون ما يشهده قطاع غزة من عدوان سافر، جزءا من مضمون هذه الندوة، وكيف كان حضور الإعلام الأردني وفاعليته في هذا المشهد؟ .
وأشار القاضي إلى أن كلية الإعلام وفي ضوء الخطة الاستراتيجية لجامعة اليرموك، تسعى لأن تكون كلية رائدة وأكثر تميزاً على المستويين المحلي والعربي في إعداد وتأهيل كوادر إعلامية منافسة في سوق العمل، من خلال إعداد كفاءات إعلامية وبحثية مؤهلة ضمن أعلى مستويات الكفاءة والفاعلية ومعايير الجودة والمسؤولية الاجتماعية بحيث تكون قادرة على النهوض بالمؤسسات الإعلامية وحمل رسالة الدولة الأردنية.
من جهته، قال المعايطة إن الإعلام الأردن في قضايا الوطن والأمة وفي مقدمتها فلسطين، يأخذ دائما دور الصدارة، مبينا أن هذا الدور "مسنود" من موقف الدولة الأردنية بقيادة جلالة الملك، مؤكدا أن الإعلام الأردني في مثل هذه الأحداث الجارية، يأخذ دور الإعلام "المحارب" ويرفض أن يكون دوره "محايدا".
وتابع: أن سلاح الإعلام الأردني في هذه الأحداث هو الموقف الأردني من حيث القدرة على الإنجاز والإبداع في نقل الخبر وكشف زيف الاحتلال، معتبرا أن موقف الدولة الأردنية، سّهل من مهمة الإعلام، فكانا أي "موقف الدولة الأردنية والإعلام" يسيران في خطين متوازيين وهو خدمة القضية الفلسطينية، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه كلما كانت القضية التي يتعامل معها الاعلام الأردني تتم إدارتها سياسيا بشكل رفيع المستوى، كان ادائه ايجابيا وقدرته على الحضور كمصدر للخبر أكبر.
وأكد المعايطة أن ما يجري من عدوان على غزة مثال حي على ذلك، فهذه القضية محل إجماع وطني أردني رسمي وشعبي، وهناك موقف رسمي واضح وصادق في مساندة الأشقاء الفلسطينيين، وجهدٌ أردني مستغلا كل أدوات الدولة وعلاقاتها وامكاناتها لخدمة قضية غزة وفلسطين، وعليه بات لدى هذا الإعلام قوة دفع سياسية مكنته من تقديم اداء اعلامي مهني في متابعة الأحداث ووضع الناس في تفاصيل ما يجري عبر نقل مباشر وتقارير إعلامية من أرض الحدث وتحليل منطقي معقول للحدث وابعاده، وأيضا خدمة الموقف الأردني، والمساهمة في نقل معاناة الأشقاء والجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين والمستشفيات وكل غزة.
في ذات السياق، قال الشقران، إن الإعلام الأردني بوسائله وأدواته المختلفة، التقط الرسائل الملكية السامية، في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وتناولها في المواد الإعلامية، وعليه فقد كانت هذه القضية حاضرة في مختلف فنون العمل الصحفي للمؤسسات الصحفية والإعلامية الأردنية، التي كانت مواكبة للحدث أولا بأول، وتقديم الحقائق التي تكشف جرائم الاحتلال واعتداءاته المستمرة على الإنسان والأرض والبيئة والمستشفيات والمدارس ودور العبادة وكل ما هو فلسطيني.
وأضاف أن مؤسساتنا الصحفية والإعلامية في ذات الإطار كانت مواكبة للتطور التكنولوجي وتوظيف منصاتها عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، في تناول معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، ونشر الصور ومقاطع الفيديو التي توثق هذه الاعتداءات ووضعها أمام الجمهور على امتداد شبكة الانترنت، مؤكدا أنه كان لهذا الإعلام أي الأردني حضوره الفاعل في كشف التحيز الصارخ لوسائل الإعلام الغربية التي تبنت رواية الاحتلال وحاولت طمس الرواية العربية.
وتابع: كان هذا من خلال بث وسائل الإعلام الأردنية لرسائل الدولة الأردنية التي لطالما حذرت وتحذر من الاستفزازات الإسرائيلية، والتوسع في المستوطنات وتطرف المستوطنين والاعتداءات المستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، فكان الموقف السياسي الرسمي والشعبي الأردني منسجما مع الموقف الإعلامي ومواكبا له في ضرورة وقف العدوان والمجازر في غزة.
وفي نهاية الندوة، دار نقاش موسع بين الطلبة وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية حول موضوعها.