مندوبا عن وزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى، رعى المنسق العام الحكومي لحقوق الإنسان في رئاسة الوزراء نذير العواملة، بحضور رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، الاحتفال الذي نظمه مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية في جامعة اليرموك بالتعاون مع الاتحاد اللوثري الخيري، بعنوان "نشميات الهدب" بمناسبة يوم المرأة العالمي، في مبنى المؤتمرات والندوات.
وأكد العواملة في كلمة ألقاها نيابة عن الوزيرة بني مصطفى، حرص الأردن على توفير الحياة الكريمة للمواطنين الأردنيين دون أي تمييز، حيث أطلق جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، مسارات تحديث وإصلاح ثلاثية الاتجاهات بدأت بتحديث المنظومة السياسية في منتصف العام 2021 نتج عنها تعديلات دستورية وتعديلات على قانون الانتخاب وقانون الأحزاب، تضمنت جميع هذه التعديلات فرصاً جوهرية لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة والشباب وذوي الإعاقة.
وأضاف، تبع ذلك إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي في حزيران العام الماضي، وعليه قامت الحكومة بتشكيل (فريق وضع برنامج لتنفيذ مخرجات وثيقة رؤية التحديث الاقتصادي) انبثق عنه أكثر من 22 فريق قطاعي أحدها (فريق تمكين المرأة) الذي أطلق استراتيجية المرأة في التحديث الاقتصادي، كما وأطلقت الحكومة خطة تطوير القطاع العام في تموز 2022.
وأشار العواملة إلى ما تقوم اللجنة الوزارية لتمكين المرأة حالياً من وضع مسارات تنفيذية تضمن إدماج المرأة في مسارات التحديث الثلاث، مبينا أن الدستور الأردني لعب دوراً جوهرياً في صياغة حقوق الإنسان الأردني وحقوق المرأة الأردنية خاصة وتطويرها.
وتابع: على مستوى المرأة والأمن والسلام، وتفعيل قرار مجلس الأمن رقم 1325، فقد أطلق الأردن الخطة الوطنية لتفعيل هذا القرار والتي تضمنت اهدافاً تركز على الحد من العنف وتمكين النساء من الوصول لصنع القرار وتحسين الخدمات المقدمة لضحايا العنف ومواجهة التطرف، لافتا إلى أن الأردن بات قريبا من إطلاق الخطة الوطنية الثانية لتفعيل القرار الأممي حول المرأة والأمن والسلام.
في ذات السياق، أكد مسّاد في كلمته على أهمية المرأة ومَكانتها وحُضورها ودورها الفاعل والمؤثِر في المَشهد الوطني، إنْ كان على صعيد رسالتها الخالدة المُناطة بها من الله عز وجل، كأم مسؤولة عن تربية النشئ الصالح، وإعداد جيل مُخلص وصادق في انتمائه لوطنه، مُدركٌ لقضايا أمتيهِ العربية والإسلامية، أو على صَعيد ما استطاعت تحقيقهُ في مَيادين العمل العام سياسيًا وأكاديميًا وتربوياً واجتماعيًا واقتصاديًا وطبيًا وغيرها من القِطاعات.
وتابع: لقد أثبتت المرأة الأردنية بقدرتها وكفاءتها أنها على مَسافة واحدةٍ من الرجُل، وعليه فقد تمكّنت من تعظيم المُكتسبات والانجازات التي عَمّت ربوع الوطن، بل وساهمت في إسناد وتعزيز جهود التنمية إلى خارجه بما عُرف عنها من خبرة وكفاءة علمية مكّنتها من أن تصبح العلامة الفارقة والاختيار الأمثل لدى الكثير من البُلدان العربية الشقيقة والصديقة.
وأضاف لا يَخفى على أحد حَجم الدعم المُباشر الذي تلقته المرأة الأردنية وكيف تطوّرت ونهضت في عَهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ذلك الدعم الذي امتد ليشمُل التشريعات والحُقوق والمسؤوليات، فصارت المرأة هي الوزيرة والعين والنائب والقاضي، مبينا أن هذا كان استمرارًا لما هي أهلٌ له منذ نشأة الدولة الأردنية.
وأشار مسّاد إلى ما تقوم به جامعة اليرموك وسعيها الحثيث للنهوض بكل ما يُمكّن المرأة ويُساندها ويدعم ريادتها في القيام بمهامها على أكمل وجه، لافتا إلى ما تقدمه الجامعة من عون ودَعم لمركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة ليتمكن من القيام بواجباته ومسؤولياته على امتداد مساحات الوطن، وليُسهم في بناء مُجتمع يتميز بالتنوَع والديمقراطية واحترام حقوق الانسان، مجتمع تتمتع فيه المرأة بتكافؤ الفرص وسُبل التقدُّم في مختلف مناحي الحياة.
وقالت مديرة المنح والشراكات في الاتحاد اللوثري الخيري عروب الخطيب، إن العلوم والتكنولوجيا والثورة الرقمية، اتاحت فرصاً عظيمة للتعلم والاندماج المجتمعي للفتيات والنساء، مما يستدعي اقتناص هذه الفرصة السانحة لأثراء المجتمع بإمكانيات توفرها التكنولوجيا والعلوم للفتيات والنساء، وبالتالي الحصول على الأدوات التي تسمح لهن بدور أكبر في المشاركة الاقتصادية، وزيادة معدلات النمو في الناتج المحلي الإجمالي، ورفع معدل دخل الأفراد والأسر والنساء من هذا الناتج، بما يرتقي بمستويات المعيشة ويجودها.
وأضافت ان تشجيع الفتيات منذ سن مبكرة نحو دراسة العلوم واستخدام التكنولوجيا، يشكل أحد أهم مسارات التنمية البشرية المستدامة، مشيرة إلى أن توجه الفتيات نحو مسارات العلوم والتكنولوجيا يسمح لهن بالعمل لاحقا من أي مكان، كما ويوفر للمجتمع ذخيرة علمية ورقمية، تشكل بنية تحتية ضرورية، للارتقاء نحو الاستدامة العلمية والرقمية.
ورأت الخطيب أنه كلما زادت اعداد الفتيات والنساء الحاصلات على المعارف العلمية والرقمية، تزداد فرص المجتمع نفسه لتطوير أدوات وتقنيات وبرامج وأفكار رقمية، يُمكن استثمارها لصالح الجميع، خصوصا وأن شباب الأردن وفتياته يملكون القدرة والعقلية والفرصة لبصمة تكنولوجية رفيعة المستوى.
وقالت مديرة مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية الدكتورة ناديا حياصات، إن المركز وانطلاقا من خطة ورسالة جامعة اليرموك، فإنه يكرس جل اهتمامه بعمل دراسات وابحاث واوراق سياسيات تخص المرأة الاردنية في شتى المجالات، مشيرة في الوقت نفسه إلى دور المركز في احتضان ثلة من الطالبات اللواتي لديهن شغف البحث والدراسة وتدريبهن والاستفادة من الطاقات والابداعات الموجودة لديهن لتحقيق اهدافهن وصولا إلى المواطنة الفاعلة التي هي نهج الحياة المثالية.
وأشارت، إلى جهود المركز في تعزيز النهج التشاركي مع مؤسسات المجتمع المدني للارتقاء بأهدافه وغاياته وترسيخ العمل المهني المحلي المبني على تحقيق المصلحة الفضلى، مؤكدة ان سعي المركز الدؤوب للارتقاء بالمرأة الاردنية من خلال اتاحة الفرصة أمامها للمشاركة في التنمية المستدامة وتوفير فرص التطوع والابتكار والإبداع وتسهيل دخولها إلى سوق العمل.
وتضمن الاحتفال عرض فيديو حول يوم المرأة العالمي، وفقرة "والدي شهيد وأمي نشمية" التي جرى فيها استضافت سندس بكار، ابنة الشهيد فراس بكار، الموظفة في جامعة اليرموك ووالدتها السيدة هناء بني عمر.
كما وتخلل الاحتفال عرض قصص نجاح لكل من الطالبة مروة أبو عباس / ماجستير الريادة والابتكار في جامعة اليرموك، ومؤسسة مشروع "قميصي" كقصة نجاح عن مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية، والسيدة فادية ربايعة عضو جمعية غصن البان الخيرية في منطقة المخيبة.
واشتمل الاحتفال أيضا على قصيدة شعرية للشاعرة نجاح الخزاعلة، وفقرة غنائية قدمتها فرقة كورال عمادة شؤون الطلبة.
كما وعقد على هامش الاحتفال، معرضا للتراث الأردني بعنوان "حكاية نشمية" من منتوجات جمعية دحنونة الشمال السياحية، ومشاركة عددا من الجمعيات الخيرية في إربد.
إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.