رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مساد فعاليات الورشة التدريبية "استراتيجيات التدريس الإبداعية في المرحلة الأساسية" التي نظمتها كلية التربية، وكرسي الإلكسو للدراسات والبحوث التربوية بالتعاون مع مدرسة وأكاديمية التفاعل النموذجية، والتي يقدمها شاغل الكرسي الإلكسو الدكتور محمد الحوامدة.
وقال مساد إن لقاء اليوم يأتي تجسيدا لفلسفة الجامعة وأهدافها، وإخلاصا لرسالتها في خدمة المجتمع ومساهمة فاعلة في التنمية الشاملة والمستدامة، مشيرا إلى أن هذه الورشة جاءت بالشراكة مع مؤسسات المجتمع التعليمية، وذلك مساهمة من الجامعة في تطوير استراتيجيات التدريس والارتقاء بالممارسات التربوية للمعلمين في إعداد طلبة منتجين ومفكرين ومنتمين لوطنهم وفق منظومة تربوية تواكب المستجدات العلمية والتربوية.
وشدد على أن الإبداع لم يعد رفاهية بل حاجة ومتطلبا رئيسا فهو أحد مفاتيح القرن الحادي والعشرين وثرواته العلمية وكنوزه المعرفية والتكنولوجية، وأن التعليم هو ذلك الكنز المكنون، شأن المواهب المخبأة في أبنائنا والتي تحتاج إلى معلمين مبدعين قادرين على الكشف عن مكنوناتها، وتنميتها وتعزيزها من خلال توظيف استراتيجيات تعليمية وتقويمية متنوعة، مستذكرا قول جلالة الملك عبد الثاني ابن الحسين "أن قطاع التعليم قطاع استراتيجي"، و"نريد ان نرى طلبة يعرفون كيف يتعلمون؟ كيف يفكرون؟ كيف يغتنمون الفرص ويبتكرون الحلول الإبداعية لما يستجد من مشاكل، وما يتعرضون له من عقبات".
وأكد مساد أهمية تحقيق منظومة تعليم حديثة، توسع من مدارك الطلبة، وتعمق فكرهم، وتثير فضولهم العلمي، وتقوي اعتدادهم بأنفسهم، وتصل بهم إلى أفق أوسع لمجاراة متطلبات العالمين والتميز، على أجنحة من الإيمان القوي، والثقة الراسخة، والاعتزاز بهويتنا الإسلامية والعربية وتراث الآباء والأجداد.
وقال إنه عند الحديث عن استراتيجيات التدريس يجب التأكيد على حقيقة أن جودة النظام التعليمي تقاس بجودة معلميه وقدراتهم على تحفيز الطلبة والتفاعل معهم وتشجيعهم على الابتكار والتفكير النقدي الخلاق، وهذا يعتمد على إرساء أسس التدريب المستمر الذي يعزز المعارف ويصقل المهارات، حيث أن التعليم الجيد يستند إلى استراتيجيات تدريسية إبداعية لا تكتفي بتقديم المعرفة للطلبة وربطها بمعارف أخرى، بل تساعدهم على اكتشاف كيف تبنى المعرفة أساسا، أو بعبارة أخرى كيف نفكر في المعرفة؟ ليشكل ذلك نموذجا معرفيا وحالة إنسانية راقية.
بدوره ثمن عميد الكلية الدكتور أحمد الشريفين دعم إدارة الجامعة الموصول لكلية التربية مما يمكنها من تنظيم مختلف الأنشطة والفعاليات التي تدعم مسيرة الكلية وتعزز من تعاونها مع مختلف مؤسسات المجتمع المحلي، داعيا المشاركين في فعاليات الورشة الاستفادة ما أمكن من مضمونها الأمر الذي سينعكس إيجابا على أساليب واستراتيجيات التدريس الإبداعية التي يستخدمها معلمو المرحلة الأساسية.
من جانبه أوضح الدكتور محمد الحوامدة خلال الورشة أن نظريات التعليم متجددة باستمرار لكنها تعتمد على أساس ومنطلقات واحدة، وأنه لإحداث تغيير في أي موضوع تعليمي وتربوي يتطلب إيجاد علاقة واضحة لدى المتعلم بين المعرفة التي يمتلكها والاتجاهات والمهارات.
وأكد الحوامدة على أهمية أن نعلم الطالب كيف يتعلم، بصرف النظر عن الطريقة والنظرية والأسلوب والاستراتيجية المستخدمة، لأن الهدف الأساسي أن نحافظ على المبادئ الأساسية في التعليم سواء أكان الأسلوب المستخدم المعرفي أو السلوكي أو الإدراكي.
وبين أن الطلبة يختلفون في طريقة التعلم، وكيفية بناء وتنظيم التعلم، وكيفية التعبير عن التعلم، مستعرضا بعض الحقائق حول مسألة التعلم ومنها: أن عملية التعلم تستوجب معالجة المعلومة والتدرب عليها، وأن التعلم هو نشاط جماعي تفاعلي، عملية التعلم تختلف من شخص إلى آخر، وللعواطف دور حيوي في عملية التعلم، وأن الرغبة في استقصاء الحقائق وفهم الأشياء أمر فطري، وأن الكفاءة الذاتية حافز للتعلم، وأن التوقعات تؤثر على عملية التعلم، والتغذية الراجعة تسهل عملية التعلم.
وفي نهاية الورشة التي حضرها نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية الدكتور موفق العموش، ومدير المدرسة النموذجية الدكتور محمد المومني، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية، وعدد من المعلمين والمعلمات، أجاب الحوامدة على أسئلة واستفسارات الحضور.