إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.
قال الدكتور عدنان مخيبر مجلي عالم الأدوية ورئيس مجلس إدارة "مجموعة مجلي للاستثمار" في الولايات المتحدة الأمريكية إن النظام والبيئة والاستثمار الاستراتيجي هو ما ينقص مجتمعاتنا العربية لتسير على سكة الابداع والتقدم والازدهار، وهذا ما يفسر إبداع العلماء العرب في البلدان الغربية وليس في بلادهم العربية، وأن الأفكار الريادية والبحث العلمي والملكية الفكرية هما الممر الأول لرفع شأن الأمم.
وأكد خلال حفل تكريمه، الذي نظمه نادي خريجي جامعة اليرموك باعتباره أحد خريجي جامعة اليرموك المتميزين بحضور، رئيس مجلس أمناء جامعة اليرموك الدكتور خالد العمري، أن عبقرية العلماء والباحثين تكمن في قدرتهم على ربط نتائج البحث العلمي باحتياجات سوق العمل العالمي، ومن هنا جاء اهتمامي بالعمل في العالم العربي من أجل ترجمة البحث العلمي والافكار الريادية إلى واقع اقتصادي يكون له أثر كبير على الاقتصاد العربي والمنطقة ككل، وذلك من خلال الاستثمار في الملكية الفكرية لتقديم منتجات محمية في القانون العالمي، يكون لها مردودا اقتصاديا كبيرا يعود بالنفع على اقتصاد المنطقة.
وشدد مجلي على أن جامعة اليرموك هي البيت الذي احتضنه وأمده بالأساس المتين الذي استند عليه في كل مرحلة من مراحل دراسته وحياته العملية والبحثية، فكانت البيئة الحاضنة له كعالم وباحث، والبيت الأول الذي لا يتوقف الحنين إليه ولا ينضب، لاسيما وأنها الجامعة التي شهدت ميلاد العديد من العلماء والكفاءات العلمية والادبية والثقافية، وكانت حاضنة للمبادرات الريادية التي وصلت إلى العالمية، معربا عن شكره وتقديره لهذه اللفتة الكريمة من جامعة اليرموك ونادي خريجيها.
واستعرض خلال الحفل محطات حياته العلمية، وتاريخ انشائه لشركته في الطب البحثي التطبيقي والتي صدر عنها أكثر من ثلاثين دواء جديدا في مراحل التطوير والتسويق لأمراض القلب، والسكري، والزهايمر والسمنة، والصحة بشكل عام، لافتا إلى أنه يعمل الان على البحث في جينات الحياة والاليات البيولوجية المسؤولة عن ترميم خلايا الجسم وأعضائه، بما يتيح للإنسان عيش أطول فترة ممكنة وهو بصحة جيدة، وذلك من خلال تفعيل دور الخلايا الجذعية في ترميم وإصلاح أي أعضاء تتعرض للإصابة بالأمراض الأمر الذي يمكن من خلاله الاستغناء عن عمليات زرع الاعضاء في المستقبل، مشيرا إلى ان الاستثمار التقليدي فشل في خلق مشاريع مستدامة في بلادنا الأمر الذي يفرض علينا التفكير في شكل جديد للاستثمار يتناسب مع الاسواق الاقليمية والدولية والنامية، موضحا أهمية الاستثمار في الأمن الدوائي بإنشاء مراكز لفحص سلامة وملائمة وفعالية الأدوية في المنطقة العربية وشمال افريقيا، لاسيما مع آخر ما توصلت إليه الدراسات العلمية في أن الأدوية التي تناسب شعبا ما قد لا تناسب شعبا آخر بسبب الاختلافات الجينية بين الشعوب.
وأكد رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي أن اليرموك قاعدة علمية ينطلق منها المبدعين والعلماء إلى أعالي السماء، معربا عن فخر جامعة اليرموك بخريجيها المتميزين ممن أثبتوا حضورهم وريادتهم العلمية محليا وعربيا وعالميا، داعيا خريجي الجامعة لدعم مسيرة التطور التي تشهدها اليرموك في كافة المجالات الأكاديمية، بما يتيح لها الوصول إلى العالمية، ويحافظ على سمعتها ومكانتها المرموقة بين الجامعات في المنطقة، مشيرا إلى امكانية التعاون بين جامعة اليرموك ومجموعة مجلي للاستثمار في مجال اجراء البحوث العلمية التطبيقة وخاصة في مجال الصناعة الدوائية من خلال كلية الصيدلة في الجامعة.
من جانبه قال الرئيس الفخري لنادي خريجي جامعة اليرموك الدكتور سلطان أبو عرابي إن جامعة اليرموك كان لها الفضل الكبير في تقدم ونمو محافظات الشمال، ولا سيما مجتمع محافظة اربد، كما لها الفضل على خريجيها الذين تجاوز عددهم منذ نشأتها عشرات الالاف، والذين سطروا بتميزهم قصص نجاح على المستوى المحلي والعربي والعالمي، وكانوا خير سفراء لها على اختلاف مناصبهم ومجالاتهم العلمية، داعيا خريجي الجامعة المبدعين على التواصل الدائم مع جامعتهم الأم ودعمها لتبقى منارة للعلم ومصنعا للريادة والابداع.
بدوره قال رئيس نادي خريجي الجامعة الدكتور عصام العزام إننا نحتفل اليوم بعالم يرموكي صنع لنفسه ولأمته ولجامعته مكانا ساميا، وسمعة طيبة في فضاء المجد والفخار العالمي، فهو يعتبر ثروة قومية حقيقية حق لكل عربي أن يفخر بها ويعتد، رفتا إلى انه ومنذ أن أصدر الملك الحسين طيب الله ثراه أمره السامي بإنشاء جامعة اليرموك في الأول من حزيران عام 1975 كانت رغبته أن تصبح هذه الجامعة رافدا للعلم والعلماء، وأن تحدث ثورة شاملة في بناء الإنسان، حيث كان يؤمن جلالته بأن الإنسان هو محور التطور والنهوض والتقدم في جميع الأوطان، فأولى جامعة اليرموك عناية فائقة، وأصدر أوامره السامية إلى الحكومات المتعاقبة بأن ترفد الجامعة بكل ما تحتاج إليه من مرافق، وكفاءات أكاديمية وعلمية وإدارية، واستقدام ما تحتاج إليه من علماء وخبراء من الدول المتقدمة حتى تنطلق الجامعة انطلاقة قوية، وتأخذ مسارها الصحيح.
وقال إن العالم مجلي يعتبر إحدى ثمار اليرموك التي أهدتها للإنسانية، حيث تمكن من دخول طبقة العلماء الأكثر تأثيرا، وله إنجازات واختراعا متميزة في ميدان الأدوية والحلول الطبية.
وحضر حفل التكريم نائبا رئيس الجامعة الدكتور أحمد العجلوني، والدكتور فواز عبد الحق، والنائب مصطفى ياغي، وعدد من العمداء وأعضاء الهيئة التدريسية والمسؤولين في الجامعة.