- أبو قديس: نقفُ أمام لحظة تاريخية لإعادة صياغة منظومة التعليم من حيث الأهداف والمضامين
- ربابعة: التعلم الإلكتروني.. لم يعد خيارًا بل ركيزة أساسية لبناء الإنسان القادر على المنافسة عالميًا
- المخزومي: "المؤتمر" يعزز دور "اليرموك" الريادي لأن تكون رافداً في إثراء الحركة العلمية بالمنطقة
رعى وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الأسبق الدكتور محمد أبو قديس، بحضور القائم بأعمال رئيس جامعة اليرموك الدكتور موسى ربابعة، افتتاح فعاليات المؤتمر الأول لمركز التعلم الإلكتروني ومصادر التعليم المفتوحة في جامعة اليرموك، الذي ينظمه "المركز" على مدار يومين في مبنى المؤتمرات والندوات، بعنوان "تمكين العقول وإطلاق الطاقات: رسم مستقبل التعلم الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، بمشاركة خبراء وباحثين من مختلف الدول العربية.
وأكد أبو قديس، في كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر، أن هذا المؤتمر يعكسُ بوضوح ما نتطلع إليه بتعليم حديث، شامل مرن عابر للحدود، لافتا إلى أننا لا نتحدث عن أدوات تعليمية فحسب، بل عن منظومة متكاملة تعيدُ تشكيل العلاقة بين المتعلم والمعرفة، وتعيدُ تعريف دور المؤسسات التعليمية في عصر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
ورأى أن التحول إلى التعلم الالكتروني بنوعيه (عن بُعد/المدمج) لا يكفي، بل يجب اعتماد التعلم الالكتروني وفق أفضل الممارسات التربوية والتقنية التي تجمع ما بين مرونة التكنولوجيا وعمق التفاعل البشري، وتوظيف أدوات التعليم المستمر، واشراك الطلبة في صناعة تعلمهم بطريقة تفاعلية تغذي مهارات التفكير والتحليل.
وأشار أبو قديس إلى أننا امام لحظة تاريخية لإعادة صياغة منظومة التعليم، ليس فقط من حيث الأدوات، بل من حيث الأهداف والمضامين، مشددا على ضرورة التحلي بالجاهزية ليس للمستقبل فقط بل للحاضر الذي يتغير يوميا، وأن نستخدم التقنية والذكاء الاصطناعي لا لنتنازل عن دور الانسان بل لنُمكن الإنسان من التعلم بعمق وحرية وتميز.
من جهته، أكد ربابعة أن التعلم الإلكتروني لم يعد خيارًا ثانويًا، وإنما ركيزة أساسية في بناء الإنسان القادر على المنافسة عالميًا، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يُشكّلُ منصة فريدة لتبادل الرؤى والخبرات، وتوحيد الجهود بين المؤسسات التعليمية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، لوضع استراتيجيات عملية تقود منطقتنا نحو تعليم رقمي متطور، منفتح، وشامل.
وتابع: أن تمكين العقول لا يتحقق إلا بإتاحة المعرفة للجميع، وكسر الحواجز الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية أمام التعلم، موضحا أن إطلاق الطاقات يعني منح الطلبة والكوادر بيئات تعليمية محفّزة، وأدوات تكنولوجية متطورة، وفرصًا للإبداع والابتكار بلا حدود.
وأشار ربابعة إلى أنه وفي ضوء ما يشهده العالم من تحولات رقمية هائلة، نجد أنفسنا أمام مسؤولية تاريخية تكمنُ في إعادة صياغة مفهوم التعليم بما يتناسب مع تحديات المستقبل وطموحات الأجيال الصاعدة، مشددا على ضرورة الوعي بأن التكنولوجيا وحدها لا تكفي، بل يجب أن يقترن استخدامها برؤية إنسانية تضع المتعلم في قلب العملية التعليمية، وتراعي تنوعه الثقافي والاجتماعي، وتمنحه فرصًا متساوية للنمو والتميز، لضمان نجاح رسم مستقبل التعلم الإلكتروني في منطقتنا العربية.
بدوره، ألقى مدير "المركز" الدكتور علاء المخزومي، كلمة أكد فيها إيمان "اليرموك" بدورها الريادي، وسعيها لأن تكون رافداً لإثراء الحركة العلمية في المنطقة، عبر تبني مشاريع رقمية تحقق العدالة في الوصول إلى المعرفة، وتعزز البحث العلمي المشترك، وتربط بين النظرية والتطبيق في بيئات التعلم الذكية، مبينا أن التعلم الإلكتروني هو الطريق الأمثل لإثراء التعلم بالممارسة والتعلم بالنمذجة والتعلم بالتتلمذ.
وخلال فعاليات الافتتاح، ألقى المتحدث الرئيسي بالمؤتمر، نائب رئيس الجامعة العربية المفتوحة الدكتور عمر الجراح، محاضرة حول استخدام الذكاء الاصطناعي كمحرك أساسي في التحول الرقمي في قطاع التعليم العالي، بيّن فيها مفهوم الذكاء الاصطناعي، ومراحل تطوره عبر السنين، وتأثيره على الاقتصاد العالمي، مؤكدا على أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي مما يتطلب التحول الكامل في البيئة التعليمية وتدريب الأساتذة والطلبة، وتغير في طرق التدريس وطرق التعلم وكيفية تعريف الطالب.
وتضمنت فعاليات المؤتمر في يومه عقد جلسة حوارية بعنوان "الذكاء الاصطناعي في التعليم"، وورشة عمل بعنوان "تجربة التعليم التفاعلي: كيف ندمج الألعاب لزيادة التفاعل والتحفيز"، بالإضافة إلى جلستين علميتين الأولى بعنوان "واقع التعلم الإلكتروني والتقييم الرقمي"، والثانية بعنوان "الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعلم الإلكتروني".