حقق فريق بحثي من جامعة اليرموك إنجازًا بحثيًا يتمثل في نشر طلب لبراءة اختراع جديدة لدى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي بعنوان "تركيبة خرسانية تحتوي على مركبات ثيول/كبريتيد".
ويضم الفريق البحثي الدكتور فارس مطالقة من قسم الهندسة المدنية في كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية، والأستاذ الدكتور محمد زيتون والدكتور يزن العكام من قسم الكيمياء الطبية وكيمياء العقاقير في كلية الصيدلة.
وتناولت براءة الاختراع التي تم نشرها من خلال قسم نقل التكنولوجيا في عمادة البحث العلمي والدراسات العليا، تطوير تركيبة خرسانية معدّلة تحتوي على مشتقات الكحول-الثيولي ومركبات مشتقة من السيستين، بهدف تعزيز المقاومة الميكانيكية للخرسانة بنسبة قد تصل إلى 50٪ مقارنة بالخرسانة التقليدية وتحسين المتانة في البيئات القاسية، عبر آليات تعمل على تسريع تفاعل الاسمنت من خلال تقليل محتوى الماء المطلوب في الخلطة، وبالتالي تحسين الكثافة والخواص الإنشائية والحد من استخدام كميات الاسمنت دون التأثير على الأداء الإنشائي.
ووفقًا للدراسة، فإن إضافة نسب قليلة من هذه المركبات العضوية إلى الخلطة الخرسانية يُحسّن من تفاعل الإسمنت ويوفر وسطُا قلويًا فعالًا يعزز خصائص الارتباط والتماسك ويُقلل من فقدان الماء.
وأظهرت نتائج الاختبارات أن استخدام مشتقات السيستين والكحولات الثيولية قبل دمجها ضمن الخلطات الخرسانية تعمل على تحسين الأداء الإنشائي للخرسانة ورفع مقاومتها للكسر بعد 7 - 28 يومًا من المعالجة.
وأكد الفريق البحثي أن هذا الإنجاز يعكس التكامل الحقيقي بين العلوم الهندسية والصيدلانية، بوصفه أحد نماذج البحث التطبيقي متعدد التخصصات الذي تسعى الجامعة إلى دعمه، كما وأن استخدام مشتقات الأحماض الأمينية في مواد البناء يفتح أفقًا جديدًا لاستخدام هذه المواد في الصناعة الإنشائية بهدف تحسين الخصائص المختلفة للخلطات الخرسانية.
ووفق الفريق البحثي فإن هذا العمل البحثي يمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون البنّاء بين تخصصي الصيدلة والهندسة، إذ يُتيح دمج الخبرات في تصميم الجزيئات وتقييم سلوكها في البيئات الإسمنتية إنتاج تركيبة فريدة ذات تطبيقات واعدة في مجال الإنشاءات المستدامة.
يذكر أن عمادة البحث العلمي والدراسات العليا تعكف حالياً على تسويق هذه البراءة والبحث عن شركاء صناعيين واستثماريين لتحويل التركيبة إلى منتج تجاري قابل للتطبيق في قطاع البناء والتشييد، بما يسهم في دعم الاقتصاد المعرفي وتعزيز دور الجامعة في الابتكار وريادة الأعمال.

إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.