ضمن احتفالات جامعة اليرموك بعيد الاستقلال الـ 79، نظمت كلية الفنون الجميلة معرضا للفن الجداري لطلبة قسم الفنون التشكيلية بعنوان: "على جدراننا... يرسم الاستقلال"، أمام مبنى الأمير الحسين بن عبد الله الثاني.
واشتمل المعرض على أكثر من 25 لوحة جدارية تم تنفيذها بأحجام ضخمة، وباستخدام تقنيات متعددة مثل الألوان الزيتية، الأكريليك، والوسائط المختلطة، عبّرت عن موضوعات وطنية وإنسانية وثقافية متنوعة، عكست الحس الفني العالي لطلبة القسم.
ومن بين الموضوعات التي تناولتها الجداريات، تجسيد معركة الكرامة، والمعارك البطولية التي خاضها الجيش العربي الأردني، وفكرة الشهادة، إضافة إلى مشاهد من التراث الأردني مثل وادي رم، البترا ، بوابة جرش، والبادية الأردنية من خلال توثيق حرفة نسج البُسط التقليدية.
كما وعالجت بعض الأعمال قضايا إنسانية واجتماعية، واقتصادية، في حين تم تنفيذ جداريات أخرى لتتناسب مع المواقع التي اختيرت لها في عدد من كليات الجامعة، بناءً على دراسات تصميمية تراعي طبيعة المكان والسياق البصري المحيط به.
وخلال تجواله في المعرض ولقائه الطلبة، أكد رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، على أهمية هذه المبادرات الإبداعية الوطنية التي تُسهم في إثراء المشهد البصري داخل الجامعة، وتعكس مدى التقدم الذي تحققه كلية الفنون الجميلة في تطوير مخرجاتها الأكاديمية والإبداعية، شاكرا الطلبة على جهودهم الفنية الراقية، ولأساتذتهم الذين أشرفوا على تنفيذ هذه الأعمال المتميزة.
وقال عميد الكلية الدكتور علي الربيعات، إن هذا المعرض يهدف إلى تأكيد الدور الحيوي لطلبة قسم الفنون التشكيلية في تجسيد الهوية الوطنية من خلال الفن، وإبراز قدرتهم على توظيف الجداريات كوسيط بصري يحمل رسائل فكرية وجمالية وثقافية.
وأضاف الكلية تسعى من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز حضور الفن في الفضاء العام، وترسيخ الهوية الوطنية كقيمة حضارية، وتفعيل الشراكة مع مختلف كليات الجامعة والمجتمع المحلي عبر مشاريع فنية هادفة، تُحوّل المساحات الجامعية إلى بيئات إبداعية نابضة بالحياة والمعنى.
من جانبه، المشرف على المعرض أوضح الدكتور محمد سالم، أن اللوحات الجدارية تُعد من العناصر الأساسية التي تُسهم في تعزيز التكوين الحضاري والبصري لبيئة الجامعة، لما تحمله من قيم تشكيلية وجمالية ومضامين فكرية ووطنية.
وتابع: هي ليست مجرد أعمال فنية تزيينية، بقدر ما هي سجلًا مرئيًا يوثق الأحداث والرموز التي تعبّر عن الهوية الوطنية، وتسهم في تنمية الذائقة الجمالية لدى الطلبة والمجتمع الجامعي على حد سواء، مشيرا إلى أن هذه الجداريات، التي تم تنفيذها بعناية ودراسة مسبقة، تعكس وعي الطلبة الفني وقدرتهم على تقديم رؤى بصرية تتناغم مع طبيعة الأماكن التي وُضعت فيها، مما يجعلها إضافة نوعية ومصدر إلهام داخل الحرم الجامعي.

إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.