مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية الدكتور يوسف عبيدات، افتتاح فعاليات الندوة الحوارية بعنوان "الخدمات البلدية والتنمية المجتمعية المستدامة"، وعرض نتائج استطلاع الرأي الذي نفذه مركز دراسات التنمية المستدامة حول "رضا القاطنين في مناطق بلدية بني عبيد عن الخدمات التي تقدمها البلدية".
وقال عبيدات إن جامعة اليرموك كانت على الدوام منارة إشعاع علمي وحضاري، ومركزا للتنوير وصقل المعرفة، وحققت تميزا مشهودا في برامجها التدريسية على اختلاف مراحل الدراسة وحقول العلم، في تبنيها للبحث العلمي التطبيقي، وخدمة المجتمع.
وأكد أن "اليرموك" تمضي في إنفاذ رؤيتها وتحقيق رسالتها، على الرغم مما تواجهه من تحديات بهمة أبنائها، وأنها قادرة على تحويل التحديات إلى فرص سانحة، وفضاءات مضيئة.
وشدد عبيدات على أن البلديات تعد من أهم الجهات المحلية التي تلعب دورًا محوريًا في تعزيز التنمية المجتمعية المستدامة، بوصفها حلقة الوصل ما بين الحكومة والمجتمع المحلي، كما وتقدم مجموعة متنوعة من الخدمات التي تسهم في تحسين الحياة اليومية للمواطنين، من خلال عملها على تحسين البنية التحتية الأساسية، وإدارة عمليات جمع النفايات وإعادة التدوير، بوصفه أمرا حيويا للحفاظ على البيئة والحد من التلوث، وجزءا أساسيا من استراتيجيات الاستدامة التي تتبناها الدولة الأردنية.
مدير المركز الدكتور عبد الباسط عثامنة، أشار إلى أن البلديات تلعب دورًا محوريًا في تحسين جودة الحياة للناس، كما وتواجه العديد من التحديات التي تؤثر على قدرتها في تقديم خدماتها بالشكل المطلوب، من حيث الإمكانيات المحدودة، سواء من حيث الميزانية أو الموارد البشرية التي تقف حائلًا أمام تنفيذ مشاريع كبيرة أو حتى صيانة البنية التحتية بالشكل المثالي، بالإضافة إلى الزيادة السكانية المضطردة التي تضغط على الخدمات الأساسية التي تقدمها البلديات، في وقت تتزايد فيه احتياجات المواطنين بشكل مستمر لخدمات البلديات.
وأكد على ضرورة تفهم متلقي الخدمات للبيئة والظروف التي تعمل فيها البلديات لإنصاف دورها، وضرورة حشد كل تأييد لها، كي تتمكن من أداء مهامها على أكمل وجه، بما يضمن تحسين الخدمات وتلبية احتياجات المجتمع.
وخلال فعاليات الندوة، تم عرض نتائج استطلاع الرأي حول "رضا القاطنين في مناطق بلدية بني عبيد عن الخدمات التي تقدمها البلدية".
وشمل الاستطلاع 784 مواطنًا في مناطق بلدية بني عبيد، بهدف قياس رضاهم عن مستوى الخدمات التي تقدمها البلدية.
وقد أظهرت النتائج وجود وعي مجتمعي جيد فيما يتعلق بالنظافة، إذ لاحظ 65.3% من السكان التزامًا ملحوظًا من قبل الأهالي بإخراج النفايات ووضعها في الأماكن المخصصة، فيما أكد 60% من المشاركين توفر حاويات للنفايات على مسافة 100 متر أو أقل من مساكنهم، مما يسهل عملية التخلص من هذه النفايات.
كما وذهب 68,6% ممن شملهم الاستطلاع، إلى أن عدد الحاويات في مناطق سكناهم لا تتناسب وعدد السكان والمساكن فيها، فيما أكد 49,2% أن الحاويات تتوزع بشكل ملائم في مناطق سكناهم.
في ذات السياق، أبدى 24,7% ممن شملهم الاستطلاع رضاهم عن وجود مقاطع تصريف مياه الأمطار في مناطقهم.
في ذات السياق، رأى 27% ممن شملهم الاستطلاع، أن مستوى التواصل مع البلدية كان ضعيفا.
وبالرغم من أن أكثر من نصف السكان (51%) الذين شملهم الاستطلاع، وصفوا مستوى النظافة في مناطقهم بالمقبول في حده الأدنى، إلا أن الأغلبية منهم أيدت فكرة فرض عقوبات إضافية على المخالفين في مجال النظافة بنسبة (78.4%)، ما يعكس رغبة المواطنين في تحسين الوضع البيئي.
كما وأظهرت النتائج أن 64.8% من المواطنين يعتقدون أن مستوى الإنارة في مناطقهم مقبولا، وهو ما يعكس الحاجة لتحسين بعض الجوانب في هذا المجال، فيما أكد 62.5% من المشاركين أن توزيع الخدمات بين المناطق كان مقبولًا أيضا، في مؤشر إيجابي على العدالة في تقديم الخدمات.
وفيما يتعلق بموضوع النفايات، أظهرت النتائج أن 33.5% من المواطنين يؤكدون أن البلدية تستخدم معدات وتقنيات حديثة لجمع النفايات، مما يشير إلى الحاجة الملحة لتحديث المعدات والأساليب التي تُجمع من خلالها النفايات، كما أبدى 38% من السكان رضاهم عن رفع النفايات بشكل يومي، وهو ما يعني أن هناك تراكمًا للنفايات في بعض المناطق احيانا.
ولفت الاستطلاع إلى أن 48.9% من المشاركين فيه لاحظوا وجود عمليات عبث أو تخريب أو سرقة أو إشعال لنار بالحاويات، وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات لحماية الممتلكات العامة، فيما أشار 64.3% من المشاركين إلى أن الشوارع والبنية التحتية في مناطقهم متهالكة، وأكد 38.4% فقط أن خدمات صيانة الطرق والمرافق العامة مقبولة.
في حين أبدت نسبة (30.7%) من المواطنين عدم الرضا من قلة اهتمام البلدية بالمشاريع البيئية والمشاريع الخضراء، في إشارة إلى الحاجة الملحة لتعزيز الجهود البيئية وتنفيذ مشاريع تساهم في استدامة المنطقة.
وفيما يخص تأثير استحداث بلدية بني عبيد على تحسين الخدمات، أشار 24.7% من المشاركين في الاستطلاع إلى أن هذا الاستحداث لم يؤدِ إلى تحسن ملموس في مستوى الخدمات المقدمة، في حين رأت غالبية المستطلعين بأن قرار استحداث البلدية كان له آثاره الإيجابية الملموسة على الخدمات المقدمة لهم، ما يفرض تعزيز الجهود المؤسسية لتطوير الأداء البلدي.
وأظهرت نتائج الاستطلاع صورة مختلطة لرضا السكان عن الخدمات المقدمة من بلدية بني عبيد. ورغم وجود جوانب إيجابية في التزام السكان بالنظافة العامة، فإن هناك تحديات كبيرة في مجالات البنية التحتية، وصيانة الطرق، وإدارة النفايات، وعليه بات على البلدية التركيز والاهتمام بتحسين جودة الخدمات المقدمة، بما في ذلك تطوير تقنيات إدارة النفايات، وصيانة الطرق والبنية التحتية، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على النظافة.
وتم خلال الندوة أيضا، عقد جلسة بعنوان "دور البلديات في تقديم الخدمات والتنمية المجتمعية المستدامة"، تحدث فيها كل من رئيس لجنة بلدية بني عبيد المهندس جمال أبو عبيد، والمدير المالي في بلدية الوسطية أحمد عبنده، اللذين استعرضا أبرز المشاريع والأفكار المستقبلية التي من شأنها المساهمة في تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة.
كما وعرض كل من أبو عبيد وعبنده، أبرز التحديات التي تواجه البلديات وفي مقدمتها التمويل المالي للمشاريع الخدمية المختلفة.