نظمت كلية الأعمال في جامعة اليرموك، وبالتعاون مع هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، مبادرة توعوية بعنوان "أسبوع اليرموك للتوعية بالنزاهة"، بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الفساد، بحضور رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، ورئيس مجلس الهيئة الدكتور مهند حجازي.
وقال مسّاد إن إطلاق هذه المبادرة، ضمن مساق "مهارات القيادة والريادة والابتكار، يعُكس التزام جامعة اليرموك في تعميق المعاني الوطنية وغرس القيم السامية المتمثلة بالنزاهة والصدق والأمانة، مشددا على أهمية الدور الذي تلعبه “الهيئة" كمؤسسة وطنية رائدة تقوم بمكافحة الفساد وأشكاله، وتطويقه، وعزله، ومنع انتشاره والحد من آثاره، والمحافظة على الموارد الوطنية.
وأشار إلى أن "اليرموك" تلتقي مع "الهيئة" في الرؤية والأهداف المتمثلة بتعزيز القيم الإنسانية، وإعداد جيلٍ واعٍ مسؤولٍ وقادرٍ على مواجهةِ التحديات وبناء وطنٍ مزدهر، من خلال تفعيل منظومة النزاهة الوطنية وترسيخ قيم النزاهة ومعايير السلوك الفردي والمؤسسي، وتأصيل قيم الحوكمة الرشيدة وسيادة القانون والشفافية والمحاسبة والمساءلة والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، وبالتالي التأسيس لبيئة مناهضة ورافضة للفساد.
وأوضح مسّاد أن الفساد معضلةٍ أخلاقية تهدد النسيج المجتمعي، وعليه تأتي هذه المبادرة الطلابية بأسلوب جديد تقوم على المشاركة والتفاعل المباشر في عملية التوعية من خلال سلسلة الأنشطة التفاعلية التي تعزز قيم النزاهة وتحلل أضرار الفساد على جميع المستويات.
من جهته، قال حجازي إن الشباب هم سفراء للهيئة في ترسيخ ونشر مفاهيم النزاهة لدى أقرانهم، كما وأنهم شريك أساسي في مكافحة الفساد ونبذ أفعاله، بوصفه واجبا وطنيا مقدسا، مشيرا إلى أن النزاهة ليست مصطلحا مستحدثا، وإنما هي قيم أخلاقية متجذرة، يجب أن تكون راسخة داخل كل إنسان لتنعكس على معاملاته اليومية وحياته العملية، فالنزاهة ليست خيارا إنما متطلبا أساسيا، يجب أن تسود في كافة القرارات المهنية الشخصية، مؤكداً على أن التحلي بالأخلاق المهنية ليست مجرد إلتزام قانوني، وإنما هي حجر الزاوية لبناء الثقة مع المواطنين والمجتمع.
ونوه إلى أن "الهيئة" في مجال مساعيها لتعزيز النزاهة الوطنية والوقاية من الفساد، أطلقت حاضنة ابتكارية للنزاهة ومكافحة الفساد وهي منصة إلكترونية لاستقبال مقترحات الشباب وأفكارهم الإبداعية لاحتضانها وترجمتها إلى واقع يساهم في تحقيق أهداف الهيئة ورؤيتها.
ولفت حجازي إلى أن الهيئة ستطلق قريباً مؤشر النزاهة الوطني بالتعاون مع عدد من الشركاء الوطنيين، والذي كان للشباب دور فاعل وحقيقي في إنجاحه بنسخته الأولى، معرباً عن أمله بأن يكون للشباب دور أكبر في المؤشر الذي يعتبر أداة لقياس مستوى امتثال مؤسسات الإدارة العامة لمعايير النزاهة الوطنية والمتمثلة بسيادة القانون والمساءلة والمحاسبة والشفافية، والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، والحوكمة الرشيدة.
وأعرب حجازي عن شكره وتقديره لجامعة اليرموك والقائمين على هذه المبادرة التفاعلية الموجهة للطلبة، مؤكداً على أهميتها في حث الشباب والطلبة على أداء دورهم بفاعلية وتمكينهم من وضع بصمة إيجابية تجاه مجتمعهم، بوصفهم قادة المستقبل، وإن مسؤوليتهم لا تقتصر فقط على فهم القوانين، وإنما على ضمان تطبيقها بعدالة وإنصاف.
بدوره أكد نائب عميد كلية الأعمال الدكتور خلدون الداود، أن تنظيم الكلية لهذه المبادرة يأتي تجسيدا لرؤية الكلية في ربط التعليم الأكاديمي بالقيم الإنسانية والوطنية، بحيث تسهم هذه المبادرة في تعلم قيم النزاهة ومكافحة الفساد، والمشاركة بفعالية في استنتاج الحلول وتعزيز الوعي المجتمعي، سيما وان النزاهة ليست مجرد مفهوم يُدرس، وإنما أسلوب حياة وأساس للنجاح في أي قطاع من قطاعات الحياة.
في ذات السياق، شددت منسقة المساق ومشرفة المبادرة الدكتورة خلود الزعبي، على أهمية دور الطالب الجامعي في تعزيز الوعي المجتمعي بمفهوم النزاهة وأهمية تطبيق معاييرها في الحياة اليومية.
ولفتت إلى أن هذه المبادرة التي تأتي بمشاركة 900 طالب وطالبة من طلبة المساق، تتضمن مجموعة من الورش التفاعلية بالتنسيق مع قسم التوعوية في "الهيئة"، إضافة إلى ورش عمل وأنشطة تفاعلية مع الطلبة، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تمثلُ نموذجا فريدا يجمع بين التعليم التوعوي والتفاعلي، من خلال تطوير برنامج تفاعلي شامل.