رعى محافظ البنك المركزي الأردني الدكتور عادل الشركس، بحضور رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، حفل تكريم أوائل الفوج 45 من خريجي الجامعة، الذي نظمه نادي الخريجين/ إربد، في مدرج الكندي.
وقال الشركس في كلمته، إننا نحتفل اليوم بتكريم كوكبة متفوقة ومبدعة من أبناء وبنات الوطن، مشددا على أن "اليرموك" ليست مجرد مؤسسة تعليمية فحسب، وإنما هي منظومة قيم متكاملة، وحاضنة للمواهب وموطنا للعلم، وفضاء تتسارع فيه وتيرة الإبداع العلمي، وتتفتح فيها العقول وتنار فيها المدارك في أفق التميز، وتتسامى كأيقونة من أيقونات التعليم العالي والبحث العلمي في أردننا الغالي، مؤكدا فخره واعتزازه بأنه أحد خريجيها.
ولفت إلى أن هذا اليوم ليس تكريم للمتفوقين من الطلبة، وإنما هو يوم استثنائي للآباء والأمهات وقلوبهم يملؤها الفخر والسرور بإنجاز فلذات أكبادهم، بعد أن كانوا الداعم الأول والمحفز الأساس لهم، فاليوم يجنون ثمار جهدهم في نجاحهم وتفوقهم، مثمنا دور أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية ممن ساهموا بتسليح هؤلاء الخريجين بأكبر قدر من المعارف والعلوم، وزودوهم بالمهارات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح في سوق العمل.
وخاطب شركس الخريجين قائلا: نرى فيكم جيلا واعيا وطموحا، متسلحا بالمعرفة والقيم، مستعدين للانتقال من مرحلة التعليم إلى مرحلة العطاء والمساهمة في بناء المجتمع، حيث تتطلب هذه المرحلة منكم استمرارية في التدريب والتعليم وبناء القدرات.
وعن التحديات التي تواجه الخريجين، أشار إلى أن العالم اليوم يمر بتغيرات سريعة ومتلاحقة، والمعرفة تتطور بشكل مستمر وكثيف، الأمر الذي يتطلب منهم أن يكونوا على استعداد للتكيف والتحسين المستمر لمهاراتهم، للبقاء دائما في طليعة مجالاتهم، مشددا على أن التعلم لا ينتهي بانتهاء المرحلة الجامعية، إنما هو رحلة مستمرة تستمر معهم طوال الحياة.
وشدد الشركس على أننا نسير في أجندة الإصلاحات الاقتصادية دون انقطاع، لا سيما على صعيد تمكين الاقتصاد الوطني من النمو بوتيرة أعلى، وتسهيل الوصول للتمويل، ومرونة سوق العمل، وجذب الاستثمار الأجنبي، إلى جانب مواصلة الضبط المالي، وبما يتوافق مع رؤية التحديث الاقتصادي (2023-2033) التي تمحورت حول شعار "مستقبل أفضل.
ودعا الشباب في خضم الأوضاع الاقتصادية الدولية غير المواتية، إلى أن يكونوا على قدر كبير من الوعي والاستعداد لمواجهة هذه التحديات بحكمة وذكاء، وإدراك أننا نعيش اليوم في عالم يتسم بالتكنولوجيا المتقدمة والتغيرات السريعة، وأن مستقبل الاقتصاد العالمي يسير نحو تعزيز الرقمنة، والتحول الرقمي والتكنولوجيا المالية، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الأخضر.
وقال رئيس نادي الخريجين الدكتور عصام العزام، إن جامعة اليرموك من المؤسسات الوطنية الرائدة التي ساهمت وتساهم في تطوير قطاع التعليم العالي الأردني، يُضاف إلى ذلك مساهمتها الفاعلة في خدمة المجتمع المحلي والتفاعل الإيجابي مع مؤسساته وأفراده.
وأضاف أن الاحتفال بتكريم أوائل الفوج 45 من خريجي الجامعة، يمثل حدثا سنويا هاما يحرص نادي الخريجين على تنظيمه، تقديرا لجهود هؤلاء الطلبة الذين تعبوا واجتهدوا حتى حصدوا هذه النتائج المميزة، فهنيئا لجامعتنا التي طرحت ثمارها، وأثرت زماننا بكفاءات نلمحُ فيها مستقبل الأردن الزاهر.
ودعا العزام إلى التشاركية بين القطاعين العام والخاص، وإيلاء فئة المبدعين والمتفوقين من أبناء الوطن جل الاهتمام والرعاية، ليكون مرد حصادهم الطيب على نهضة الدولة ومؤسساتها وتطورها نحو الأفضل والأمثل، مبينا أن هذا سبيله التشريعات الناظمة التي ترعى مثل هؤلاء المبدعين، وتُوفر لهم الإمكانات المادية والمرافق العلمية والبحثية والحياة الكريمة المحفزة للإبداع والابتكار.
وألقت الخريجة أمل زيادنة كلمة الخريجين، أكدت فيها أن مسيرةَ التّميزِ والنجاحِ لم تكنْ ممكنةً لولا الدّعمُ الّذي حظيْنا به ِمن أساتذتِنا الأفاضلِ الّذين لم يبخلوا علينا بالعلم ِوالمعرفةِ، ورفدُونا بالقيمِ الّتي سنحملُها معْنا في حياتِنا المهنية والاجتماعيةِ. كذلك، لا يمكن أنْ ننسى دورَ الجامعةِ الّتي وفّرت لنا البيئةَ الأكاديميةَ المثاليةَ لتنميةِ مهاراتِنا وصقلِ شخصياتِنا.
وأضافت أن حصولنَا على هذه المراتبِ ليسَ نهايةَ المطافِ، بل هو بداية لمسؤوليةٍ جديدةٍ تقعُ على عاتقنا، فكما تعلمَّنا من تاريخِنا ومن َدراساتِنا أنَّ العلمَ هو النورُ الّذي يبددُ الظلماتِ، علينا أنْ نكون مصابيحَ هذا النور في مجتمعاتنا، نسعى لنقلِ المعرفةِ، ونساهمُ في ِ ِبناءِ مستقبلٍ أفضل لوطننا الحبيب في ظلِّ قائدِ مسيرةِ العلم والعلماءِ والخيرِ والبناءِ جلالةِ الملكِ عبدِ الله الثاني وسمو وولي عهده الأمين.
وفي نهاية الحفل، كرم الشركس بحضور نائب رئيس الجامعة الدكتور موسى ربابعة، تكريم أوائل الفوج 45 من خريجي الجامعة، إضافة إلى مجموعة من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الجامعة.