وقعت جامعة اليرموك والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مذكرة تفاهم، هدفها إنشاء تحالف للتعليم العالي في الأردن، وتنفيذ "هدف 15 بحلول عام 2030" من خلال التعاون بين الأطراف لضمان تمكين الطلبة اللاجئين من الوصول إلى التعليم العالي بأقل قدر ممكن من العقبات الكبيرة.
ووقع المذكرة رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، فيما وقعها عن جانب "المفوضية" ممثلها في عمّان مايكل ديلاميكو.
وقال مسّاد في كلمته خلال حفل التوقيع، إن هذا اللقاء يأتي لتوحيد الجهود وخدمةً قضايا التعليم العالي المُرتبطةِ باللاجئين، عبر (تحالُف التعليم العالي في الأردن)، وخصوصا أن الأردن تحمّل ومنذُ ما يَزيد عن مئةِ عامٍ تبعاتِ موجاتِ اللُجوءِ والهجرةِ، لأنها وجدت فيه المأوى والمَلجأ والرعاية الآمنة.
وأضاف، يحقُ لنا كأردنيين الفخر بالجهود الخيرة التي بذلتها وتبذلها الدولة الأردنية وقيادتها الهاشمية الحكيمة، فيما يخص قضايا اللجوء وآثارهِ، مشيدا في ذات السياق بجهود جلالة الملك الذي يقود على الدوام حِراكاً دبلوماسياً وسياسياً لحث المُجتمع الدولي على تحمُل مسؤولياته تجاه هذه القضية الإنسانية.
وأشار مسّاد إلى الجهود التي بذلتها جامعة اليرموك لـ "إطلاق هذا التحالف"، مؤكدا أنها عملت من خلال مركز اللاجئين والنازحين والهجرةِ القسرية وبالشراكةِ مع "المُفوضية" ضمن مَشروعِ "زيادةِ نسبةِ التحاق اللاجئين ببرامجِ التعليم العالي في الأردن" بالوصول إلى نسبة (15%) عام 2030، بناءً على خطةٍ علمية وإجراءات دقيقة بُني على أساسها هذا المشروع.
وأشاد مسّاد بجهود "مركز اللاجئين" في إعداد ورقة السياسات الخاصة بزيادة نسبة التحاق اللاجئين ببرامج التعليم العالي، بهدف رفع نسبة (15%) في عام 2030، إضافة إلى الخروج بتوصيات تُساعد صنّاع القرار على اتخاذ القرار المُناسب ورسم السياسات فيما يتعلق بقضايا التعليم العالي ومساهمتها في تحقيق الهدف المُشار اليه، بما يتفق مع الميثاق العالمي للاجئين واستراتيجيته في تخفيف الضغط على الدول المُضيفة، وتعزيز اعتماد اللاجئين على أنفسهم، ودعم الظروف في أوطانهم لعودتهم بأمان وكرامة.
وتابع: عقدت "اليرموك" أيضا وبالشراكة مع" المفوضية" جلسة تشاورية بحضور عدد من إدارات الجامعات الرسمية والخاصة والجهات المانحة وأصحاب القرار بشأن التعليم العالي، تم خلالها عرض الورقة ومناقشتها وأبرز الحلول المقترحة لتحقيق الهدف، تبعها عقد سلسلة اجتماعات على مستوى مجالس الأمناء وإدارات الجامعات في أقاليم الشمال والوسط والجنوب، لوضعهم بصورة المشروع وما تم إنجازه، والتعرف على الإجراءات التي من الممكن أن تتخذها الجامعات لزيادة نسبة التحاق اللاجئين ببرامج التعليم العالي.
كما وعرض مسّاد تجربة جامعة اليرموك ومبادرتها من خلال مجلس أُمنائها وقرارها القاضي بمُعاملة الطلبة اللاجئين من مختلف الجنسيات معاملة الطالب الأردني من حيث رسوم الساعات، وقبولهم في البرنامج الموازي بدلاً من البرنامج الدولي، وهو القرار الذي تم بناء عليه قبول عدد من الطلبة اللاجئين من جميع الجنسيات في مختلف التخصصات خلال العام الدراسي الحالي.
من جهته أكد ممثل المفوضية في عمّان مايكل ديلاميكو أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تدرك تماما أهمية وقوة التعليم العالي الشامل والعادل في الأردن، بوصفه بوابة الأمل للاجئين للحصول على الفرصة لاكمال دراستهم العليا واكتساب المهارات والكفاءات للمساهمة في بناء اوطانهم حينما يتمكنون من العودة إليها، وبالتالي كسب لقمة العيش، والعيش بكرامة.
وأكد ديلاميكو أن الأردن يعد نموذجًا لكيفية جعل التعليم الشامل والعادل حقيقة واقعة، إذ شهدت السنوات الأخيرة تحسنا كبيرا في الوصول إلى التعليم العالي للاجئين، شمل ذلك خطوات سخية لخفض رسوم التعليم للطلبة اللاجئين لتكون بنفس تلك الرسوم للطلبة الأردنيين في العديد من الجامعات، مشددا على أن التعليم يعتبر الأساس في توفير مواطنين مؤهلين وقادرين على العمل في قطاعات النمو الأخرى في الأردن بما يتوافق مع رؤية التحديث الاقتصادي.
وأشاد بمبادرة سمو ولي العهد الأخيرة، حول التعليم والتدريب المهني والفني التي تدعم الأردنيين واللاجئين لاكتساب المهارات ذات الصلة بالسوق وتعزيز قدرتهم على قيادة حياة مستقلة ومرضية، مما يسهم في تنمية وتطوير المجتمع.
وعلى المستوى العالمي، أكد ديلاميكو على أن "المفوضية" تعتبر التعليم العالي للاجئين أولوية عالمية، حيث تضمن المنتدى العالمي للاجئين، الذي عقد في جنيف في شهر ديسمبر من العام الماضي التزامًا مهمًا بضمان وصول 15% من اللاجئين إلى التعليم العالي والتقني والمهني بحلول عام 2030.
وقال: اليوم يجتمع 17 جهة فاعلة مختلفة في الأردن بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والجامعات والمراكز المهنية، والقطاع الخاص والعمل الخيري لإطلاق أول تحالف للتعليم العالي في الأردن، ملتزمين معًا بالتعاون الوثيق لمواصلة تعزيز الوصول إلى التعليم للاجئين، ومواجهة التحديات للوصول إلى مستقبل أفضل للأردنيين واللاجئين.
ونصت المذكرة على تعزيز التعاون الذي سيسهم في زيادة إمكانية وصول الطلبة اللاجئين الى التعليم العالي والتدريب المهني والتقني من اللاجئين المسجلين لدى "المفوضية" إضافة إلى التعاون في زيادة الوعي والتنسيق لدعم التحاق الطلبة اللاجئين والأردنيين من الفئات الأكثر احتياجا في التعليم العالي والتدريب المهني والتقني، بهدف التأثير الإيجابي على فرص التعليم والتدريب وحياة الطلبة اللاجئين.
كما ونصت المذكرة على معاملة جميع الطلبة اللاجئين من كافة الجنسيات معاملة الطلبة الأردنيين في البرنامج الموازي وبجميع الدرجات الجامعية، إضافة إلى إدراج كلمة (لاجئ) إلى الجنسية أو الجنسيات الأصلية في نظام التسجيل الجامعي.
يذكر أن تحالف التعليم العالي في الأردن هو شبكة مكونة من 17 جامعة رسمية وخاصة ومؤسسات حكومية وهيئات خيرية واقتصادية وإنسانية، هدفها تسهيل وصول اللاجئين إلى التعليم العالي والتعليم الفني والمهني، كما و يهدف هذا "التحالف" إلى ضمان وجود فرص الوصول إلى التعليم العالي والتنمية والتدريب الفني والمهني للاجئين والأردنيين الأكثر احتياجاً، تمييزا لأهميتهم في عجلة التنمية الاقتصادية بما يتماشى مع المحرك الثاني لأولويات النمو الاقتصادي لرؤية التحديث الاقتصادي في المملكة، كما ويسعى "التحالف" إلى تعزيز الابتكار لتحقيق التنمية المستدامة.
وحضر توقيع المذكرة، مديرة مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية الدكتورة ربى العكش.
إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.