مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى نائب رئيس الجامعة لشؤون التخطيط والتطوير وشؤون البحث العلمي والجودة الدكتور سامر سمارة، افتتاح فعاليات اليوم العلمي لعمادة البحث العلمي والدراسات العليا، بعنوان "تعزيز الإبداع عبر المشاركة الفاعلة".
وأكد سمارة في كلمته الافتتاحية إيمان جامعة اليرموك بأن الابتكار هو الطريق الذي نسير عليه، بوصفه ومضة التغيير والمفتاح لمستقبل أفضل، مشيرا إلى أننا اليوم أمام تحديات كبيرة وفرص عظيمة علينا اقتناصها، لنثبت أن الجامعة ليست مجرد مؤسسة تعليمية وحسب، وإنما منارة فكر ومختبر إبداع يسهم في بناء مجتمع المعرفة ويدعم أسس الاقتصاد المعرفي في وطننا الأردن.
وأشار إلى أن عقد اليوم العلمي لجامعة اليرموك يشكل فرصة لتفعيل العلاقات والشراكات البحثية وبناء جسور التواصل في البحث العلمي مع مختلف المؤسسات والجامعات ومراكز البحوث، ومناقشة الفرص البحثية المتاحة وتشجيع الابتكار والريادة والتميز، وتذليل التحديات.
ولفت سمارة إلى أن هذا اليوم العلمي يعد مساحة هامة لتبادل الأفكار وتلاقيها سيما وأنه يتضمن تنوعا واضحا في فعالياته كجلسات حوارية متخصصة في موضوعات في غاية الأهمية كالأولويات البحثية الوطنية، والذكاء الاصطناعي في رسائل طلبة الدراسات العليا، والمعارض، والمسابقات وغيرها من الفعاليات البناءة التي ينتفع بها.
وتوجه سمارة بالشكرة إلى المشاركين من مختلف المؤسسات والجامعات والهيئات الوطنية، مؤكدا أن هذه الفعاليات ما هي إلا انعكاس للدور الريادي للجامعة في تعزيز ثقافة البحث العلمي والدراسات العلمية، بين العلماء والباحثين، مشددا على أن مشاركات الطلبة في هذا اليوم العلمي لها أهمية بالغة، بوصفهم أصحاب قدرات غير عادية في تقديم الأفكار الجديدة والملهمة في كثير من الأحيان.
وشدد على أن المشاركة والتعاون بين الباحثين، تمكننا من تحقيق ابتكارات تسهم في رفعة وتقدم مجتمعنا، داعيا إلى العمل يدا بيد للارتقاء بوطننا الغالي إلى أعلى المستويات في مجال البحث العلمي والابتكار.
من جهته، أكد عميد البحث العلمي والدراسات العليا الدكتور محمد الزبيدي، أن البحث العلمي يعد أداة فعالة ليس في تعزيز المعرفة فحسب، وإنما في خدمة القضايا الإنسانية والوطنية، مشيرا إلى أن العلم والابتكار ليسا مجرد ركيزتين أساسيتين في مؤسساتنا الأكاديمية، وإنما جوهر تقدمنا وبناء مستقبلنا.
وأشار إلى الجهود التي بذلتها عمادة البحث العلمي والدراسات العليا، في الوصول إلى بيئة أكاديمية حاضنة لكل فكرة مبتكرة، ومنصة لكل باحث مجتهد، وساحة لكل طالب مبدع، مؤكدا حرص "العمادة" على خلق بيئة تحفيزية تسهم في تحقيق أعلى المستويات البحثية والأكاديمية.
واستعرض الزبيدي خطة "العمادة" المستقبلية والتي تشمل مبادرات جديدة لإعادة ترتيب الأولويات البحثية وتوجيه الإنفاق نحو البحث العلمي النوعي، لافتا إلى إطلاق جامعة اليرموك لتعليمات جديدة لحوافز النشر العلمي، الهادفة إلى تشجيع الأساتذة والطلبة على نشر أعمالهم البحثية في المجلات العلمية الرائدة عالميا، وتحديث تعليمات تنظيم ودعم البحث العلمي في الجامعة لتعكس الالتزام بالجودة والتميز والدعم للبحث العلمي النوعي، إضافة إلى تحديد معايير جديدة للإشراف على الرسائل الجامعية تركز على جودتها وتأثيرها العلمي، وتفعيل شروطا جديدة للإشراف على الرسائل الجامعية، الأمر الذي سيسهم في التوجيه الأمثل للطلبة والارتقاء بمستوى البحث العلمي لديهم ورسائلهم الجامعية.
وتابع: تعكف "العمادة" إعداد خطة شاملة لتحديث وتطوير جميع برامج الدراسات العليا، لتشمل تكامل الذكاء الاصطناعي كمتطلب أساسي للقبول، مما يعكس الالتزام بمواكبة التقدم التكنولوجي وتأهيل الطلبة لمواجهة تحديات العصر، لافتا إلى أن "العمادة" قامت بالتقدم لمشاريع دولية تهدف إلى بناء قدرات المدرسين والطلبة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات، ليس فقط كمحتوى دراسي بل كأداة رئيسية في عملية البحث العلمي.
المتحدث الرئيس في اليوم العلمي، نائب رئيس مشروع التعليم العالي لأجل الابتكار والنمو الدكتور محمد الجعفري، تحدث عن مشروع " التعليم العالي لأجل الابتكار والنمو HEIG " المدعوم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، موضحا التحديات التي تواجه التعليم العالي والمتمثلة في ارتفاع معدلات البطالة بين خريجي المؤسسات التعليمية، وافتقارهم لبعض المهارات، ومحدودية البحوث التطبيقية، وانحصار الشراكة بين القطاع الصناعي والأكاديمي على عمليتي العرض والطلب.
وأشار إلى توفر فرص للتحسين والتطوير خاصة في القطاع الاقتصادي، من خلال رؤية التحديث الاقتصادي، والاستراتيجية الوطنية للموارد البشرية، والمشاركة الفاعلة في البرامج البحثية الدولية.
وأوضح الجعفري الأهداف الرئيسية من مشروع HEIG المتمثلة في تعزيز مكانة مؤسسات التعليم العالي باعتبارها من الجهات الرئيسية الفاعلة في تنمية الاقتصاد، على اعتبار أن المؤسسات التعليمية هي الحاضنة للقوى العاملة عالية الجودة والقادرة على الابتكار، وإنشاء منصات فعالة ومستدامة للتعاون بين مؤسسات التعليم العالي والصناعة.
وقال إن هذا المشروع يسعى إلى إشراك 6 من الجامعات الأردنية في تشكل التكتلات القطاعية التي تضم مجموعة من الأكاديميين والصناعيين الذين سيسهمون ضمن هذه التكتلات في إيجاد الحلول الناجعة للتحديات التي يواجهها القطاع الصناعي كموضوع الامن الغذائي واستدامته، بالإضافة إلى طرح طرق للتحسين والتطوير والتغيير نحو الأفضل.
كما وتخلل حفل الافتتاح، عرض فيديو تعريفي عن عمادة البحث العلمي والدراسات العليا، وأقسامها ونشاطاتها والدور الذي تضطلع به في خدمة البحث والنشر العلمي والدراسات العليا.
كما وكرم سمارة، العمداء السابقين لعمادة البحث العلمي والدراسات العليا، لجهودهم في تعزيز مسيرة العمادة وتقدمها.
وتضمنت فعاليات اليوم العلمي، معرضا لملصقات مشاريع البحث العلمي المدعومة من العمادة، وجلسة حوارية بعنوان "الأولويات البحثية الوطنية" شارك فيها نخبة من الخبراء في مختلف المجالات العلمية والعملية، تم خلالها استعراض أهم الأولويات البحثية الوطنية ضمن قطاعات المعرفة المختلفة، وجلسة أخرى بعنوان "استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في رسائل طلبة الدراسات العليا" بمشاركة عدد من عمداء الدراسات العليا في الجامعات الأردنية.
كما تضمنت فعاليات اليوم العلمي مسابقة 5MT وهي مسابقة لعرض رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه خلال 5 دقائق، والتي صممت خصيصا لصقل مواهب طلبة الدراسات العليا ودفعهم نحو إظهار أفضل ما لديهم من قدرات على التعبير عن أنفسهم وعن إنجازاتهم البحثية خلال فترة زمنية محددة.
وافرزت المسابقة عن فوز الطالبة سندس الطاها، من برنامج الماجستير في العلوم الحياتية/ كلية العلوم بالمركز الأول، والطالبة رزان القرعان، من برنامج الماجستير في العلوم الحياتية/ كلية العلوم بالمركز الثاني، فيما صوت الحاضرين للطالبة منى الفقهاء، من برنامج الماجستير في الإرشاد السياحي/ كلية السياحة والفنادق بالمركز الثالث.
وفي مسابقة الملصقات العلمية لمشاريع الطلبة، فاز بالمركز الأول الطالبة أسماء الصمادي من كلية العلوم، وفي المركز الثاني الفريق الطلابي المكون من الطلبة غسان صوالحه، ابراهيم احمد حسين عكور، سليمان سهيل حسين النصيرات، من كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية، وفي المركز الثالث الطالب مؤمن الرمضان من كلية الإعلام.
وفازت الطالبة نور القطب والطالب أسامة القواسمة من كلية العلوم، بجائزة أفضل مشروع صديق للبيئة، وفي جائزة أفضل مشروع واعد، فاز الفريق الطلابي المكون من الطلبة، خالد عمايرة، غيداء الطعاني، معتصم نوافلة، من كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية، فيما فاز الطالب حمزة العويدات من كلية العلوم، في جائزة أفضل مشروع قابل للتطبيق.