مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى مساعد رئيس الجامعة الدكتور زياد زريقات، حفل تكريم الفائزين في جائزة البحث العلمي لطلبة الجامعات الأردنية الدورة 24، الذي نظمته عمادة البحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة، بحضور رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، رئيس اللجنة العليا المشرفة على جائزة البحث العلمي لطلبة الجامعات الأردنية الأستاذ جواد الحمد.
وأكد زريقات أن اليرموك قد ظلت بدوام الأيام موئلا للبحث العلمي الهادف التطبيقي، الذي يستجيب لمتطلبات الحياة وتطورها المتسارع، فجاءت خططها الاستراتيجية من أجل النهوض بمستوى البحث العلمي في وطننا الأردن.
وشدد على حرص اليرموك لتسليح طلبتها من مختلف الدرجات العلمية بأساسيات وأدوات البحث العلمي الرصين، وسعيها للنهوض بجهود أعضاء الهيئة التدريسية فيها، مما يمكّن أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة من إجراء البحوث العلمية التي تُعنى بتسليط الضوء على مختلف قضايا المجتمع ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لمشكلاته، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لأبناء المجتمع في كافة الحقول العلمية والاحتياجات التدريبية والتأهيلية، وذلك انطلاقا من ايمان جامعة اليرموك العميق بدور البحث العلمي في الارتقاء بالأمم وازدهارها.
وأشار زريقات إلى أن إقبال طلبة جامعة اليرموك اللافت على المشاركة في هذه الجائزة منذ بداياتها وبالأخص طلبة مرحلة البكالوريوس ما هو إلا دليل واضح على ما تقدمه الجامعة من علوم ومعارف لطلبتها ودعم لباحثيها، وكل ذلك يعكس رغبة الشباب للخروج عن الحدود المنهجية المتمثلة بما ينهولونه من معارف بين سطور الكتب وفحوى المحاضرات، في المراحل التعليمية على اختلافها، نحو الانطلاق بأفكارهم الخلاقة نحو فهم وإدراك عميق للقضايا الهامة المحلية والعربية والدولية، من خلال البحث والتمحيص والتفكير السوي الخلاق، ليعالجونها بمستوى عال من بعد النظر واستشراف المستقبل.
ولفت إلى أن التطور الهائل الذي تشهده كافة الحقول العلمية يفرض على الجامعات توفير البيئة المناسبة لتأصيل البحث العلمي بالنسبة للطلبة، وتشجيعهم على المشاركة في المسابقات، والجوائز العلمية، ودعم النشر العلمي، بحيث تحفز بمجملها قيم الابداع التي أصبحت تمثل أحد أهم ركائز الاقتصاد الحديث للدول، داعيا الطلبة إلى تطوير أنفسهم وبذل المزيد من الجهد والتهيؤ لإنجاز أهداف أعظم.
بدوره ألقى عميد البحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة الدكتور أيمن حمودة كلمة شكر فيها أعضاء اللجنة العليا المشرفة على الجائزة من جامعة اليرموك ومركز دراسات الشرق الأوسط، والجامعة الأردنية، وجامعة فيلادلفيا، وجامعة العلوم وتكنولوجيا الأردنية، وجامعة الزرقاء، مؤكدا ان جميع البحوث المتنافسة قد خضعت لمعايير التحكيم العلمي وأسسه، إضافة إلى مقابلات علمية للمؤهلين للفوز، من قبل لجان تحكيم، التي تشكلت من أساتذة جامعيين أردنيين في مختلف التخصصات ذات العلاقة.
وأوضح حمودة ان هذه الدورة طرحت 19 عنوانا بحثيا ضمن ثلاثة أطر: المحلي الأردني، والعربي الإسلامي، والصراع العربي الإسرائيلي والدولي، حيث سجل في هذه الدورة 355 طالبا وطالبة من 23 جامعة، موزعين على معظم التخصصات العلمية والإنسانية، حيث قدم 19 منهم خططا بحثية، واستمر 17 منهم في تقديم بحوث للتنافس.
واعلن نتائج المنافسة لهذه الدورة التي جاءت على النحو الآتي: فوز البحث "تداعيات الدراما الكوميدية الساخرة على قيم وسلوك وعادات الشباب الأردني: دراسة حالة" بالمركز الأول، والذي قدمه الطالب صهيب البدور من كلية الإعلام بالجامعة، وفوز الطالب سعد القاضي من قسم العلوم السياسية بالمركز الثاني عن بحثه "أثر التعديلات الدستورية على تأسيس الحكومات البرلمانية في الأردن: 2014-2022"، وفوز البحث "الخصائص الجيوكيمائية والمستحاثات النانونية الجيرية من رواسب الصخر الزيتي الطباشيري في وادي سمر، شمال الأردن" بالمركز الثالث والذي قدمته طالبة الماجستير رنيم الشويات من قسم علوم الأرض والبيئة في الجامعة، وفوز طالب الماجستير القانون بهاء الدين الهيلات بالمركز الرابع عن بحثه "الديمقراطية الداخلية للأحزاب السياسية دراسة حالة التعديلات الدستورية لعام 2022 وأثرها على المشاركة السياسية في الأردن".
كما ألقى نائب رئيس اللجنة العليا المشرفة على الجائزة الدكتور بيان العمري كلمة باسم اللجنة العليا للجائزة أشار فيها إلى ان فعاليات الدورة 24 للجائزة قد انطلقت في ظل أزمات طاحنة في العالم العربي وتحديات أمام الأنظمة والشعوب والقوى العربية على حد سواء، سياسياً وفكريا وتنموياً، فطرحت عدة عناوين للبحث فيها ومحاولةِ توصيف دقيق لهذه الأزمات واجتراحِ حلول تساهم ولو بحدّها الفكري والعلمي النظري في مواجهتها وحلهّا، مما يؤكد ان أن مساهمة الشباب الباحثين في تناولها ومعالجتها تُعدّ من وجهة نظر الجائزة ذات أهمية بالغة في انخراط الشباب في البحث عن الحلول الخلّاقة بعيداً عن أي انقسام أو استنزاف للطاقات، بل وإشراك الشباب إيجابياً في السياق العام بعيداً عن التفكير الضيق المحدود أو حصر عقولهم في بيئات وأفكار جزئية لا تقدر على اختراق الواقع نحو المستقبل.
وثمن العمري جهود أعضاء اللجنة العليا المشرفة على الجائزة في إنجاح أعمال هذه الدورة من الجائزة، وهم: الدكتور فالح السواعير عميد البحث العلمي في الجامعة الأردنية، والدكتور خالد القواسمي عميد البحث العلمي في جامعة الزرقاء، والدكتور عمر روحي عميد البحث العلمي والدراسات العليا في جامعة فيلادلفيا، والدكتور طارق مقطش عميد البحث العلمي في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، ومن جامعة اليرموك أيمن حمودة عميد البحث العلمي والدراسات العليا.
وأكد أن إجراءات الجائزة الفنية والعلمية والمهنية التي قامت بها اللجنة العليا لتحكيم البحوث وتحديد الفائزين هي إجراءات تتماهى مع المعايير الدولية في مثل هذه الجوائز.
من جانبه ألقى الطالب بهاد الدين الهيلات كلمة باسم الطلبة الفائزين ثمن فيها جهود القائمين على هذا المشروع العلمي الرائد ولتمكين الطلبة وتحفيز طاقاتهم المعرفية والعلمية وصياغتها في بحوث تناقش فيها الظاهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أردنيا وعربيا وإقليميا ودوليا، لما يخدم توجهات الأردن ومصالحه.
وأشار الهيلات أن دعم الباحثين من المجتمع في كافة المجالات يعني الخوض في سباق المعرفة والتقدم والازدهار ومواكبة العلم لكشف واستنباط الداعمات الأساسية والمراجع النظرية الإبداعية القابلة للتطبيق العملي، مؤكدا أن الطلبة كباحثين يسعون للاستفادة من هذه الفرص على المستوى العلمي والمهني وذلك لتوظيف قدراتهم وتطويرها للغوص في علوم المعرفة والخروج بأفكار إبداعية قابلة للتطبيق.
وفي نهاية الحفل الذي حضره عدد من عمداء الكليات والمسؤولين في الجامعة، وجمع من طلبة الجامعة وذوي الطلبة الفائزين، سلّم الزريقات الشهادات التقديرية والدروع التكريمية للطلبة الفائزين والمشاركين في الجائزة، ولأعضاء لجنة التحكيم العلمي والمقابلات، والمشرفين على البحوث الفائزة، وأعضاء اللجنة العليا المشرفة على الجائزة.