تعريب الجيـش ...أهــمـيــة قـرار الـحـسيـن ودلالاتــه

dr zidan

أ.د. زيــدان كــفـافــي

رئيس جامعة اليرموك

 ينطوي القرار التاريخي الشجاع الذي اتخذه الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال في الأول من آذار من العام 1956 بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني وطرد كلوب باشا على الكثير من المعاني والدلالات التي ينبغي إعادة قرائتها ونقلها لأبنائنا وشبابنا ليكونوا على مقربة وتماس مباشر من الجهد المضني الكبير الذي نهض به الحسين منذ اعتلى عرش المملكة في العام 1952 وكيف استطاع أن يقود الأردن من بلد محدود الإمكانات والموارد إلى بلد شهد نهضة شاملة في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكان للقوات المسلحة فيها النصيب الوافر من اهتمام الحسين ورعايته الذي أراده أن يكون جيشاً للأمة وليس للأردن فحسب تجسيداً لرسالة المملكة الأردنية الهاشمية ودورها في نهضة الأمة والذود عن قضاياها المصيرية.

لقد كان للحسين رحمه الله بصماته الواضحة في استكمال القرار السيادي للمملكة الأردنية الهاشمية عنما قال" إن الرأي العام كان يجهل إن قضية عزل كلوب من منصبه كانت قضية أردنية تماماً لأن كلوب كان قائداً عاماً للجيش العربي الأردني، وكان يعمل لحساب حكومتي" وعليه فإن الحسين بذلك القرار الجري كان يريد للجيش أن ينمو وينهض ويتقدم ويُدار بسواعد وعقول وكفاءات أردنية قادرة على إحداث نقلة نوعيه في كافة وحداته وتشكيلاته وقادرة على قيادته وتفعيل دوره في ساحات القتال التي لم يتأخر عنها الجيش الأردني حين تخضبت مساحات شاسعة من أراضي الأمة بدماء جنده الأبرار.

  كان للحسين ما تطلع إليه بأفقه الواسع وأثبت الجيش العربي المصطفوي أنه صاحب رسالة لتحقيق مصلحة شعب الحسين ووطنه وامته، فكان قراره بتعريب الجيش سيادياً بحتاً وخطوة على المسار الصحيح لاستقلال الأردن من النفوذ الأجنبي ونقطة تحول هامة في تاريخ العرب الحديث ودافعاً قوياً للأردن للدفاع عن كرامته واستقلاله وحريته فأعاد للجيش الهيبة وبنى الحسين جيشاً امتاز بالاحترافية والانضباط، كما أعاد الحسين للامة بقراره ذاك حريتها وإمكانية صنع قرارها بنفسها.

   في ذكرى تعريب الجيش العربي الأردني نستذكر الحسين بن طلال ورحلة جهده وكفاحه ونضاله في سبيل الأمة العربية والدفاع عن وجودها وحماها وقضاياها التي جاءت فلسطين في مقدمتها وعلى رأسها وفي ذاكرتنا صور ومشاهد لن تبرح مخيلتنا، فها هو الحسين يؤّذن في الناس في معركة الكرامة التي كسرت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ويدحر العدو ويكبّده خسائر لم تكن بحسبان اسرائيل ولا في معتقداتها، وكلّ ذلك كان نتاجاً طبيعياً لتعريب الجيش ودلالاته العظيمة.

   اليوم يمضي الأردن إلى الأمام برعاية الملك المعزز عبد الله الثاني، وللجيش في فكر جلالته من الدعم والرعاية ما له، ولقد ورث عن والده كل خلق جميل ومسلك قويم، فوضع الجيش نصب عينيه، ولم يدخر وسعاً في مدّه بأحدث التجهيزات الحديثة ليكون قادراً على الاستجابة لتحديات العصر التي تواجه الأمة، وبقي الجيش وما زال الحصن المنيع الذي يحفظ امن الوطن والمواطن، يحرس الحدود وعينه لا تنام وعبد الله الثاني أمام كل ضابط وجندي يشد العزائم ويقوي الإرادة.

  وكل عام والوطن وقائده وجيشه بألف خير

 

YU

إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.

اتصل بنا

  •  اربد- الاردن, ص.ب 566 الرمز البريدي 21163
  •  yarmouk@yu.edu.jo
  •  7211111 2 962 +
جميع الحقوق محفوظة © 2024 جامعة اليرموك.
+96227211111Irbid - Jordan, P.O Box 566 ZipCode 21163