مرض الزهايمر.. أحد تحديات العصر الحديث.. أعرضه وطرق الوقاية منه

 WhatsApp Image 2025 06 03 at 2.57.03 PM

 إعداد الطالبتين- ملك أبو حطب وسدرة نزال/ كلية الصيدلة

بإشراف - الدكتورة مريم العامري/ كلية الصيدلة

 

 يُعد مرض الزهايمر من أكثر الأمراض العصبية شيوعًا في العصر الحديث، لما له من تأثيرات نفسية وعصبية على المصابين، فهو من أبرز مسببات الوفاة عالميًا، وتم تصنيفه حديثاً كخامس سبب رئيسي للوفاة وفق منظمة الصحة العالمية، فضلًا عن كونه من الأسباب الرئيسية للإعاقة والاعتماد على الآخرين بين كبار السن حول العالم. يتسم هذا المرض بتدهور تدريجي في الذاكرة، بالإضافة إلى تغيّرات في الإدراك والسلوكيات لدى المصابين.

تأثير المرض على الذاكرة والسلوك

يبدأ تأثير مرض الزهايمر بفقدان الذاكرة قصيرة الأمد في المراحل المبكرة، ويظهر على المريض نسيان الأماكن أو الأشخاص المألوفين، وصعوبة تعلم معلومات جديدة، ومع تقدّم المرض تتأثر الذاكرة طويلة الأمد أيضا مما يؤدي إلى فقدانها في المراحل المتقدّمة.

أما من الناحية السلوكية، فيظهر على المريض تغيّرات نفسية مثل الاكتئاب، ونوبات غضب مفاجئة، وسلوكيات جديدة غير معتادة مثل تكرار الحديث، ومع تطور المرض قد يبدأ بالهلوسة، بحيث يرى المريض أشياء غير حقيقية.

مراحل المرض وتطوره:

ينقسم مرض الزهايمر إلى مراحل متعددة، ولكل مرحلة تأثيرات مميزة على سلوك الإنسان ووظائف الدماغ الفسيولوجية:

- المرحلة المبكرة: تشمل هذه المرحلة ما قبل وأثناء التشخيص، تظهر أعراض مثل نسيان بسيط للكلمات والأحداث، صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات، وفقدان القدرة على التخطيط للمهام اليومية، نتيجة لضعف الاتصال بين الخلايا العصبية في الدماغ.

- المرحلة المتوسطة: يعاني المريض من نسيان أسماء الأشخاص المقربين، والأحداث المهمة، وتكرار الأسئلة، وصعوبة التعرّف على الأماكن، وتغير في المزاج، وضعف في القدرة على الحكم والتحليل، نتيجة انتشار فقدان الخلايا العصبية إلى مناطق أخرى من الدماغ.

- المرحلة المتأخرة: يفقد المريض القدرة على التواصل بوضوح، ويصبح غير قادر على التعرّف على أفراد العائلة، وتتفاقم صعوبة الحركة والتحكم في الحركات، إضافة إلى فقدان السيطرة على الوظائف الجسدية مثل البلع والتحكم بالمثانة، وتشهد هذه المرحلة تدميرًا كبيرًا للخلايا العصبية وضمورًا واسعًا في الدماغ.

 

أعراض مرض الزهايمر:

  • في المراحل المبكرة: فقدان الأشياء أو وضعها في أماكن غير مناسبة، نسيان متكرر للأحداث القريبة، صعوبة في تذكر الكلمات أو الأسماء، تغيّرات في الشخصية، اضطرابات في النوم، فقدان القدرة على القيادة، وتكرار الأسئلة أو الجمل.

 

  • في المراحل المتوسطة: نسيان أسماء أفراد العائلة وتفاصيل الحياة الشخصية، صعوبة في أداء المهام اليومية، تغيّرات سلوكية مثل الغضب والعدوانية والهلوسة، مشاكل في النوم، وتغيرات واضحة في الشخصية مثل العناد أو الانسحاب الاجتماعي.

 

  • في المراحل المتأخرة: فقدان القدرة على التواصل، صعوبة في المشي أو الجلوس أو البلع، فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء، تراجع حاد في الذاكرة والقدرات الإدراكية، والاعتماد الكامل على الآخرين في كافة الأنشطة اليومية.

أسباب مرض الزهايمر:

تشمل العوامل المسببة للمرض التقدّم في العمر، والتاريخ العائلي للإصابة بهذا المرض، إضافة إلى أمراض مزمنة مثل الضغط والسكري. كما أن نمط الحياة غير الصحي كالتدخين، وقلة النشاط الذهني والبدني، يزيد من خطر الإصابة.

 

تشخيص المرض:

يعتمد تشخيصه على الأعراض السريرية للمريض، بالإضافة إلى اختبارات الدم لقياس مستوى بروتين "بيتا أميلويد" المرتبط بالمرض بالإضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) للدماغ لتحديد التغيّرات البنيوية فيه.

 

الوقاية من المرض:

رغم عدم وجود وسيلة مضمونة للوقاية من الزهايمر، إلا أن اتباع نمط حياة صحي قد يساهم في تقليل خطر الإصابة أو تأخير ظهوره. وتشمل طرق الوقاية:

- الحفاظ على النشاط العقلي (مثل القراءة وحل الألغاز).

- ممارسة الرياضة المنتظمة لتحسين الدورة الدموية وتحفيز نمو خلايا عصبية جديدة.

- اتباع نظام غذائي متوازن يشمل:

- المأكولات البحرية.

- المكسرات، خاصة الجوز الغني بأوميغا-3.

- الخضروات الورقية لاحتوائها على فيتامين K، حمض الفوليك، ومضادات الأكسدة.

- البيض لاحتوائه على الكولين.

- الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على فلافونويدات مفيدة للدماغ.

- النوم جيدًا لمدة 7–8 ساعات يوميًا.

- تجنّب التدخين والكحول.

- الحفاظ على العلاقات الاجتماعية وتجنّب العزلة والاكتئاب.

- مراقبة مستويات الفيتامينات بانتظام وتناول فيتامين B وأوميغا-3 لدعم صحة الدماغ.

 

علاج المرض:

لا يوجد وسيلة علاجية توفّر علاج شافٍ للزهايمر حتى الآن، إلا أن هناك أدوية واستراتيجيات قد تساعد في تخفيف الأعراض وتأخير تطوّر المرض:

- العلاج الدوائي:

- مثبطات الكولينستيراز ، مثل:

- دونيبيزيل (Aricept)

- ريفاستيجمين (Exelon)

- جالانتامين (Razadyne)

- ميمانتين (Ebixa): حيث يُستخدم في المراحل المتوسطة إلى الشديدة، وينظم نشاط الغلوتامات المرتبط بالتعلّم والذاكرة.

- أدوية أخرى تُستخدم لمعالجة الأعراض السلوكية مثل القلق، الاكتئاب، الهلوسة، وقد تشمل مهدئات حسب حالة المريض.

 

-العلاج غير الدوائي: يشمل ألعاب التحفيز الذهني، واتباع أنماط حياة صحية، والدعم النفسي والاجتماعي للمريض.

 

التعايش مع المرض:

يحتاج مريض الزهايمر إلى تفهّم وصبر من محيطه، ويمكن اتخاذ مجموعة من الخطوات لمساعدته:

- وضع روتين يومي ثابت لتقليل القلق، واستخدام تقويم وساعة كبيرة الحجم لتتبّع الوقت والمواعيد، مع تفعيل المنبّهات للتذكير.

- استخدام ملاحظات لاصقة للتذكير بالأمور المهمة.

- وضع الأغراض الأساسية في أماكن ثابتة.

- الحفاظ على نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة.

 

بعض النصائح لمقدمي الرعاية:

- التحلي بالصبر وتفهّم أن تكرار الأسئلة أو النسيان ليس مقصودًا.

- إزالة الأدوات الحادة والخطرة من المنزل، وتهيئة بيئة آمنة بإضاءة جيدة ولافتات إرشادية.

- أن يكون مقدم الرعاية مصدر أمان ودعم عاطفي للمريض

 

الخاتمة:

في ضوء ما سبق، يتبيّن أن مرض الزهايمر لا يُمثّل مجرد تدهور في القدرات المعرفية، بل هو حالة صحية معقّدة تنعكس آثارها على الجوانب النفسية والاجتماعية والوظيفية للمريض وللمحيطين به. ولأن المرض لا يزال بلا علاج شافٍ، فإن الجهود يجب أن تتركّز على الوقاية المبكّرة، والتشخيص المبكر، وتطوير السبل العلاجية التي تجمع بين الدواء والدعم النفسي والاجتماعي. كما أن تعزيز الوعي المجتمعي بالمرض يُعد أمرا ضروريا لمواجهة هذا التحدي الصحي المتزايد، وضمان جودة حياة أفضل للمصابين.

 

YU

إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع من خلال تقديم تعليم متميّز في بيئة جامعية مُحفزة.

اتصل بنا

  •  اربد- الاردن, ص.ب 566 الرمز البريدي 21163
  •  yarmouk@yu.edu.jo
  •  7211111 2 962 +
جميع الحقوق محفوظة © 2025 جامعة اليرموك.
+96227211111Irbid - Jordan, P.O Box 566 ZipCode 21163