نظّمت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ندوة بعنوان "العشر الأواخر وليلة القدر"، بحضور عميد الكلية الدكتور محمد طلافحة، وبمشاركة كل من الدكتور سعيد بواعنة أستاذ الحديث الشريف في الكلية، والدكتور نذير الشرايري أستاذ التفسير وعلوم القرآن فيها، فيما أدارها الدكتور عبدالله ربابعة أستاذ الفقه وأصوله في الكلية.
واستعرض البواعنة في حديثه خصائص ليلة القدر في الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة؛ مبينا أنها ليلة خاصة بأمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم دون سائر الأمم، وأنها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وتتنقل في الليالي الفردية منها، ليبقى المرء مجتهدا طوال العشر الأواخر.
وأضاف أنها ليلة نزول القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وكذا فيها بدأ نزوله مفرقا على قلب النبي صلى الله عليه وسلم حسب المناسبات والأحداث والوقائع، وهي ليلة مباركة الثواب في الأعمال والطاعات التي تُصنَع فيها من العباد، وفيها تتنزل الملائكة على امتداد وقتها وعلى رأسهم الروح الأمين جبريل عليه السلام؛ لتُسَلم على المؤمنين الطائعين وتستغفر لهم.
وأشار بواعنة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا أنّ من قامها إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه، وفيها كذلك يكشف الله تعالى لكَتَبًة الملائكة ما هو مُقدّر في اللوح المحفوظ من الأحداث والوقائع والأرزاق والآجال في ذلك العام من وقت تلك الليلة إلى وقتها من العام القادم.
وتابع: أن الأعمال الصالحة فيها من حيث الثواب والأجر للمؤمن خير من ثوابها له لو فعلها على امتداد ألف شهر، وهي ليلةُ مسالمةٍ مع الله تعالى، وتطهيرٌ للقلوب وسائر الجوارح من كل المُكَدّرات والمُنغصات.
وأكد أيضا أنّ هذه الليلة ذات قدْر، من رب ذي قدْر ، وقد أُنْزل فيها كتاب ذو قدر؛ ليُنشِأ أمةً ذاتِ قدْر، وكان هذا في شهر ذي قدْر وهو شهر رمضان، وبلسان عربي ذي قدْر ، مع مَلك ذي قدْر وهو جبريل عليه السلام على نبي ذي قدْر وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في بلدة ذات قدْر وهي مكة المكرمة، وبجوار بيت ذي قدْر وهو الكعبة المشرفة، لافتا إلى أن هذه الليلة لها علامة صحيحة واحدة تُعرف بعد انقضائها، وهي خروج الشمس صبيحتها بيضاء لا شعاع لها.
ومن جانبه، تحدّث الشرايري عن تجليات سورة القدر، مشيرا إلى عدد من اللطائف القرآنية فيها، كما ونبّه إلى القيم العليا التي تتضمنها الليلة؛ فهي زمان عظيم شرفه الله تعالى بنزول القرآن الكريم، وجعل العمل فيها خيرا من العمل في غيرها من الزمان.
وأضاف أن هذه الليلة جعلها الله تعالى سلاما للخلق، تَسْلمُ بها نُفوسهم، وتطيب بها أرواحهم، ويصيرون سلَما على أنفسهم، وأرحامهم، ومجتمعهم.
وفي نهاية الندوة التي حضرها مجموعة من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية وجمع من الطلبة، أجاب المتحدثون عن أسئلة واستفسارات الحضور.